يشهد العالم العربي في وقتنا الراهن سباقا نحو التسلح اعادنا الى فترات الحربين العالميتين الاولى و الثانية , فقد تهافت الزعماء العرب في الاونة الاخيرة على اقتناء اسلحة و معدات عسكرية من الدول الصناعية لمواجهة أي خطر يمكن ان يشكل تهديدا لكرسي العرش , وخاصة من الداخل حيث اصبحت الاحتجاجات و المظاهرات تقض مضاجع الحكام و الملوك في المنطقة العربية في اطار ما يسمى زحف الربيع العربي , لقد تعددت الصفقات العسكرية المبرمة بين القادة العرب و مصانع و شركات الاسلحة لشراء معدات لمكافحة المظاهرات وقمعها لاحكام قبضتها على شعوبها و جعلها كقطعان الاغنام تأتمر بأوامرها . الى جانب التهديدات الداخلية نجد التهديدات الخارجية خاصة الصراع التاريخي بين الدول و مشكلة الحدود على غرار المغرب و الجزائر , و الحرب السودانية بين الشمال و الجنوب و ايضا الصراع الازلي بين الفرس و منطقة الخليج العربي , و الذي اصبح يتأجج يوما بعد يوم خاصة بعد بروز تخوفات دولية من البرنامج النووي الايراني الذي اعتبره البعض خطرا على العالم و دول الجوار السعودية و الامارات ...و تنامي الخوف من الملف النووي خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين الذي مثل حارس البوابة الشرقية لمنطقة الخليج , لمواجهة هذا الخوف و التهديدات قامت الامارات العربية المتحدة بعقد صفقة مع الحكومة الامريكية لشراء كمية كبيرة من القنابل الذكية الدقيقة التصويب وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات مع ايران بسبب برنامجها النووي. وتفكر وزارة الدفاع الامريكية " البنتاجون " في بيع كمية كبيرة من الذخائر التي تصنعها شركة " بوينج " للامارات بالاضافة الى صفقات سلاح أخرى أبرمت في الآونة الاخيرة معها. وتشمل هذه الصفقات بيع 500 صاروخ جو أرض من طراز " هلفاير " أبلغ به المشرعون الامريكيون في سبتمبر الماضي. وصفقة القنابل الخارقة للتحصينات التي تصنعها " بوينج " وغيرها من الذخائر للامارات وهي حليفة رئيسية للولايات المتحدة في منطقة الخليج جزء من جهود أمريكية حالية لتشكيل ائتلاف اقليمي في مواجهة ايران. وباعت بوينج الآلاف من الذخائر الذكية الخارقة للتحصينات للولايات المتحدة وحلفائها في الشهور القليلة الماضية حيث جددت هذه الدول ترساناتها من القنابل الموجهة. و تاتي هذه الصفقة في اطار دعم و تنمية قدرات القوات الجوية الاماراتية لتتمكن من استهداف مبان مثل المخابيء المحصنة والانفاق والتي يعتقد أن ايران تطور فيها أسلحة نووية أو غيرها.