قالت مصادر ايرانية وغربية يوم أمس الاثنين ان ايران بدأت تشغيل محطة لتخصيب اليورانيوم أقيمت في باطن جبل في خطوة تصعد النزاع النووي بين طهران والغرب. وفي تطور منفصل من شأنه أن يغضب واشنطن أعلنت ايران أيضا أنها حكمت بالاعدام على ايراني أمريكي اعتقل الشهر الماضي بتهمة التجسس. وقال البيت الابيض انه على علم بأنباء الحكم ويتحقق منها. وتأتي هذه التحركات في وقت تسبب فيه العقوبات الامريكيةالجديدة بسبب برنامج طهران النووي صعوبات اقتصادية حقيقية للجمهورية الاسلامية. وقال مسؤول ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز "التخصيب في فوردو بدأ." وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا التي فتشت الموقع بدء التخصيب هناك وقالت ان كل المواد النووية تحت رقابتها. وطالما قالت ايران انها ستبدأ التخصيب في الموقع الذي أقيم تحت الارض في باطن جبل قرب مدينة قم لكن يحتمل ان بعض الدول الغربية كانت تأمل في امكانية اقناع طهران بالتوقف من أجل استئناف العمل الدبلوماسي لرفع العقوبات. وتخصيب اليورانيوم هو أشد النقاط اثارة للخلاف بشأن البرنامج النووي الايراني. وتقول طهران انها تنوي تخصيب اليورانيوم الى مستوى نقاء 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل للابحاث الطبية وانها لا تخفي شيئا عن الوكالة الدولية. وقال مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية "كل انشطة ايران النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم في موقعي نطنز وفوردو النوويين تخضع لرقابة وسيطرة وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية." ويقول الغرب ان التخصيب الى مستوى 20 في المئة غير ضروري لمحطات الكهرباء وسيشكل خطوة كبرى نحو تخصيب اليورانيوم الى درجة أعلى للاستخدام في صنع سلاح نووي. ويقول مسؤولون غربيون ان ايران تفتقر الى التكنولوجيا اللازمة لمعالجة اليورانيوم المخصب وتحويله الى الشكل المناسب لتشغيل مفاعل بحثي طبي. ووضع مجمع التخصيب في باطن جبل يجعل تدميره أشد صعوبة على اسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وتقول الدولتان ان التحرك العسكري يظل خيارا أخيرا اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات في وضع حد للانشطة الايرانية. وكانت ايران قد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2009 أنها تبني المنشأة تحت جبل في منطقة فوردو لكن هذا جاء بعدما علمت أن المخابرات الغربية رصدت ذلك. وقال دبلوماسي غربي في فيينا "جميع أنشطة التخصيب الايرانية انتهاك لقرارات مجلس الامن (الدولي) وأي توسيع في طاقتها الانتاجية في فوردو يضاعف تلك الانتهاكات." ومن شأن معاقبة أمير ميرزا حكمتي (28 عاما) وهو مترجم سابق للجيش الامريكي ومولود في اريزونا أن يزيد غضب واشنطن التي تنفي أنه جاسوس وطالبت بالافراج الفوري عنه منذ اعتقاله الشهر الماضي. وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض في بيان "اذ صح ذلك فنحن ندين بشدة مثل هذا الحكم وسنعمل مع شركائنا لتوصيل ادانتنا الى الحكومة الايرانية." وبثت ايران اعترافات تلفزيونية استنكرتها واشنطن وقال فيها حكمتي انه عمل لصالح شركة لالعاب الفيديو مقرها نيويورك تصمم ألعابا للتلاعب بالرأي العام في الشرق الاوسط لصالح المخابرات الامريكية. ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عن غلام حسين محسني ايجي المتحدث باسم السلطة القضائية قوله "صدر حكم بالاعدام على أمير ميرزا حكمتي لتعاونه مع أمريكا المعادية وتجسسه لحساب وكالة المخابرات المركزية الامريكية." وأضاف "وجدت المحكمة أنه من المفسدين في الارض وممن يحاربون الله ورسوله. يمكن لحكمتي الاستئناف أمام المحكمة العليا." ولم يعرف أن طهران أعدمت أي مواطن أمريكي بتهمة التجسس. وكانت ايران أفرجت في 2010 و2011 عن ثلاثة متسلقي جبال أمريكيين سجنوا بتهمة التجسس في 2009 فيما وصفه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأنه بادرة انسانية. وكان ايراني أمريكي قد عوقب بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس في 2009 قبل أن يطلق سراحه بعد 100 يوم.