قالت الدكتورة راضية قسطلّي رئيسة قسم التحاليل الجينية بمستشفى الحبيب ثامر سابقا، ل«التونسية» أن كشف ملابسات وفاة المنصف بن علي شقيق المخلوع ممكنة ولكن لا بد من مجموعة من الخطوات الدقيقة لأنه لا مجال للخطأ ويجب أولاّ معرفة إن كانت الجثة هي فعلا للمنصف بن علي أم لشخص آخر، وأضافت أن هذا الأمر سيتم من خلال التحليل الجيني الذي لا يضمحلّ ولو بعد مرور مئات السنين وستؤخذ عينات من زوجته وأولاده إن وجدوا ومن المستحسن وجود ثلاثة من أولاده وإن لم يكن فمن خلال الأقرباء كالأشقاء. وفي ما يتعلق بالخطوات الأساسية قبيل عملية التشريح والتي ستساعد في تحديد أسباب الوفاة قالت الدكتورة أن ذلك من مشمولات قسم التشريح بمستشفى شارل نيكول لكن حسب تجربتها الطويلة في هذا المجال فالعينات ترفع من «العظام» وتحديدا من جهة «الركبة» والرقبة وعملية القطع يجب أن تكون دقيقة جدّا وتتّم بمنشار معقمّ إما بواسطة وسائل التعقيم العادية أو بعد حرقه للتعقيم أيضا لأن عدم التعقيم قد يزيح أهم البيانات الأساسية ولذلك لا بدّ أن يكون من سيتولى هذه العملية مرتديا قفازات ولباسا خاصا لأن عدم توفر هذه الشروط من شأنه أن يدحض البيانات الأساسية. وأضافت محدثتنا: «عادة ما تؤخذ أيضا عينات من شعر الرأس ومن المستحسن لو كانت مع الجلدة، لأن الشعر يتضمن معطيات جينية عن الشخص ومن خلاله يمكن تحديد أسباب الوفاة، فإن كان الشخص قد توفيّ جرّاء جرعات زائدة من المخدرات فشعر الإنسان قد يقدم بعض البيانات لكن لا يمنح نتائج دقيقة لأن المخدرات يمكن تحديدها من خلال الدم والتبول أكثر، لكن هناك تقنية غير موجودة في تونس ومعمول بها في الخارج يمكن بواسطتها تحديد نسبة الممنوعات في الجسم عن طريق الشعر. وعن الفرضية الثانية المتعلقة بإمكانية وفاة الشخص مسموما قالت الدكتورة قسطلّى: «وللأسف هناك نوعية من السموم تظهر عن طريق العظام ولكن نوعية أخرى لا يمكن تعقب أثرها لأنه يصعب اكتشافها في العظام ولكن هناك عدة طرق تكون بعد رفع عينات من شعر الإنسان وتتم وفق بعض الشروط وهي ألا يكون الإنسان قد حلق شعره منذ مدة قبل وفاته". وكشفت محدثتنا أن بعض المخابر التونسية وخاصة تلك المختصة في هذا المجال ونظرا للتقنيات المعتمدة لا تقدم بعض المعطيات المرجوة والتي يرغب المحققون عادة في معرفتها لذلك لا بد من إرسال العينات للخارج لأن لديهم إمكانيات أفضل بكثير ويمكن معرفة تفاصيل أكثر دقة. و ردّا على سؤال تقدمت به «التونسية» حول مدى استعدادها لتقديم المساعدة نظرا لخبرتها الطويلة في هذا المجال، قالت إنها لا تمانع في ذلك طبعا إن تم الإستنجاد بها رغم تقاعدها.