أيام قليلة وتنتهي الفترة النيابية لأنور الحداد على رأس الجامعة التونسية لكرة القدم وقد أسالت مدة رئاسته الكثير من الحبر وردود أفعال متباينة وصلت حدّ اتهامه بالمساومة على الوطن. "التونسية" حاورت الحداد لفتح بعض الملفات على غرار التصدع الذي حصل بينه وبين اعضاء المكتب الجامعي سابقا وموقفه من القائمات الأربع المترشحة. سبق أن أعربت عن نيتك في تجديد ترشحك لانتخابات المكتب الجامعي الجديد، ما الذي جعلك تتراجع؟ بالفعل فكرت في فترة سابقة تجديد الترشح لفترة نيابية اخرى لكنّ الجو العام الحالي لا يشجع على الترشح لنيابة ثانية ولا أتوقع حدوث تغييرات في الأفق. الأسماء تتغير والصعوبات هي هي ولا أرى حاليا بوادر انفراج. لقد فكرت كثيرا قبل العدول عن قرار عدم الترشح رغم المساندة والدعم اللذين وجدتهما من عديد الجمعيات الرياضية. أليس وراء ذلك بعض الضغوطات التي مورست عليك من قبل بعض الأطراف والمشرفين على الرياضة في تونس؟ لم يمارس ضدي أي نوع من الضغوطات خلافا لما أسمع به وما يقع التلميح له في بعض وسائل الاعلام، وقرار عدم الترشح كان شخصيا وبالمناسبة وزير الشباب والرياضة طارق ذياب كان صريحا معي وأكد لي بأنه لن يتدخل في القائمات وسيكون محايدا. ما تعليقك على تصريحات طارق الهمامي الذي وجه لك رسالة لامك فيها على الالتجاء إلى «الفيفا»؟ مضحك ما يقال بخصوص هذا الموضوع ولا أفهم المقصود من تصريحات كهذه، هناك تحركات وتصريحات صدرت ببعض المقالات عن رئيس القائمة طارق الهمامي عبر فيها عن أشياء غريبة تمس من الأشخاص وبعيدة عن الواقع. هذا المسؤول الذي سبق ان تباهى بدعم طارق ذياب لقائمته وذكر أكثر من مرة انه يمثل قائمة طارق ذياب وهو ما لا يتماشى والثورة، والوصول الى المكتب الجامعي لا يكون بطرق كهذه. وانا ألومه بشدة خاصة بعد تقزيمه لانجازات المكتب الجامعي الحالي والمنتخب التونسي الى حد القول بأن مسابقة «الشان» هي بطولة هواة. يعني هذا أنك لم تلتجىء إلى «الفيفا» او المساومة؟ لم تكن لي نية في الاستقواء بالفيفا على غرار ما يقال ولم تخامرني يوما فكرة الوقوف مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد مصلحة الوطن ولو أردت ذلك لما تبنيت قرار الوزارة بخصوص الجلسة العامة الانتخابية وذلك تجنبا لصعوبات وعقوبات قد تنجر عنها نتائج وخيمة على كرة القدم التونسية، لقد تجنبت كل ما قد يمس بسمعة تونس ومصلحة الوطن. ماهي طبيعة الخلافات بينك وبين اعضاء في المكتب الجامعي الحالي والذين استقالوا على غرار جلال تقية؟ لم تكن هناك خلافات في صلب الجامعة بيني وبين بقية الاعضاء سابقا بقدر ما كانت اختلافات في وجهات النظر وفي طريقة التصور وقد كنت ضد الاستقالات في تلك الفترة وخلافاتي مع جلال تقية كانت تخص طرق العمل وقد سعيت الى عودته إلى المكتب الجامعي والعدول عن الاستقالة وقد عبر لي في تلك الفترة عن نية العودة. أي القائمات الأربع ترشح او تساند في انتخابات المكتب الجامعي؟ سأكون محايدا امام القائمات الاربع المترشحة ولن أقف إلى جانب أي طرف. إذا ما استثنينا حمودة بن عمار في ال10 سنوات الأخيرة فإن بقية رؤساء الجامعة التونسية لكرة القدم لم ينهوا فترة نيابتهم في الجامعة؟ إلام يعود هذا برأيك؟ تظل الاستمرارية المشكل الاكبر للتسيير الرياضي في تونس وهو ما يقف حاجزا امام استكمال البرامج المخطط لها مسبقا. نجاح المكتب الجامعي مرتبط بنجاح المنتخب الاول لكرة القدم ما تعليقك؟ للأسف في تونس يبقى تقييم عمل المكتب الجامعي مرتبطا بنجاح المنتخب الأول واذا ما اعتمدنا هذه المقاربة اعتبر اننا (المكتب الجامعي) حققنا نجاحات وقدمنا الاضافة لكرة القدم التونسية على غرار الاحراز على بطولة افريقيا للمحليين في ظروف خاصة كانت تعيشها البلاد بالاضافة الى الترشح لنهائيات كأس افريقيا!! والاضافة التي قدمها المكتب الجامعي الحالي هي اعطاء الثقة في التحكيم التونسي والاعتماد كليا على الحكام الوطنيين رغم ضغوطات بعض الجمعيات وهو ما جنب الجامعة مصاريف بقيمة 400 مليون وبفضل هذه الثقة صار الحكم التونسي مطلوبا دوليا. وأقولها صراحة جئنا في فترة خاصة (الثورة) وحققنا بعض النجاحات في ظل ظروف مالية صعبة وأوضاع سياسية خاصة. هل تعتقد أن «الويكلو» قرار مناسب؟ أكيد كان قرار «الويكلو» مضرا بميزانيات الجمعيات لكنه القرار المناسب في الوقت الراهن في ظل الأوضاع غير المستقرة وكان اتخاذ هذا القرار باتفاق جميع الأطراف. اتهموك في فترة سابقة بخدمة مصالح الترجي ؟ هذا ادعاء باطل وأقولها صراحة لم أكن يوما مساندا لجمعية على حساب اخرى، كل الجمعيات سواسية والملعب التونسي هو الفريق الوحيد في تونس الذي يهمني أمره وهو فريقي الأول والأخير وبحكم موقعي على رأس الجامعة من الطبيعي ان أقف الى جانب مصالح الجمعيات التونسية عندما تواجه مشاكل على المستوى القاري. تنتهي قريبا فترة نيابتك رسميا فهل تنوي المواصلة في التسيير الرياضي والعودة الى الملعب التونسي؟ وهل هناك مشاريع كنت تتمنى إتمامهما؟ حاليا انا بحاجة إلى الراحة بعد 34 عاما من العمل والتسيير في المجال الرياضي في تونس وأريد الابتعاد عن الضغوطات ولن أعود إلى التسيير في الملعب التونسي على الأقل في الوقت الراهن. وفي ما يخص المشروع الذي كنت أتمنى اتمامه فيهمّ عقود تأمين الحكام لكن الظروف لم تسمح.