احتضن صباح أمس مقرّ بورصة الشغل بالعاصمة تظاهرة احتفالية بمناسبة مرور الذكرى 56 لاستقلال الجمهورية التونسية، أشرف على تنظيمها «الحزب الدستوري الجديد» بمشاركة حزب «المبادرة» وذلك في محاولة لانصهار هذين الحزبين حسب ما صرّح به رئيسا الحزبين السيدان كمال مرجان وأحمد منصور. بداية التظاهرة افتتحها السيد أحمد منصور رئيس «الحزب الدستوري الجديد» الذي أوضح أن تونس تعيش اليوم يوما غير عادي فيه يسترجع الشعب ذكريات النضال والتضحيات التي قدمها آلاف الشهداء من أجل تحرير البلاد من الاستعمار، قبل أن يتطرق الى الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، مفيدا أن تونس تزخر بالكفاءات الشابة القادرة على الخروج بها من الأزمة والبلوغ بها الى أعلى مصاف الدول الأكثر ديمقراطية وحضارة، ومن جهة أخرى وحول الصراع القائم بين تطبيق الشريعة من عدمها قال السيد أحمد منصور إن جميع القادة والمناضلين اعتمدوا الشريعة موضحا أن الشعب التونسي مسلم بطبعه ولغته العربية ولا حياد عنهما. ولدى تناوله الكلمة، ترحّم السيد كمال مرجان رئيس حزب «المبادرة» على جميع شهداء تونس بدءا بشهداء الحركة الوطنية وصولا الى شهداء الحرية والكرامة شهداء 14 جانفي، مذكرا بمناقب أولئك الذين قادوا حركة التحرير في تونس وبالمكاسب التي حققوها ومنها الوصول الى صياغة دستور للبلاد التونسية معرجا في هذا الصدد على أن نواب حزب «المبادرة» في المجلس التأسيسي سيعملون على صياغة دستور جديد لتونس يلبي جميع تطلعات الشعب بلا إقصاء أو تهميش لفئة على حساب أخرى. وطالب السيد كمال مرجان جميع نواب المجلس أن يقوموا بصياغة دستور توافقي بعيدا عن المحاصصة أو الحسابات الضيقة التي من شأنها أن تحيد بالبلاد عن مبادئ الجمهورية مؤكدا تمسك الحزب بالفصل الأول للجمهورية الذي يقرّ بأن العربية هي لغة البلاد والإسلام دينها. وعن النظام المستقبلي لتونس قال السيد كمال مرجان إنه من الضروري أن يقع اعتماد النظام الرئاسي المعدّل والابتعاد عن النظام البرلماني لأنه لا يتماشي مع مصالح الشعب التونسي إضافة الى أن تونس حديثة عهد بالديمقراطية. وعن الوحدة مع الحزب الدستوري الجديد قال السيد كمال مرجان إنه سيعمل أن تكون الوحدة فاتحة خير وهي مفتوحة أمام جميع الحساسيات السياسية والمرجعيات الحزبية بجميع توجهاتها. وختم حديثه بالتأكيد على ان يلتف جميع ابناء الشعب حول الراية الوطنية ومن اجل مصلحة واحدة وهي تونس. ومباشرة بعد ذلك تم فسح المجال أم الوزير السابق السيد الشاذلي العياري لتقديم مداخلة حول الحلول الكفيلة للخروج بالوضع الاقتصادي الى برّ الأمان. قالوا... "كمال مرجان" "كان اللقاء جيدا وحمل كثيرا من المعاني وأرجو أن يفهم الجميع ذلك.. وبالنسبة للاندماج بين الحزبين مازالت المفاوضات في خطواتها الاولى والوحدة خيار استراتيجي ومهما كانت الصعوبات سوف نتخطّاها وإن شاء الله نوفق في ذلك حتى مع أحزاب أخرى حتى نتمكن من تجميع الأحزاب الدستورية وحتى القريبة من الدساترة بلا إقصاء". "أحمد منصور" "نحن هنا نحتفل بذكرى الاستقلال بدرجة أولى نظرا لمكانتها عندنا بلا استثناء، وبخصوص الاندماج فنحن نتجه نحو التوحد مع حزب «المبادرة» وفي القريب العاجل سنعلن بصفة رسمية عن الاندماج. والوحدة مفتوحة أمام جميع الأحزاب لكن نحن كحزب متشبثون بمرجعيتنا كحزب دستوري وكل من يريد الانخراط في هذه المرجعية فمرحبا به". هوامش: حضور لافت لعديد الشخصيات الوطنية السابقة على غرار السيد محمد الصياح الى جانب بعض الشخصيات التي تقلّدت بعض المناصب السياسية سابقا. تم توزيع نشرية صحفية يصدرها الحزب وتحمل اسم «الدستور» وقد كانت مجملها تتحدث عن الاستقلال والذاكرة الوطنية. حضر جمع غفير من المواطنين الى بورصة الشغل لمتابعة الحدث. كانت هناك أحاديث جانبية للحاضرين وقع فيها استرجاع الذكريات الدستورية.