باريس ("التونسية "- وكالات) يوم الأحد 6 ماي هو يوم الحسم في فرنسا لاختيار الرئيس الجديد للبلاد حيث يصوت الفرنسيون في الدورة الثانية و الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية فإما سيعتلي عرش الإليزيه لولاية رئاسية جديدة الرئيس اليميني المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي و إما سيطيح به خصمه الإشتراكي فرانسوا هولاند الذي فاز في الدورة الأولى و الذي ترجح استطلاعات الرأي كفته للفوز برئاسة فرنسا .. و بين هذا و ذاك يبقى صوت الجالية الفرنسية المسلمة و المهاجرين المغاربة من حاملي الجنسية الفرنسية عاملا أساسيا لترجيح كفة هذا أو ذاك. و المفارقة العجيبة أن أغلبية المهاجرين المغاربة الفرنسيين يمينيون في بلدانهم الأصلية يساريون في بلاد المهجر (فرنسا) وفق ما أكدته تقارير إخبارية و ثمة منهم من يجنح الى أقصى اليمين في بلده الأصلي لكن عندما يتعلق الأمر بانتخاب الرئيس في فرنسا تميل إتجاهات الفرنسيين من أصل مغاربي إلى اليسار . و قد يبدو هذا الميل مبررا على اعتبار أن اليسار في فرنسا و تحديدا الحزب الإشتراكي يقدم طروحات أكثر اعتدالا في كل ما يتعلق بالإسلام و المسلمين و بملف الهجرة و المهاجرين مقابل طروحات متشددة يقدمها "يمين الوسط" أو "أقصى اليمين" . وعلى الرغم من أن التقاليد الجمهورية في فرنسا تمنع منعاً باتاً السؤال حول أصول الأشخاص المستجوبين وديانتهم خلال استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات، إلا أن بعض الأبحاث السوسيولوجية تشير إلى أن أصوات ذوي الأصول المغاربية ذهبت في مجملها خلال الدور الأول من الانتخابات الفرنسية إلى حزبيْ اليسار ممثلةً في مرشحيها، فرنسوا هولاند عن الحزب الاشتراكي و جون لوك ميلونشون عن حزب اليسار(59 بالمائة للأول و 23 بالمائة للأخير). وقد أثارت دعوة بعض أئمة المساجد في فرنسا، الجالية المسلمة للتصويت إلى مرشحيْ اليسار وأقصى اليسار ردود أفعال حائرة لدى المحللين في الدول المغاربية الذين تساءلوا عن سر تصويت أغلب أفراد هذه الجاليات لليسار في فرنسا مقابل تصويتها بكثافة لأحزاب أقصى اليمين في دولها الأصلية وهي "سكيزوفرينيا" (فصام) حادة وسلوك تبرره المصلحة في بلاد المهجر و الإنتماء السياسي في البلدان الأصلية.