استغل الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز فرصة زيارة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى المغرب لتوجيه رسالة عبر جريدة الخبرالجزائرية يطلب فيها التدخل من "موقعه المميز سياسيا ومعنويا لإقناع المغرب بالالتزام بالخيار الديمقراطي والقانوني لتسوية النزاع والسماح للشعب الصحراوي باختيار مستقبله بكل حرية من خلال استفتاء تقرير المصير". كما ناشده" الإسراع في تسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس القانون والشرعية الدولية للانطلاق في تجسيد حلم المغرب العربي واقعا على الأرض، كخيار استراتيجي وضمانة حقيقية لأمن ورخاء وازدهار المنطقة، في ظل عالم تسيطر عليه التكتلات الجهوية والقارية" . وقد اتهم امين عام الجبهة السياسة التوسعية المغربية بانها مسؤولة عن اغتيال الحلم الحضاري المغاربي في مهده، واستمرارها في الصحراء الغربية هو السبب الحقيقي لتعثر كل المساعي الهادفة إلى إحيائه لاحقا ,مبرزا ان" بناء المغرب العربي على أسس متينة، تضمن له شروط البقاء وتجعله مبررا للمباهاة بالنسبة لشعوبه بين الأمم، لا يمكن أن يحدث إلا على أساس احترام الشرعية والقانون الدولي والانتصار لقيم الديمقراطية والحرية والعدالة من خلال إعطاء الشعب الصحراوي، حقه في تقرير مصيره بكل حرية. قائلا:" مثلما أثبت تاريخ المنطقة أن أي مسعى لبناء الاتحاد على جثمان الشعب الصحراوي سيكون مآله الفشل الحتمي، فإن التجارب المشابهة في المحيط المجاور وأقربها الاتحاد الأوروبي، أثبتت أن التكتلات الكبرى تصمد بقدر ما تنجح في احتواء الشعوب والدول الكبرى والصغرى على قدم المساواة على أساس الاعتراف المتبادل بالسيادة والوجود. والمغرب، فخامة الرئيس، مطالب بالتحرر من عقدة ''التوسع'' المتمثلة في استمرار احتلال الصحراء الغربية، خاصة أن المجتمع الدولي يعطيه الفرصة المثلى لذلك وهي الاحتكام لصناديق الاقتراع، وتحكيم إرادة الشعب الصحراوي. تلك، هي الخطوة الأولى والضرورية، ومهمتكم تعوّل عليها جميع شعوب المنطقة لإقناع المغرب بذلك. أما استغلال ''نبل المقصد'' المتمثل في اتحاد المغرب العربي، لتشريع ذبح الشعب الصحراوي والالتفاف على حقه في الوجود، كما يريد المغرب اليوم، فهي بالإضافة إلى كونها مقاربة لا أخلاقية، فإن مصيرها الفشل كسابقاتها ." كما أشار إلى وجود حالة من الجمود في مساعي الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية وإنهاء معاناة الشعبين الشقيقين الصحراوي والمغربي، تعود أولا وأخيرا إلى التحول المفاجئ لموقف الطرف المغربي من الاعتراض على بعض النقاط الإجرائية من مخطط التسوية الأممي و رفض مبدأ التسوية السلمية الذي على أساسه توجد بعثة الأممالمتحدة في الإقليم منذ سنة 1991. يذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو تأسست في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا في البداية بين الدول الاشتراكية ,وهي تسعى إلى انفصال الصحراء الغربية عن المغرب وتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.