بعد إلغاء الإضراب العام في قطاع المناولة والذي كان من المقرر شنّه يوم 25 من جانفي الماضي، على اثر جلسة تفاوضية جمعت وفدا من وزارة الشؤون الاجتماعية واتحاد الشغل ، خلصت إلى ضرورة تفعيل اتفاقية 22 افريل 2011 بخصوص إلغاء المناولة وإنشاء لجنة مشتركة، كان من المقرر أن تنطلق في عملها بداية من 25جانفي الماضي وتنتهي أشغالها في موفّى شهر مارس، للنظر في الإشكاليات ذات الصلة بموضوع المناولة، بالإضافة إلى العمل على تمتيع الذين تم إدماجهم وفق الاتفاق المذكور بنفس نظام التغطية الاجتماعية الذي يتمتع به نظراؤهم والزيادة في الأجور التي يتقاضونها... دخل عمال الحراسة والتنظيف بالديوان الوطني للبريد في إضراب مفتوح منذ يوم الخميس الماضي، احتجاجا منهم على عدم تطبيق الاتفاق المبرم بين الاتحاد والحكومة، ومستنكرين سياسة «المماطلة والتهميش في ما يتعلق بالإدماج» -كما جاء على لسان أغلبهم-. "التونسية" زارت ساحة محمد علي بالعاصمة حيث التأم أمس تجمع عمالي لأعوان المناولة بالديوان الوطني للبريد، فكان الريبورتاج التالي: استنكر المحتجون أمام مقر الاتحاد ما وصفوه ب«سياسة المماطلة وذر الرماد على العيون لربح الوقت من دون أي إجراءات فعلية تذكر بغية تحسين أوضاع العملة»، حيث أكد عضو النقابة الأساسية لحراس المؤسسات بولاية الكاف السيد «عبد العزيز الخلفاوي»، انه تم إيقاف العمل بالديوان الوطني للبريد منذ يوم 3 ماي الفارط ، معللا ذلك بقوله «بعد تعليق إضرaاب 25 جانفي، لم نلحظ أي تحسن يذكر بخصوص الوضعية المهنية والاجتماعية لأعوان المناولة ، بل على العكس فقد زادت الأمور تدهورا وتعكرا... حيث لم يتم تطبيق أي قرار من القرارات المنصوص عليها بنص الاتفاق المبرم بين الحكومة والاتحاد منذ 4 أشهر خلت والحال أن المهلة المتفق عليها آنفا بغية التطبيق والتنفيذ (موفى مارس) قد انقضت منذ ما يزيد عن الشهر وما من جديد يذكر". الإدماج... والحق في العلاج... !! وحول المشاكل التي يعاني منها أعوان المناولة بالديوان الوطني للبريد، ندد المتظاهرون بعدم جدية سلطة الإشراف في التعامل مع مشاغل القطاع من خلال تعمدها عدم الدخول في مفاوضات جدية وذات فائدة لإيجاد الصيغ والسبل المثلى لحل المشاكل المطروحة. وفي ذات السياق، أشارت السيدة «منوبية السعيدي» (عونة تنظيف بالديوان الوطني للبريد) إلى انه «من الطبيعي أن يفيض الكأس بعد ما يزيد عن العشرين سنة من بذل الجهد والعمل المضني لقاء راتب شهري لا يتجاوز حدود المائة دينار» -حسب قولها-، متسائلة «أين حقنا في العلاج وفي الإدماج بعد هذه السنين الطوال التي صرفناها في خدمة الديوان الوطني للبريد؟". من جانبها، أيدت السيدة «حدة» (عونة تنظيف) ما صرحت به زميلتها «منوبية»، مضيفة «إن الأوضاع المهنية الصعبة التي نعيشها بالديوان الوطني للبريد وضعف الأجر الشهري الذي نتقاضاه (100 دينار)، أثر سلبا على حياتنا الاجتماعية وقدرتنا على تربية أبنائنا بشكل نستطيع من خلاله أن نوفر لهم حتى ابسط الضرورات فما بالك بالكماليات التي يصبو إليها شباب اليوم؟ ألك أن تعيل عائلة من 4 أفراد إن لم نقل أكثر براتب 100 دينار؟ لا تستغرب ولا تتعجب فهذه حالنا قبل الثورة وبعدها...". أما الشاب «حمزة مناصرية» فقد أعرب عن تشاؤمه من المستقبل الذي ينتظره،قائلا «لقد بدأت افقد الأمل في أن أوضاعنا المهنية والاجتماعية قد تتحسن في يوم من الأيام..إن روع الحالات التي أعايشها بصفة يومية جعلت مني متشائما وقلقا بشأن المستقبل الذي ينتظرني !". الاتحاد يتلاعب !... أعرب أغلب المحتجين الذين التقتهم «التونسية» بساحة محمد علي، عن استنكارهم لطريقة الحكومة والاتحاد على حد السواء في تعاملهما مع ملف المناولة والاوضاع التي يعيشها الاعوان، اذ أكد كاتب عام النقابة الاساسية لحراس المؤسسات بالكاف ان «الاتحاد العام التونسي للشغل لم يعد يفاوض بشأن المطالب الحقيقية التي ينادي بها الاعوان من ادماج وتغطية اجتماعية وزيادة في الاجور... بل صار يناقش المسائل البسيطة والتافهة من قبيل مناقشة موضوع زي العمل... وهو ما يجعلنا نشك في ان الاتحاد قادر على تمثيلنا التمثيل الافضل !". إضراب... وما قد يحدث أمر مستراب ! أكد أعوان المناولة بالديوان الوطني للبريد أنهم دخلوا في إضراب عن العمل انطلق يوم 3 ماي إلى اجل غير مسمى، ضغطا منهم على الحكومة قصد الاستجابة لمطالبهم التي وصفوها بالمعقولة, وأضافوا انه في حال عدم تحقيق ما نادوا به فإنهم عازمون على التصعيد حتى ان «الامور بدأت تأخذ منحى خطيرا جراء ما نلاقيه من تسويف ومماطلة وتهميش» -على حد تعبير بعضهم-.