أبو ظبي (وكالات) وصف الروائي الليبي إبراهيم الكوني في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الايطالية "أكي" السلطة بأنها "مستنقع لا أخلاقي" و"عمل شيطاني"، وشدد على ضرورة "إنقاذ الدين من السياسة والسلطة". ونبّه إلى استحالة بناء الدول على أسس دينية – حسب تقديره -، وطالب رجال الدين بالتعفف عن السلطة لحماية أنفسهم. وحول علاقة الدين بالدولة، وفرص إقامة دول دينية في العالم العربي، قال الكوني " من المستحيل أن نحافظ على مبدأ قدسي مثل الدين في مستنقع السلطة والسياسة، والجمع بين الدين والسياسة كانت مسألة محورية في كل الثقافات الدينية في العالم، لكن من المستحيل أن نفلح في إقامة عدالة من خلال سلطة دنيوية ونحن نرتدي ثياب الدين". وأضاف: "لم يحدث أن بنى الدين دولة، وهذا ما يجب، الناس تؤسس أحزاب دينية كي تتولى أمر لا أخلاقي هو السياسة ومن ثم السلطة، ليس هناك من صفقة أبشع من صفقة يبيع فيها إنسان ضميره لكي يسود، السلطة عمل شيطاني، والتجربة البشرية تؤكد استحالة ذلك". وحول تفاؤله بالوضع العربي الحالي خاصة في ضوء بروز نجم القوى الدينية في بعض الدول العربية بعد الثورات، قال الكاتب الحائز على جوائز عربية ودولية هامة "بطبيعة الحال لست متفائلاً، فالكثير من الدول العربية الآن فيها نوع من الفوضى اللاخلاقة، وسلطاتها لا تصلح ومطعون بأحقيتها في النجاح، وهناك قلق على مصير شعوبنا في ظل هذه الشهوة للسلطة، ومن حقي أن أحذّر كل الأحزاب والتنظيمات وحتى منظمات المجتمع المدني التي تسعى إلى هذا الجحيم، يجب الهرب منه لا السعي إليه". وتابع "من أراد الحقيقة فإنها تقع خارج السلطة وليست داخلها، خاصة إذا كانت هي خارج الوجود أصلاً، ليس هناك عمل لا أخلاقي مثل ممارسة السياسة، أما من منطلق الدولة الدينية فإن أي إنسان يمارس السياسة ثم يتحدث باسم الدين لن يُقنع أحداً... ". و استدرك قائلا :"لا مشكلة في مبدأ الدولة الدينية إذا كانت الدولة دينية ذات معنى أخلاقي فقط، ولكن ليس هناك دولة بلا سلطة، والسلطة لا أخلاقية، وعلى رجل الدين أن يتعفف عن السلطة حتى يحمي نفسه ودينه، يجب أن ننقذ الدين من السياسة والسلطة".