لازالت تصريحات الداعية المصري وجدي غنيم تثيرعديد الردود خاصة بعد أن عبّر عن رغبته في الاستقرار بتونس حيث قال في خطبة كان قد ألقاها بمدينة القيروان أنه يعتزم «البقاء في تونس» وأن زيارته لهذا البلد لن تكون الأخيرة وستتكرر «مرة ثانية وثالثة»، ولم يكتف «غنيم» بذلك بل قال إن بقاءه جاء إستجابة لمحبيه ونكاية في الحاقدين والذين كرر لهم عبارته الشهيرة «موتوا بغيظكم». وأكد وجدي غنيم أن العلمانيين يتخبطون بعد فرار الدكتاتور وأن مناظرتهم أمام الناس ستكون ضربة قاضية لهم ووصفهم بالجسم المريض الذي قطع رأسه وبقي جسمه يتحرك، وأن هذا الجسم يتخبط ثم لا يلبث أن يموت، وردا على هذه التصريحات قالت المحامية بشرى بالحاج حميدة ان لا أحد يمكنه منع أي شخص من البقاء في تونس حتى ولو كان «داعية» لكن لا لبث الفتنة ولا لتحريض الشباب على «الجهاد» وأضافت: «إن خيرغنيم الإستقرار في تونس سنكون له بالمرصاد وسأرفع قضية ضده كلما صرح بتصريحات نلمس من خلالها الدعوة للعنف أو الإرهاب، ليس لدينا ما يسمى بالجهاد في تونس وجهادنا الوحيد سيكون ضد الفقر وضد الفوارق الإجتماعية» و قالت: «لم تكن لدينا في أي وقت من الأوقات مشاكل طائفية ولكن قد تكون هناك أطراف تقف وراء هؤلاء الدعاة وتمولهم وليس من الغريب أن تمنح لهم «الهدايا» القيمة والمنازل الفارهة و نجد من ضمنهم حتى رؤوس الأموال الكبيرة التي تنفق على هذا الداعية الذي يعيش في بذخ وترف لإثارة البلبلة ومن مصلحتهم أن تبقى البلاد في فوضى وأن لا تتحقق العدالة الإجتماعية وأن يبقى الفقير فقيرا والعاطل عاطلا، فأغلب هذه الخطابات تخدم مصالح جهات معينة». واعتبر عبد الوهاب الهاني مؤسس «حزب المجد» أنه على السلطات التونسية وخاصة وزارة الداخلية وقبل منحها تأشيرة مطولة لأي شخص أن تتثبت في عدة معطيات وأن تجري بحثا مطولا حول إنتماءاته وأن لا تقبل الأشخاص الذين يدعون للبغضاء والتفرقة مشيرا إلى أنّ ما صرح به غنيم في تونس تجاوز حدود المعقول، والخطيرفي المسألة أنه إستغل عديد المنابر والفضاءات العمومية لإلقاء خطبه، ففي صفاقس مثلا حل محل الأيمة واستغل منابرهم وهذه سابقة خطيرة في مجتمعنا . وقال الهاني: «إن ضيوف تونس مرحب بهم فلو جاء شخص ما للزيارة أو الدراسة أو العمل فهذا مقبول لكن كل من يزور بلدا عليه إحترام قوانين ذلك البلد فسواء كانت الزيارة موسمية أو مطولة فإنها لا يجب أن تهدد وحدة التونسيين وأن تفرقهم، فلكل خطاب حدوده وضوابطه». ويرى إسكندر الرقيق رئيس حزب التحالف الوطني للسلم والنماء أن أمثال هذا الداعية غير مرحب بهم للبقاء في تونس لأننا نعرف كيف نحل مشاكلنا وخلافاتنا وكيف ننجز دستورا يجمعنا ، فتونس لكل الفئات مهما إختلفت توجهاتها والرسول صلى الله عليه وسلم كان جامعا للقلوب لا مفرقا بين البشر وحتى في خطابه للكفار لم يتوجه الرسول لقوم قريش بمثل هذا الكلام «موتوا بغيظكم» فهذا الكلام مرفوض وبذيء ومن شأنه بث الفتنة ونحن في هذا الظرف بالذات في أمس الحاجة للوحدة والتوافق واحترام مشاعر الآخرين». وحول إن كانت هناك جهات تدعم هذا الداعية قال إسكندر الرقيق: «ليس لدينا إثباتات ولا نعلم خفايا تصريحاته ومن وراءها لكن ما نعرفه جميعا أن من يتكلم بإسم الدين يتكلم بصوت العقل والحكمة لا بالتهجم ونعت «العلمانيين» بأوصاف غير مقبولة و فيها استفزاز للآخرين». وتجدر الإشارة إلى أن وجدي غنيم سبق وأن أطرد من البحرين سنة 2008 بسبب موقفه من الكويت في حرب الخليج وسافر إلى جنوب إفريقيا ثم سافر إلى عدة بلدان منها إنقلترا التي تم طرده منها ومنعه من الدخول إليها بتهمة التحريض على الإرهاب، وقد رحل إثرها إلى اليمن ثم غادرها نحو ماليزيا من غير نفي ولكنه صرح أنه لا يريد أن يحرج الحكومة اليمنية معه.