تحتضن تونس العاصمة يومي 14 و15 نوفمبر الجاري الندوة الإقليمية الأولى للأوروماد السمعي البصري وهو برنامج ممول من الإتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أهمية الحدث وخاصة بالنسبة إلى قطاع السينما في تونس بعد الإعلان عن بعث مركز سينمائي وطني، فإن الإعلام التونسي كان الغائب الأبرز في هذه التظاهرة، وحتى لا نرجم أحدا بالغيب يبدو أن منظمي التظاهرة فكروا في كل شيء باستثناء الإعلام حتى أن فيلم إلياس بكار "كلمة حمراء" (وهي ترجمتنا باعتبار أن الفيلم لم يتضمن عنوانا بالعربية وتم الاكتفاء باللغة الفرنسية ) الذي يعرض لأول مرة في بلادنا بعد مشاركته في مهرجان الدوحة تريبكا ، عرض البارحة في قاعة الكوليزي( التي كانت تنبعث منها رائحة مواد التنظيف ! والتي مازالت لوحتها الضوئية التي تتضمن عبارة "ملكة القاعات" موجودة على الرغم من أن الواقع يقول عكسها !) لم يتابعه سوى العشرات من ضيوف الندوة الإقليمية للأوروماد السمعي البصري ومن أبرزهم السينمائي السوري نبيل المالح والمنتج المصري غابريال خوري وعدد من السينمائيين التونسيين من بينهم خالد العقربي رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام ونائبه لطفي العيوني والحبيب المستيري وكاهية مديرة السينما بوزارة الثقافة منيرة بن حليمة وشقيقها قيدوم سينما الهواة رضا بن حليمة والممثل عادل بكري ...أما عن الصحافيين فلم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة (أفهم الآن لماذا يمنح مهرجان قرطاج بطاقات اعتماد بالمئات سينما ومسرحا وموسيقى !) أما عن "كلمة حمراء"الذي قدم في غياب مخرجه ودون أي تأطير،فعمل سينمائي جدير بالمشاهدة فعلى الرغم من بعده التوثيقي لثورة 14 جانفي من أحداث العاصمة إلى سيدي بوزيد فالحوض المنجمي فالقصرين فتالة إلا أن اللمسة السينمائية كانت حاضرة في مختلف مفاصل الفيلم رغم بعض الملل نتيجة تكرار التفاصيل والوضعيات المتشابهة من مدينة إلى أخرى... وتشارك في هذه الندوة تسع دول من جنوب المتوسط ، ويذكر أن هذا البرنامج يرصد 11 مليون أورو للثلاث سنوات 2011-2013 ويمول سبعة مشاريع من أجل النهوض بالقطاع السينمائي السمعي البصري في دول البرنامج التسع ... وقد سجلنا يوم أمس تدخل درة بوشوشة مديرة صندوق الجنوب- فرنسي التمويل- وقد زاد تدخلها من مخاوف السينمائيين العرب والأفارقة عموما فقد أكدت ما كان أعلنه وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران خلال الدورة المنقضية لمهرجان كان السينمائي بشأن تحويل صندوق الجنوب الذي كان يسند دعمه المادي (لا يتجاوز عادة 50 ألف أورو) إلى عدد محدود من سينمائيي إفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا إلى صندوق مفتوح لكل سينماءات العالم وسيصبح الدعم بصيغة التسبقة على المداخيل . وقد أعلنت درة بوشوشة أن آخر دورة لصندوق الجنوب للنظر في المشاريع المقترحة ستكون نهاية هذا العام ورجحت أن تكون ميزانية الصندوق في صيغته الجديدة 6 ملايين أورو ، وستنظر لجنتان في المشاريع المقترحة، الأولى لأصحاب الفيلم الأول أو الثاني والثانية لمن في رصيدهم ثلاثة أفلام فأكثر وقد تدخل أحد المخرجين التونسيين (نجيب بن عزوز ) ليسأل درة بوشوشة عن مصداقية هذا الصندوق مقارنة بسلفه صندوق الجنوب واستشهد بدعم هذا الصندوق لأفلام علي العبيدي التي لم تعرف أي نجاح حسب رأيه ودون المستوى الفني المطلوب ...ومن أبرز وجوه الندوة في يومها الأول فتحي الخراط مدير السينما بوزارة الثقافة ورضا التركي و سهام بلخوجة وأمين شيبوب وحسن دلدول وعادل البكري والحبيب بلهادي وفريد بوغدير...