تم خلال الاسبوع الفارط تكليف السيد محمد المديوني برئاسة الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية المزمع عقدها بداية من 20 الى 27 اكتوبر 2012. وتحمل الدورة المرتقبة جملة من التحديات خاصة على مستوى اختيار الافلام المشاركة في المسابقات الرسمية فضلا عن ضيوف الدورة. للحديث عن التصور الجديد للتظاهرة اتصلنا بمدير ايام قرطاج السينمائية السيد محمد المديوني الذي افادنا ان المهرجان يعد من أعرق التظاهرات السينمائية لا في بلادنا فقط بل ايضا على المستويين الافريقي والأوروبي، وقال المديوني في هذا الصدد: «عراقة أيام قرطاج السينمائية تزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الهيئة المديرة، اذ مرت «أيام قرطاج السينمائية» بمراحل تاريخية مختلفة وتفاعلت مع معطيات سياسية وثقافية عاشتها بلادنا في السابق ويقف المهرجان اليوم أمام تحديات ما بعد الثورة سواء على مستوى المضمون أو التنظيم». وحول انطلاق الاستعدادات ودعم وزارة الثقافة للتظاهرة أفادنا المديوني أن وزير الثقافة أبدى استعداد الوزارة لدعم الدورة والحفاظ على استقلاليتها كاملة الى جانب تسخير امكانيات مادية وتقنية هامة لانجاح الأيام السينمائية. في المقابل عبر المديوني عن تخوفه من بعض الاشكاليات أهمها عامل الوقت الذي قد يؤثر سلبا على سير اختيار مضمون الأفلام، وقال مدير الدورة في هذا السياق: «نحن قاب قوسين من انطلاق التظاهرة اذ تفصلنا 6 أشهر فقط عن فعاليات الأيام وهذه المدة لا تكفي لمشاهدة واختيار ثم برمجة الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية أو ضمن «بانوراما» المهرجان وهذه الاشكالية ترافق التظاهرات الثقافية في بلادنا منذ عقود اذ يتم تنصيب مدير الدورة في الأشهر الأخيرة فقط وهذه «سياسة» مرفوضة في التظاهرات الثقافية العالمية حيث يقع التحضير لها على امتداد سنوات، ولهذا قد تتجه نية وزارة الثقافة في الدورات القادمة من الأيام الى تكليف هيئة مديرة تعمل طيلة سنتين قابلتين للتجديد ويتم اختيار مدير الهيئة واعضائها حسب البرنامج الذي تقترحه الهيئة». وبخصوص التحديات التي تواجهها الدورة خاصة على المستوى التقني أكد محدثنا ان مشاكل تقنية كبيرة رافقت الدورات السابقة وأن الدورة المرتقبة تقف امام نفس التحديات اذ لم يقع حل المشاكل التقنية بشكل جذري. وأضاف المديوني قائلا في نفس السياق: «المشاكل ذاتها تعترضنا في كل مرة يتم فيها تنظيم التظاهرة، لكن الاشكال الحقيقي في الدورة القادمة هو محدودية قاعات السينما اذ خسرنا البعض منها في الفترة الأخيرة الأمر الذي سيجعلنا امام تحديات أكبر خاصة على مستوى التنظيم. وفي اعتقادي أنه لم يتم التفاعل بشكل ايجابي وكاف لمجابهة نقص الفضاءات السينمائية بطريقة تلائم صورة بلادنا بعد الثورة وللأسف فالدورة المرتقبة وكأنها بداية جديدة للمهرجان ونرجو ان تتعامل معها بقية الأطراف بجدية». وحول مقاييس اختيار ضيوف الدورة، ذكر مدير الأيام أن اختيار الضيوف سواء في لجنة التحكيم أو الأسماء التي سيقع تكريمها سيتم بالتنسيق مع اهل الاختصاص وقال المديوني في هذا الصدد: «لا أظن أن وزير الثقافة قد وضع ضوابط أو مقاييس يتم من خلالها تحديد اسماء سينمائية ممنوعة من المشاركة ولا يمكننا اعتماد منطق الاقصاء والتشفي الذي كان معمولا به في «عهد القمع»، المهرجان ملك لمحبي السينما والمبدعين والمنتجين وكل الأطراف المنتمية الى عالم الفن السابع». وبخصوص مشاركته في مهرجان «كان» السينمائي ذكر المديوني أنه سينطلق مع الوفد الوزاري يوم 16 ماي حتى تسنح له فرصة مشاهدة جميع الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة السينمائية العالمية وأكد مدير الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائي أن مهرجان «كان» هو فرصة للالتقاء بأهم السينمائيين في العالم ومناسبة لاختيار عروض تساهم في اثراء برمجة الدورة المرتقبة.