ليلة الأحد لم تكن عادية لهيئة النادي الإفريقي وخاصة لرئيس الفريق جمال العتروس الذي أجبر على اقتفاء أثر بلال العيفة بعد أن اغلق هذا الأخير هاتفه الجوال وتنكر للوعد الذي قطعه على نفسه بان يجدد عقده للفريق...البداية كانت فور وصول العيفة إلى مطار تونسقرطاج حيث كان في استقباله وكيل أعمال اللاعبين معز الشابي الذي مازال مصرا على تقديم نفسه كوكيل أعمال العيفة...الشابي وبحسب الرواية التي استقيناها منه شخصيا ومن رئيس النادي الإفريقي تحادث مع العيفة واعلمه برغبة الإفريقي الملحة في تجديد عقده مع تقديم امتيازات جديدة له تتمثل فس جراية شهرية ب8 آلاف ومنحة سنوية ب160 الف دينار...بلال العيفة أعطى موافقته وتحادث مباشرة مع جمال العتروس وابلغه بموافقته النهائية على تجديد عقده... تغيير مفاجئ... الأمور سارت في البداية على النحو الذي تشتهيه جميع الأطراف وخاصة هيئة النادي الإفريقي التي استبشرت بموافقة العيفة على تجديد عقده خصوصا وان الموافقة تزامنت كذلك مع تعبير زهير الذوادي عن قبوله بالتجديد هو الآخر...غير ان الساعات الأخيرة من ليلة الأحد حملت مفاجآت غير سارة لهيئة جمال العتروس بعد أن تدخل بلال العيفة على أمواج إذاعة موزاييك وأكد ان الأمور لم تحسم بعد بما أن الهيئة أخطأت في قنوات اتصالها لان وكيل أعماله ليس معز الشابي وانما لطفي بالحاج محمد وإذا كانت الهيئة ترغب في الفوز بتوقيعه ما عليها سوى مفاتحة الوكيل المذكور في الأمر... مداخلة العيفة أربكت الهيئة المديرة خاصة وان بلال العيفة سبق وان أعطى موافقته على التجديد من خلال وساطة الوكيل الآخر معز الشابي لكن كلامه في موزاييك قلب الطاولة على الهيئة وأعاد الحكاية إلى النقطة صفر... مطاردة ليلية... عقب مداخلته الإذاعية حاول معز الشابي الاتصال ببلال العيفة لكن تعذر عليه ذلك بما أن العيفة أغلق هاتفه الجوال...من جانبه حاول العتروس لملمة الموضوع تفاديا لتأزم الأمر واستقر به الرأي في الأخير على التوجه إلى منزل بلال العيفة رفقة معز المزالي لكن العيفة لم يكن موجودا وتعذر على الجميع التواصل معه...رحلة البحث امتدت الى حي النصر بما أن العيفة تعود المكوث هناك لكن كل المحاولات باءت بالفشل لان اللاعب تعمد على ما يبدو الاختفاء وقطع السبل أمام جميع مطارديه ليجبر في الأخير رئيس النادي الإفريقي على عودة أدراجه صفر اليدين... "العتروس" يتحدث... أكد رئيس النادي الإفريقي جمال العتروس انه استجاب لجميع مطالب بلال العيفة لذلك سار الاتفاق بين الطرفين على أن يوقع العيفة أمس على عقده الجديد لكنه فوجئ بهروب اللاعب واختفائه عن الأنظار رغم الاتفاق المسبق بينهما...العتروس شدد على انه لا يفهم ما الذي يريده العيفة تحديدا فالإفريقي رضخ لمطالبه والاتفاق تم فعلا بينه وبين وكيله معز الشابي بمباركة والده ولا يعرف ما الذي دفع العيفة الى تغيير موقفه أومن نصحه بذلك... "معز الشابي" يؤكد... التونسية كان لها اتصال بوكيل أعمال اللاعبين معز الشابي الطرف الأول في الموضوع و الذي أكد لنا أن بلال العيفة أعطى فعلا موافقته النهائية لتجديد عقده وذلك بعد جلسة جمعته به في مطار تونسقرطاج قبل أن يتحولا سوية إلى منزل العيفة وهناك تم الاتفاق على كامل جزئيات العقد بحضور والد العيفة الذي بارك الأمر بعد أن اطلع على العرض الجديد الذي تقدمت به هيئة الإفريقي...ويضيف الشابي أن العيفة وعد بالقدوم لملاقاته وملاقاة العتروس والتوقيع رسميا على العقد وأنه سبق وان تنصل من تعامله مع الشابي بسبب بعض الضغوطات التي مورست عليه والإغراءات الواهية التي زعمها بعض السماسرة من هنا وهناك...لكنه فوجئ مرة أخرى بان العيفة تنصّل من الوعد الذي قطعه وراوغ رئيس النادي وأقفل هاتفه الجوال وفرّ إلى وجهة غير معلومة... الوكيل الثاني يوضح... الطرف الثاني في الموضوع ونعني الوكيل لطفي بالحاج محمد أكد لنا ومثلما سبق وأشرنا أنه الوكيل الرسمي والوحيد لبلال العيفة وان من يبحث عن الفوز بتوقيعه أو تجديد عقده عليه بالاتصال به هو دونا عن غيره لأنه الوحيد المخول للحديث في الأمر ومناقشة ذلك...لطفي بالحاج محمد سبق وأن استظهر لنا بوثيقة العقد الذي يربطه ببلال العيفة وذلك حتى نضع الأمور في نصابها وهذا ربما ما يرجح وجاهة كلامه...غير ان الفرضية الثانية هي أن العيفة متعاقد مع وكيلي أعمال في الآن ذاته وان هيئة الإفريقي اختارت مفاتحة الشابي في الموضوع في حين يفضل العيفة حاليا لاعتبارات هو أدرى بها ان تمر الصفقة من بين يدي الوكيل الثاني... نيران صديقة... مصدر مقرب من فريق باب الجديد أكد لنا أن العيفة و الذوادي كانا برفقة مسؤول من الفريق و أنهما كانا على علم بتفاصيل المطاردة الليلية لكنهما رفضا الرد على نداءات "الاستغاثة" التي وصلتهما نزولا عند رغبة هذا المسؤول الذي أشار عليهما بذلك لان ذلك في مصلحتهما على حد تعبيره... الإشكال ليس في ما أتاه هذا المسؤول ان صدقت هذه الرواية طبعا ولكن المشكلة الحقيقية في ان المسؤولين في الهيئة يتقاذفون التهم في ما بينهم يمينا وشمالا ولا ندري كيف سيكون حال الفريق طالما أن رجاله غرباء عن بعضهم البعض وبمثابة الإخوة الأعداء... ملخّص القول... من جانبنا حاولنا الاتصال ببلال العيفة لتقريب الصورة أكثر إلى جمهور الإفريقي لكن تعذر علينا ذلك لان هاتفه الجوال لا يزال خارج نطاق الخدمة لكن مايلوح من خلال حديثنا مع جميع الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع بل يمكن التأكيد على أن العيفة لم يتخذ قراره النهائي بعد وأنه لا يزال يتخبط بين جدلية انتمائه الروحي إلى فريق الأحمر والأبيض وحلم الاحتراف الذي يراوده منذ مدة... العيفة صديق مقرب من زهير الذوادي وكلاهما يحلم بمعانقة دوري الأضواء والنسج على منوال من سبقهم في هذا المجال لكن مع ذلك يبدو خيار التجديد قائم الذات على اعتبار أن العيفة وكذلك الذوادي يشكلان الآن صك الغفران لهيئة الإفريقي التي تخشى الدخول في صدام جديد مع جمهور الفريق الذي لن يغفر في أي حال من الأحوال مغادرة نجمي الفريق خاصة بعد رحيل الكسيس وما نتج عنه من رجات عكسية...الهيئة لبت مطالب العيفة على أمل أن يستجيب هو لمطلبها ومن يدري قد يكون الفوز بتوقيع "قلب الأسد" منقذ الهيئة ومنفذها نحو بر الأمان وقد يكون كذلك القشّة التي ستقصم ظهر البعير...