باريس – الجزائر (وكالات) أعلنت بلدية "تولوز" جنوب غرب فرنسا اليوم الخميس إرجاء جنازة محمد مراح التي كانت مقررة بعد الظهر معتبرة أن دفنه في المدينة "غير مناسب". وقالت البلدية انه "بعد رفض الجزائر في اللحظة الأخيرة تسلم جثة محمد مراح، رأى رئيس البلدية بيار كوهين أن دفنه في المدينة غير مناسب". وأضافت أن رئيس البلدية طلب لهذا السبب "من شرطة المنطقة تأجيل الدفن 24 ساعة وطلب مساعدة الدولة". لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طلب "عدم إثارة جدل" في هذا الشأن. وقال إن مراح "كان فرنسيا ويجب أن يدفن ... علينا ألا نثير جدلا في هذا الشأن". و كانت مصادر من بلدية" تولوز" أكدت في وقت سابق قبولها بدفن الفرنسي من أصل جزائري منفذ هجوم "تولوز" و "مونتوبتان" محمد مراح بعد أن رفضت الجزائر في آخر لحظة استقبال جثمانه لأسباب أمنية.لكنها تراجعت عن قرارها. و كان عبد الله زكري ممثل عميد جامع باريس الكبير أكد أن عائلة مراح كلفته بإجراء مراسم موضحا أنه جرت مفاوضات مع القنصلية الجزائرية في "تولوز" لنقل جثمان مراح إلى الجزائر لكن القنصلية أبلغته في آخر لحظة بقرار رفض دفن مراح في الأراضي الجزائرية لذلك تقرر دفنه في مقبرة " بجناح الموتى المسلمين بمقبرة كورنباريو" في "تولوز". و"كورنباريو" هي اكبر مقبرة في منطقة "تولوز "وتمتد على 33 هكتارا وتشمل قسما كبيرا للمسلمين و لا تزال مراسم الدفن معلقة الى حين اعطاء شرطة المدينة موافقتها. و كانت عائلة محمد مراح، منفذ "هجمات تولوز" قالت :إنها صدمت للقرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية بشأن رفضها استلام جثته من فرنسا، وعدم السماح للعائلة بدفنه في بلده الأم، وعلق والده محمد بن علال قائلاً إن ابنه الثاني، رشيد، أعلمه بالقرار الذي يعود "لأسباب أمنية." و عبر محمد بن علال مراح عن أسفه لقرار السلطات الجزائرية لكنه قال:"مادامت عائلتي هي جزء من المجتمع الجزائري، والدولة الجزائرية هي الراعية لهذا الشعب فليس لدي تعليق على قرارها." و أضاف في تصريح لشبكة "سي ان ان " الأمريكية الاخبارية الناطقة بالعربية : "أنا كوالد وكمواطن جزائري عليّ قبول الأمر الواقع، والتأكيد أنا أحترم قرار الدولة بشأن قضيتي، ولكن الشيء الذي يجب أن أشير إليه هو أنني أستنكر جملة وتفصيلا ما فعله ابني محمد مراح في فرنسا، وأؤكد أن محمد قد غرر به.. ابني الآن هو بين يدي الرحمن، فإذا كان قد فعل شرا أدعوا الله أن يعفوا عنه ويسامحه".