في جريمة اعتبرها الرأي العام الضربة القاضية التي قد تطيح بشعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نظر المهاجرين وخاصة منهم العرب اذ أقدم عون امن فرنسي على قتل مهاجر فرنسي من أصل تونسي وذلك بعد أن أطلق عليه النار في مطاردة له . الجريمة البشعة جدت يوم السبت 21 افريل المنقضي بوسط مدينة سين سان دنيس (مونروي) في الضاحية الشرقيية لمدينة باريس ,وسط تكتم إعلامي حيث تمت مطاردة الضحية المطلوب للقضاء الفرنسي اذ استنجد احد الأشخاص عبر مكالمة مجهولة بأعوان الأمن مؤكدا وجود شخص بصدد السرقة وبعد أن خابت امال الشرطي في القبض عليه بصفة عادية استعمل مسدسه لاطلاق النار عليه من الخلف اصابته على مستوى ظهره لتم نقله فورا إلى المستشفى وهناك لم يمهله الموت كثيرا ليلفظ أنفاسه متأثرا بإصاباته الخطيرة مساء الأحد 22 افريل المنقضي في مستشفى جورج بومبيدو. الضحية يدعى "أمين بن تونسي" يبلغ من العمر 28 سنة وهو أب لطفلين تزعم السلطات الفرنسية أن ملفه حافل بالسوابق وانه محل بحث وتفتيش من اجل تهمة السرقة حيث أطنبت الصحف الفرنسية في تحليل شخصية الضحية وتعداد مخالفاته وجنحه في حملة مغرضة اعتبرها البعض تبريرا للجريمة البشعة التي أقدم عليها الشرطي الفرنسي في حق الضحية دون موجب . عائلة الضحية ومهاجرين يتظاهرون بعد الجنازة وقد شهدت جنازة أمين مسيرة قام خلالها أفراد عائلته وعدد من المهاجرين الذين فاق عددهم 150 شخصا بحمل لافتات وشعارات تطالب بفتح تحقيق في الجريمة وتتبع الشرطي المتسبب في الجريمة. مظاهرة تتضامن مع القاتل ... كما قامت النقابات الأمنية بفرنسا بتحركات موازية حيث تظاهروا بسيارات العمل وملابسهم الرسمية بشارع الشانزليزيه, وذلك احتجاجا على توجيه تهمة "القتل العمد" التي وجهها القضاء الفرنسي لزميلهم المتورط في الجريمة يوم الأربعاء 25 أفريل الماضي مع إبقائه بحالة سراح وقيد المراقبة القضائية و منعه من ممارسة مهنته،وأعرب المتظاهرون الذين تجمعوا بدعوة من النقابات للتعبير عن غضبهم على هذه الواقعة عن نيتهم التوجه إلى وزارة الداخلية الفرنسية التى أغلقت قوات الأمن كافة مداخلها. وقال وزير الداخلية كلود جيان، في بيان صحفى، إنه يتفهم ما يشعر به أفراد الشرطة المحتجون "الذين يعملون بمهنة صعبة"، مشيرا إلى أن القضاء سيعمل على إعلان حقيقة الواقعة واتهام زميلهم، مضيفا أن فرد الشرطة المحتجز "يتمتع بالطبع بافتراض البراءة القانونية",وانتهز ساركوزى الفرصة بتأييد حق دفاع رجال الشرطة عن أنفسهم وقت ملاحقة المجرمين باستخدام الذخيرة الحية .