بدعوة من الإطار المشرف على جامع التقى بحي الحبيب صفاقس، وبحضور مئات المصلين غصّت بهم جنبات الجامع، ومباشرة بعد أداء صلاة المغرب ليوم امس، ألقى الدكتور نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية محاضرة بعنوان "وشرع لكم من الدين" تناول فيها بالتفسير والتحليل الآية القرآنية الكريمة: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ" الأية 13 من سورة الشورى. وإلى جانب التعرض إلى بعض المسائل الفقهية وحكم الدين في بعض المسائل المتعلقة بمكارم الأخلاق والمعاملات، أكد المحاضر أن الشريعة الإسلامية بوسطيّتها ليست مجرّد دين بمعناه العام وإنما بمعنى النظام والمنهج والبيان المُفصّل لحوادث الزمان ومشاكل الناس، مشيرا إلى الدين واحد وأن الرسل -وإن اختلفوا في بعض التفاصيل- فإنهم يشتركون جميعا في أصول الدين وجوهره، منبّها إلى أن الاختلافات بسيطة ولا سبيل لأن تكون مصدرا للتّفرقة على غرار ما نتابعه اليوم. وختم الوزير مداخلته بالتنبيه إلى كون نصرة الإسلام والدفاع عن الشريعة هي مسؤولية الجميع ولا مجال لأن يستأثر بذلك طرف دون آخر واعدا في هذا الإطار بتشجيع مثل هذه الجلسات الدينية وبعث فضائيات متخصصة إلى جانب رد الاعتبار إلى جامع الزيتونة المعمور بوصفه منارة إسلامية عمّت مشارق الأرض ومغاربها. وقبل المحاضرة، كان لنا لقاء مع الإمام الخطيب لجامع التقى بحي الحبيب الذي أكد لنا أن الدكتور نور الدين الخادمي يزور المنطقة بصفته الشخصية وليس بوصفه وزيرا مؤكدا أن الصدفة وحدها هي التي شاءت أن تكون في غمرة الاحتفال باليوم الوطني للقرآن الكريم وفي غمرة التظاهرات التي تنادي بالتنصيص على الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع في الدستور القادم. بقي أن نشير إلى أنه -وعلى عكس ما تعودنا عليه في العهد السابق- فقد غابت الإجراءات الأمنية المشددة ومظاهر الاحتفال المصطنعة. كما أن وزير الشؤون الدينية وإلى جانب إلقائه لمحاضرات في الجامع الكبير وجامع سيدي اللخمي، يعتزم لقاء الأئمة والوعاظ بمقر الولاية.