تونس ستكون حاضرة في مهرجان «كان» السينمائي من خلال جناحها المعتاد في القرية الدولية ، ذلك ما صرح به نجيب عياد الكاتب العام للغرفة النقابية الوطنية لمنتجي الأفلام في الندوة الصحفية التي عقدها المكتب التنفيذي للغرفة صباح امس بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية . ويأتي قرار الغرفة بمساندة عدد من الجمعيات السينمائية بعد إعلان وزارة الثقافة تخليها عن دعم الجناح التونسي . وقال نجيب عياد منتج «مملكة النمل» لشوقي الماجري لقد قدمنا ملف المشاركة إلى الوزارة وقد ابدى الوزير موافقته منذ شهر وشرعنا في إعداد المعلقات ودليل أفلام سنتي 2011و2012 وبالاتفاق مع وزير الثقافة تمت دعوة الجمعيات السينمائية لضبط المشاركة في القرية الدولية لمهرجان «كان» واجتمعنا أكثر من مرة مع رئيس الديوان آخرها يوم الاثنين الماضي وفي الوقت الذي كان فيه ممثلو الجمعيات والغرفة مجتمعين مع رئيس الديوان صرح مسؤول بوزارة الثقافة لوكالة «تونس إفريقيا للأنباء» بأن الوزارة غير معنية بالمشاركة، وكنا تلقينا مكالمة يوم الجمعة الماضي من الوزارة لتسلم رسالة خطية من الوزير أعلمنا فيها بعدم تحمس الوزارة للمساهمة في تنظيم «الجناح التونسي». وأضاف عياد «نشعر بأننا عدنا إلى عهد سابق كانت تسوده علاقة عمودية ، الوزير يقرر وما علينا سوى السمع والطاعة ، والحال أننا نجحنا في التأسيس لعلاقة تشاركية مع وزارة الثقافة بعد الثورة وأخشى أن تكون الوزارة عادت إلى مستشاري الظل ولا أريد أن أسمي أحدا ولكن لدينا معلومات تفيد بتدخل أشخاص من داخل الوزارة ومن خارجها بمنطق «زغرط في أذن العروسة». وعبر نجيب عياد عن إستياء المنتجين وعموم السينمائيين مما ورد في رسالة الوزير حول «تحسين أداء السينمائيين» وقال «ماذا يعني كلام السيد الوزير؟ هل النوري بوزيد ومحمود وبن محمود ورضا الباهي مستواهم رديء؟» وأدان عياد منطق «التقزيم والتعالي» في خطاب الوزارة وقال: «إنه أمر خطير أن يهدد مسؤول بالوزارة بعدم تمكيننا من رخصة تحويل الأموال بالعملة الصعبة لكراء الجناح التونسي» وأضاف «من المستفيد من هذا التجاذب؟ أن ترفض الوزارة المشاركة في تنظيم الجناح فيمكن النقاش حول القرار، أما أن تعطل مشاركتنا بإمكانياتنا الذاتية فهذا يؤشر لسياسة كاملة في التعامل مع السينما» وتساءل :«هل يعكس موقف الوزارة سياسة الحكومة؟» ووجه الكاتب العام للغرفة الوطنية للسينمائيين حديثه إلى الصحفيين قائلا: « ندعوكم إلى أن تكونوا معنا في هذه المعمعة، فبعد إغلاق قاعة «أفريكار» بعد الإعتداء الذي حدث بمناسبة عرض فيلم نادية الفاني، دون أي تدخل من وزارة الثقافة ها هي تتخلى عن الجناح التونسي في القرية الدولية بمهرجان «كان» وهو مكسب لن نفرط فيه ولن نسمح لأحد بأن يفرط فيه وأقول لهم : لن تمروا ولن نسكت ، نحن لا نريد التصعيد ولكن إن اخترتم المواجهة فكلانا لن يربح شيئا وستكون السينما الوطنية هي الخاسر». وبنبرة ساخرة أضاف عياد: «هل سيلتجئ السينمائيون التونسيون إلى جناح قطر أو جناح الفرنكوفونية؟» وقد تدخل في الندوة الصحفية كل من لطفي العيوني منسق الجناح التونسي في مهرجان «كان» والمنتج رضا التركي ورئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام خالد العقربي وعبروا عن إستيائهم من طريقة تعامل الوزارة مع قطاع السينما. وقال رضا التركي : «لا نريد المواجهة مع الوزارة ولكن نود أن يفهم السيد الوزير لماذا نذهب إلى «كان»؟ وأنا أسأله كيف سيتصرف السينمائيون الذين تحصلوا على موافقة لجنة التشجيع السينمائي وأين سيتصلون بالمنتجين الأجانب؟ وكيف سنعد لأيام قرطاج السينمائية التي تفصلنا عنها أشهر قليلة ؟» وأضاف «إنه لا ينبغي ربط الحضور في «كان» بإنتقاء أفلامنا في المسابقة لأن مهرجان «كان» ليس مسابقة فقط بل هو سوق للفيلم ومنبر للتعريف بالسينما التونسية وبالثقافة وبالسياحة أيضا». أما لطفي العيوني فشرح الدور الذي يقوم به الجناح التونسي وقال إن المشرفين على الجناح متطوعون ويجتهدون للتعريف بالسينما التونسية مستشهدا بارتفاع عدد الأفلام الأجنبية التي صورت ببلادنا بنسبة 35 في المائة بين سنتي 2009و2010 وذلك بفضل ما قامت به الغرفة في مهرجان «كان» وفي غيره من المهرجانات العالمية من تسويق لمواقع التصوير والكفاءات التونسية . أما رضا الباهي فذكّر بأنه شارك في نصف شهر المخرجين مرتين بفيلم «شمس الضباع» سنة 1977 و»الملائكة» سنة 1985 و تساءل : « لدي وثيقة ممضاة من وزير الثقافة السابق تحمل موافقته على إسنادي منحة تكميلية لفيلم «براندو» ولكن الوزير الحالي لم يعترف بها وأنا أسأل هل هناك دولة أو لا ؟ وما جريمتي إن كنت حصلت على قرض بنكي إستناد إلى تلك الوثيقة الوزارية ؟» أما خالد العقربي رئيس الغرفة فقد بدا عليه التأثر وهو يتحدث عن الإرسالية القصيرة التي بلغته في ساعات الفجر على هاتفه الجوال من أحد «مستشاري الظل فحواها «لقد أغلقت حانة مهرجان «كان» وهي إرسالية تعكس شماتة بلغت حد تهديد رئيس الغرفة بالقتل كما صرح ل «التونسية» . وقد حضر الندوة الصحفية عدد من السينمائيين من بينهم أمين شيبوب والحبيب المستيري وراضي تريمش ، فكيف سيكون رد الوزارة، هل ستصم أذنيها وتصرّ على قرارها أو أنها ستفتح أبوابها لتنصت إلى قطاع واسع من السينمائيين منتجين ومخرجين خاصة وأن المنتجين إلتزموا بخطاب هادئ خلال الندوة الصحفية وحافظوا على شعرة معاوية مع وزارة الثقافة؟