لم يقدر النادي الافريقي أمس على هز شباك المغرب الفاسي سوى في مناسبة وحيدة ورغم ان المهمة في فاس ستكون نظريا على غاية من الصعوبة على خلفية صلابة المنافس وتماسكه فان جماهير الافريقي ولاعبيه على حد السواء ابدوا ثقة كاملة في تجاوز عقبة المغاربة والعودة بالكأس الافريقية الى تونس غير ان ما يثير مخاوف عائلة النادي الافريقي حتى قبل التحول الى المغرب هو صافرة الحكم السينيغالي بادرا دياتا التي تنتظر الافارقة في فاس ويبدو أن الافارقة على صواب في ما ذهبوا اليه... الحكم السينيغالي بادرا دياتا شارف على مرحلة سن اليأس الكروي وهو يبلغ من العمر 40 سنة اي ان صافرته في طور الاحتضار بما انها قد تلفظ انفاسها بين الفينة والاخرى وهذا مبعث القلق في صفوف فريق باب الجديد على اعتبار ان دياتا قد يكون مجبرا على مراعاة مشاعر الفريق المغربي ومسايرة طموحاته في تحويل مسار اللقب ليظهر الامر على شاكلة "قسمة وخيان" وتتجنب الكاف بالتالي صداما جديدا بين الكرة التونسية ونظيرتها المغربية خاصة وانه من الصعب على اشقائنا في المغرب ان يلدغوا من نفس الجحر مرتين و دياتا هذا لم يعد له ما يخسره فتواجده في مباراة النهائي يعتبر انجازا في حد ذاته... قد يكون خوف النادي الافريقي من مظلمة مرتقبة غير مبرر بما ان الحكم السينيغالي ليست له سوابق تذكر مع الاندية التونسية عامة والافريقي خاصة غير ان نظرية المؤامرة التي تسيطر على اذهان الافارقة منذ وصول طارق بوشماوي الى رئاسة لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الافريقي لكرة القدم هي التي تحرك مخاوف عائلة الاحمر والابيض وتعززها يوما بعد يوم خاصة وان البعض يتحدث عن استحالة تتويج مزدوج لكرة القدم التونسية في المسابقتين الافريقيتين بما ان الامر سيسيء معنويا لبوشماوي الذي قد يتهم بتمهيد الطريق للاندية التونسية نحو منصات التتويج وهذا غير صحيح على الاقل بالنسبة للنادي الافريقي الذي لم يستفد مطلقا من حصانة التونسي داخل بيت "الكاف"... بالامس تعالت صيحات الاستهجان ضد اداء الحكم الجزائري جمال الحيمودي الذي كان اللاعب رقم 12 في صفوف المغرب الفاسي ورغم ان الافريقي كان محاطا بشعبه الكبير الا ان الصافرة الجزائرية لم تتأثر بل على العكس لعبت لصالح الفريق الخصم...الحيمودي بدا واضحا منذ البداية انه ضيف ثقيل الظل على الافريقي وسعت صافرته من كرة الى اخرى الى خنق الحلم الافريقي وكأنه كان مدفوعا الى ذلك عمدا... هيئة النادي الافريقي عبرت عن احتجاجها من تثبيت صافرة الحيمودي في مباراة النهائي منذ سماعها بالامر مما يعني انها كانت على علم بما يحاك داخل اروقة "الكاف" ومردود الحيمودي أمس أكد هذا المزاعم ليبقى السؤال قائما اي مصير ينتظر الافريقي في فاس في وقت تؤكد فيه كل المؤشرات ان صافرة السينيغالي دياتا لن تكون افضل حالا من سابقتها هذا إن لم تكن الأسوأ خصوصا وان المعروف عن صافرة الشيخ السينيغالي انها عادة ما تهدى لاصحاب الدار لضمان الانتصار... سيكون على الافريقي اللعب ضد أكثر من منافس في مباراة العودة بفاس,أولهم فريق المكان وثانيهم جماهير المغرب المغتاظة مما حصل لابنائهم في تونس في نهائي الابطال وثالثهم الحكم السينغالي الذي قد يكون صاحب الكلمة الفصل في تحديد هوية البطل لذلك زملاء زهير الذوادي مطالبون بالتعامل مع مجريات المباراة ومع طبيعة كل منافس على حدة حتى لا يضيع حلم التتويج القاري هذا طبعا في انتظار ان يهتدي العتروس وجماعته الى ايجاد صيغة تفاهم مع أقرانهم في "الكاف" حتى لا تصير نظرية المؤامرة حقيقة تطل برأسها كلما اقترب الافريقي من حلمه القاري...