"التونسية" (عواصم – وكالات) في إشارات يمكن اعتبارها موقفا روسيا نصف معلن من السياسة القطرية تجاه قضايا المنطقة العربية و سعي الدوحة إلى تدويل الأزمة السورية بأي ثمن حتى لو كان غزوا تحت مسمى "حماية المدنيين في سوريا" تماما كما حدث في ليبيا , صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت تصرف لفت إليه أنظار الحاضرين حيث غادر الوزير الروسي مؤتمرا صحفيا مشتركا في القاهرة مع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني دون أن يصافحه كما أنه اكتفى بتوجيه الشكر بالاسم إلى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب بصفة عامة على استضافته في مؤتمر الوزراء العرب حول الأزمة السورية. وكان وزير الخارجية الروسي قد صرح خلال المؤتمر الصحفي أن نجاح أي قرار أممي بشأن سوريا منوط بعدم سماحه للمتمردين بالتفوق على الأرض. ولخص الوزير الروسي في كلمته أول أمس أمام اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي تترأسها الكويت، حل الأزمة السورية في عدة نقاط، وهى: وقف العنف في سوريا بشكل كامل وإنشاء آلية محايدة لمراقبة الأوضاع، وإتاحة وصول كافة المساعدات الإنسانية للسوريين. ورفض الوزير التدخل الخارجي في الشؤون السورية، مشدداً على ضرورة الدعم القومي لكوفي عنان لإطلاق حوار سياسي بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، وفقا للأعراف والقوانين الدولية . كما ذكرت مصادر أول أمس أن سجالا حادا نشب بين الوزير الروسي و نظيره القطري على خلفية تمسك الأخير بمسألة إرسال قوات عربية – دولية مشتركة إلى سوريا و هو أمر ترفضه موسكو رفضا قاطعا . و سبق أيضا أن تحدثت مصادر ديبلوماسية عن سجال حاد مماثل دار بين حمد بن جاسم و ممثل روسيا لدى الأممالمتحدة هدد فيه الأخير بمحو قطر من خريطة العالم و دعا بن جاسم إلى أن يلزم حدوده و أن يعلم أنه يخاطب روسيا العظمى (...) لكن المندوب الروسي نفى لاحقا أن يكون هدد بمحو قطر من خارطة العالم. و رأى مراقبون في تصرف الوزير الروسي و في سوابق أخرى بين البلدين إشارة إلى وجود أزمة "نصف" صامتة لم ترق بعد إلى التصعيد حيث سبق لروسيا أن اكتفت بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي في قطر قبل عدة أيام بعد أن كانت طلبت من الدوحة الاعتذار على ما وصفته بسوء معاملة السلطات القطرية للسفير الروسي لدى قطر خلال وجوده بمطار الدوحة. وسوء معاملة السفير الروسي في حد ذاتها كانت محاولة قطرية ل "اهانة" روسيا.