يبدو أن الوضع مرجح للتطور السلبي في علاقة اتحاد الشغل والحكومة إثر الإضراب بأربعة أيام لعمال البلديات وما أفرزه من توتر غير معلن في البداية بين الطرفين واقتصر على صفحات المواقع الاجتماعية ثم تحول إلى سجال مباشر خصوصا مع الاتهامات التي وجهها الناطق الرسمي لاتحاد الشغل سامي الطاهري للنهضة بخصوص رمي الفضلات أمام مقرات الاتحاد في عدة جهات أبرزها المقر المركزي بساحة محمد علي والاتحادات الجهوية بكل من منوبة ومدنين وبن عروس والقصرين وقبلي وقد حصلت اليوم تطورات جديدة لما أعلم السيد عمر المحمدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين عن حرق مقر الاتحاد المحلي بفريانة من قبل مجموعات تابعة للنهضة . على اثر هذه الأحداث انعقد صباح اليوم اجتماع المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد وتواصل اكثر من اربع ساعات تقرر على اثره عقد هيئة إدارية استثنائية يوم الخميس وإرسال عضوين من المكتب التنفيذي الوطني إلى القصرين لمتابعة الوضع هناك ومعرفة حقيقة ما يجري وتنقل كل من انور بن قدور والمولدين الجندوبي الى القصرين وسيعودان بتقرير مفصل حول الوضع . من جهة أخرى اجتمع السيد حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل عشية يوم الثلاثاء بأعضاء الجامعات والنقابات العامة شارحا لهم بخطورة الوضع وبضرورة الحضور المكثف داخل مقرات الاتحاد ومتابعة الوضع عن قرب. ولئن نفت حركة النهضة ضروعها في اي تحرك ضد الاتحاد إلا أن رد المنظمة الشغيلة كان قويا للغاية وصل إلى حد الاعلان عن إلغاء اللقاء الذي كان من المتوقع انجازه بين الحكومة والاتحاد . فهل يمكن القول إن الوضع يسير نحو التأزم ببن الجانبين لا سيما وأن بعض الأحزاب عبرت عن مساندتها للاتحاد على غرار البيان الصادر عن حزب التكتل الذي ادان الاعتداء موكدا على دور الاتحاد !؟ الموضوع سيكون ساخنا استعدادا للمرحلة القادمة فكيف سيتم التعامل مع الموضوع بين الطرفين وهل تتحمل تونس أزمة اجتماعية .