منذ حوالي شهر ونصف لا يتمكن تلاميذ الرابعة ثانوي شعبة باكالوريا آداب بمعهد ابن رشيق بساقية الزيت بصفاقس من مزاولة دراسة مادة التفكير الاسلامي وهي مادة اجبارية في امتحان الباكالوريا واما بالنسبة لتلاميذ الثالثة آداب فانهم سيجدون انفسهم في السنة القادمة غير قادرين على متابعة مبحث هام هو المبحث الثالث من البرنامج لصلته الوثيقة ببرنامج هذه السنة ... واجمالا يمكن القول ان نصف تلاميذ المعهد لم يدرسوا مادة التفكير الاسلامي منذ بداية الموسم في حين ان النصف الثاني لم يدرسوا هذه المادة منذ شهر ونصف فما الحكاية ؟ وما السبب ؟ ومن يتحمل مسؤولية الاضرار بمصالح التلاميذ وخصوصا منهم المقبلون على امتحان الباكالوريا في جوان القادم او المقبلون على نفس هذا الامتحان في الموسم القادم ؟ ثم وهذا هو الاهم متى يستعيد تلاميذ معهد ابن رشيق حقهم في دراسة مادة اجبارية لهم ؟ " التونسية " بحثت في المسالة ووصلت الى ما يلي : بعد تنظيم وزارة التربية خلال الموسم الدراسي الماضي اخر دورة للكاباس سمحت خلالها للمتحصلين على شهادات جامعية في نظام " أمد 3 سنوات" بالمشاركة فيها عبر تقديمهم لشهادة الاجازة الاساسية والناجح منهم في المناظرة يتم تعيينه بالمعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية وقد رفضت الوزارة تعيين حاملي الاجازة الاساسية في نظام " أمد " في خطة استاذ معوض وقتي لتسديدبعض الشغورات في المعاهد الثانوية خلال الموسم الدراسي الحالي استنادا الى قرار وزاري قديم يشترط شهادة الاستاذية للقيام بهذه النيابات هذا الامر اعتبرته عديد الاطراف التربوية تناقضا صارخا اذ كيف يحق للمتحصل على الاجازة الاساسية المشاركة في مناظرة انتداب رسمية ولا يحق له القيام بنيابات وقتية !؟ وبسبب هذا التناقض لم يتمكن تلاميذ المعهد الثانوي ابن رشيق بساقية الزيت من دراسة مادة التفكير الاسلامي باعتبار ان الاستاذ المعوض متحصل فقط على الاجازة الاساسية وليس على الاستاذية والنتيجة انه منذ انطلاق هذا الموسم الدراسي لم يتمكن نصف تلاميذ المعهد ومنهم تلاميذ السنة الثالثة آداب من دراسة مادة التفكير الاسلامي لعدم وجود استاذ للمادة وهذا ما يرهق كثيرا التلاميذ وخصوصا منهم تلاميذ السنة الثالثة آداب باعتبار انهم سيجدون انفسهم في السنة الدراسية القادمة غير قادرين على متابعة المبحث الثالث من البرنامج باعتبار انه متصل تماما ببرنامج السنة الثالثة وازداد الطين بلة والوضع تعقيدا منذ بداية ديسمبر 2011 لما تم تعيين الاستاذ الثاني للمادة بمعهد ابن رشيق في خطة ناظر دراسات وهكذا اصبح النصف الثاني من تلاميذ المعهد من دون استاذ بمن فيهم تلاميذ الرابعة آداب الذين سيجرون اختبارا اجباريا لهذه المادة في امتحان الباكالوريا ... اما الاكثر غرابة فهو ان بعض الحلول كانت موجودة لكن لم يتم انتهاجها والعمل بها ذلك ان احد الاساتذة المختصين في العلوم الاسلامية والذي تم تعيينه منذ 1990 مدرسا للتربية المدنية تقدم بمطلب إلى المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 2 عبر فيه عن استعداده للعودة الى تدريس اختصاصه الاصلي اي التربية الاسلامية وبالتالي سد الشغور على مستوى اقسام الباكالوريا الا ان المندوبية الجهوية للتربية احالت المطلب الى ادارة الموارد البشرية بالوزارة والتي لم تعط رايها وموقفها الى حدود كتابة هذا المقال وبقي تلاميذ باكالوريا آداب معهد ابن رشيق بصفاقس منذ انطلاق الثلاثية الثانية او يزيد من دون استاذ يتمم لهم البرنامج ويعدهم لاجتياز الامتحان في نهاية السنة في افضل الظروف تماما كما هو حال زملائهم في بقية معاهد الجمهورية فهل ان الانتظار سيتواصل لاسابيع اخرى ام ان ادارة الموارد البشرية ستراعي ظروف تلاميذ ابن رشيق وتعين لهم استاذا في مادة التفكير الاسلامي التي يعتبر امتحانها اجباريا في الباكالوريا ؟