على إثر الحوار الذي أجرته «التونسية» مع الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» (انظر العدد 119 ص 12 و13) وافانا الهاشمي الحامدي رئيس «تيار العريضة الشعبية» وحزب «المحافظون التقدميون» بالرد التالي: سألت جريدة "التونسية" رئيس حركة "النهضة" : لماذا انزعج نواب «النهضة" من وصف الحكومة بأنها حكومة الغنوشي كل ذلك الانزعاج؟ فأجاب الغنوشي: اعتبروا ذلك افتئاتا (بمعنى كذب وافتراء) على الآخرين وتحقيرا من شركائنا وكأنهم امعات لا قيمة لهم ويتلاعب بهم الغنوشي، بينما هم شخصيات كبيرة فلا أحد يمكنه أن يحقر الرئيسين (بن جعفر أو المرزوقي) ولا «التكتل» ولا «المؤتمر»، هذه سفاهة". وهذا تعليق مني على الجواب في ثلاث نقاط موجزة: 1 النائب اسكندر بوعلاقي وصف الحكومة القائمة في البلاد بأنها حكومة الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر، ويشهد الله تعالى والمنصفون جميعا أنه لم يكذب ولم يفتر على أحد، فالحكومة الحالية وليدة اتفاق خطي معلن بين هؤلاء الأفراد الثلاثة، وليس في العبارة ما يفهم على أنه تحقير شخصي من هؤلاء الذين وقعوا على اتفاق تشكيل الحكومة الجديدة. 2 وصف «تيار العريضة الشعبية» الحكومة القائمة بأنها حكومة الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر وصف صادق للواقع مائة في المائة، بدليل إضافي قاطع من تصريحات رئيس حركة «النهضة» نفسه لجريدة «التونسية» حيث أكد أن «رئيس الحزب (يعني نفسه) يوجه وزراءه» ووصف هذا السلوك بأنه «هذا هو الأمر الطبيعي». هذا يعني أن رئيس حركة «النهضة» يوجه رئيس الحكومة الذي هو عضو عادي في المكتب التنفيذي لحركة "النهضة". فالحمد لله كثيرا أن جعل المنافسين يشهدون بألسنتهم على صدق تصريحات «تيار العريضة الشعبية» وصدق ممثليه وبعدهم عن الكذب والسفاهة والخطاب المزدوج. 3 أما وصف النائب اسكندر بوعلاقي «تيار العريضة الشعبية» لحكومة الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر بأنها شمولية تسلطية، وأنها اعتدت على جرحى الثورة في وزارة حقوق الإنسان، وأنها اعتدت على المتظاهرين يوم عيد الشهداء، والمتظاهرين الذين قدموا من سيدي بوزيد سيرا على الأقدام، وأنها قصرت ولم تقم بواجبها في معالجة جرحى الثورة، وأساءت تسيير اقتصاد البلاد بما أدى لارتفاع مخيف في الاسعار وتكاليف المعيشة، وأنها تريد الهيمنة على مفاصل الدولة من خلال تعيين أنصارها في مناصب الولاة والمعتمدين والعمد والمنوبين البلديين وكبار الموظفين في الوزارات والسفراء، فهذا كله من صميم حقوق النائب اسكندر بوعلاقي كنائب عن الشعب التونسي وممثل ل «تيار العريضة الشعبية» للحرية والعدالة والتنمية. أخيرا: أترك للقراء الحكم إن كان النائب عن «تيار العريضة الشعبية» تصرف بسفاهة أو قال كذبا أو افترى على أحد، وأؤكد أن نهج عائلة «العريضة الشعبية» في السياسة مبني على شعار: كن مع الله ولا تبالي، ومبدأ : الحيلة في ترك الحيل، وقد تعاهدنا جميعا على التزام الصدق مع الله عز وجل، ومع شعبنا، ومع بعضنا البعض. (انتهى الرد).