تميزت الأعمال المسرحية والتلفزيونية للمخرج معزّ التومي، بنوع من الكوميديا الساخرة والناقدة لواقع اجتماعي في آن واحد، «فركة صابون» هي عنوان عمله المسرحي الجديد. «التونسية» التقته فكان معه الحوار التالي: لو تحدثنا عن مسرحيتك الجديدة «فركة صابون»؟ «فركة صابون» من انتاج 2012 من نصي وإخراجي وتشاركني التمثيل فيها الممثلة عزيزة بولبيار وتجسد زينة وعزيزة الشخصيتان الرئيسيتان في المسرحية، امرأتين طاعنتين في السن، من نزيلات دار المسنين، قررتا بمحض إرادتهما أن تتطوعا للعمل بالمغسلة، هروبا من الحياة الرتيبة والشعور بالملل. زينة أكبر تجربة في الحياة بعد وفاة زوجها، أخذ منها أبناؤها كل ما تملك ثم تخلوا عنها، ولم يعد أحد منهم يهتم بها، ويسأل عن أخبارها، فوجدت نفسها بلا مأوى، وتحديدا بدار المسنين كملاذ مع من يشاركونها نفس المعاناة. عزيزة لم تتزوج ولم تنجب أبناء، بل كرست حياتها لتربية أبناء أخيها المقيم بالخارج، فوجدت نفسها كذلك بلا أنيس أو عائل لسنها، فكانت دار المسنين كذلك ملاذها الأخير في حياتها. التقت المرأتان صدفة، فنشأت بينهما ألفة وعشرة وحب. أصبحتا لا تفترقان، تمرّ الأيام وتمضي، وهما قابعتان في المغسلة تتقاسمان الذكريات والأفراح والأحزان. لكن رغم حياة الألم والرتابة، يصوران حياة شخصيتين طريفتين حد الجنون وينبضان بالحياة، المغسلة بالنسبة لهما هي الحياة بكل آلامها. للمرأتين فلسفة خاصة في استقراء هذه الحياة، وغسلها ونشرها وطيها مرارا وتكرارا، بأسلوب ساخر غاية في الدهاء وخفة الروح. شخصيتا المسرحية لم تغفلا عن هموم الحياة الاجتماعية وجديد الحياة السياسية، فخرجتا أحيانا عن النص في مشاهد ساخرة لزوجة المخلوع بكلمات ك «ليلى الحجامة» و«سيدة تونس الأولى». مسرحية «فركة صابون» تعرّي واقعا اجتماعيا في سخرية ثاقبة وأترك فرصة للجمهور لاكتشاف العمل الذي يستحق المشاهدة. كيف يقيم معز التومي المشهد الثقافي قبل الثورة وبعدها؟ قبل الثورة هناك أسماء موجودة تستغل علاقتها بإعلاميين وشخصيات سياسية مؤثرة وما يحيط بها من هالة لا تعكس فعلا حقيقة أعمالها «برشا حس من غير خدمة» لكن بعد الثورة تغير الأمر فمن يعمل لا يطمس عمله فقد لمسنا تغيرا إيجابيا خاصة على مستوى الإعلام الذي أصبح يعامل الجميع حسب مقياس واحد هو جدية العمل. ما رأيك في تعيين أنور الشعافي على رأس المسرح الوطني؟ اعتقد أن تعيين أنور الشعافي مديرا للمسرح الوطني هو رد اعتبار لكل المناضلين المسرحيين واعتراف بالجميل لهذا المسرحي المخضرم الذي عايش جيلين من المسرح التونسي فقد اكتسب خبرة لا بأس بها بتعامله مع مسرحيين ذوي كفاءة وهو مواكب للتطور المسرحي وصاحب خبرة في الادارة، أنا متفائل به ولو وجد الأرضية المناسبة للعمل لأضاف الكثير للمسرح التونسي. كيف تقيّم أداء وزارة الثقافة بعد الثورة؟ وزارة الثقافة بصدد ترتيب بيتها الداخلي والامور في تحسن ملحوظ، علينا منح الوقت للوزارة كي تعمل فهي تحتوي على كفاءات محترمة قادرة على تقديم الإضافة للمشهد الثقافي بتونس وأنا أعتقد أن وزارة الثقافة ستكون فعلا وزارة للثقافة الحقيقية وليست لاشباه المثقفين. الأعمال المستقبلية لمعز التومي؟ أنا بصدد قراءة سيناريو مسلسل «من أجل عيون كاترين» نص رفيقة الجدي وإخراج حمادي عرافة الذي سيعرض على قناة «نسمة». كما أنني سأقدم دورا مهما مع المبدع فتحي الهداوي الذي يشرفني العمل معه.