دمشق – نيويورك (عواصم – وكالات) هز تفجيران إرهابيان صباح اليوم قلب العاصمة السورية في ساعة ذروة مخلفا أكثر من 400 بين قتيل و جريح و دمار هائل و حول عشرات السيارات الى هياكل متفحمة فيما تناثرت الجثث في محيط مفترق منطقة "القزاز" على الطريق الجنوبية بدمشق في منطقة تكتظ بالسكان والمارة كما خلف أحد التفجيرين حفرة عميقة في الأرض. وفي حلب وقع انفجار بعد الظهر أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. و فيما أدانت جهات دولية و عربية الهجوم الإرهابي المزدوج ,اتهمت مصادر من المعارضة النظام بالوقوف وراء هذه العملية الدموية "لإيهام المراقبين الدوليين بأن المسلحين إرهابيون و أن تنظيم القاعدة اخترق سوريا " !. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية :"ان التفجيرين تزامنا مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم في وقت تشهد فيه المنطقة حركة مرورية كثيفة". و أصدرت وزارة الداخلية بيان قالت فيه:"إنه في تمام الساعة 56ر7 دقيقة من صبيحة الخميس 10-5-2012 في التوقيت الذي يتوجه فيه السوريون إلى أعمالهم والأطفال إلى مدارسهم وفي مدينة دمشق على طريق المتحلق الجنوبي موقع القزاز المكتظ بالسيارات وعابري الطريق وبالقرب من مركز لقوات حفظ الأمن والنظام وفي جريمة جديدة للمجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف خارجية تتاجر بالدماء السورية وقع انفجاران إرهابيان متتاليان بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة". موضحة أن "التفجيرين الإرهابيين تما بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة والتي تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام ما احدث حفرتين الأولى بطول 5ر5 أمتار وعرض 30ر3 أمتار وعمق 1 متر والثانية بقطر 5ر8 امتار وعمق 5ر2 متر". وقالت الوزارة "إن الحصيلة الأولية لهذه الأعمال الإرهابية 55 شهيداً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين و15 كيسا لأشلاء مجهولة وتفحم 21 سيارة وتحطم أكثر من 100 سيارة بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة". وأضافت الوزارة في بيانها "ان الجهات المختصة في وزارة الداخلية توجهت على الفور إلى المكان وقامت برفع الادلة واخذ عينات من الاشلاء وبقايا المادة المتفجرة من مسرح الجريمة لارسالها إلى المخابر المختصة لتحديد هوية الإرهابيين والاشلاء المجهولة ومعرفة نوع المادة المتفجرة وباشرت التحقيقات لكشف هوية مرتكبي هذا العمل الجبان الذي روع المواطنين الآمنين وللقبض على المجرمين القتلة". وأكدت وزارة الداخلية السورية أنها ستلاحق الجناة و من يمدهم بالسلاح أو يؤويهم و لن تتهاون في الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن سوريا و شعبها.و ناشدت المواطنين التعاون مع الجهات الأمنية و الإبلاغ في حالة الشبهة حفاظا على أمن المواطن و استقرار الوطن. و تعتقد السلطات السورية أن ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد هو من يقف وراء هذا الهجوم الدموي حيث سبق له قبل أيام قليلة و أن هدد بتصعيد العمليات العسكرية متهما المراقبين الدوليين بأنهم "شهود زور بدوره، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال "روبرت مود" أمس بعد زيارته موقع الجريمة نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف فيما أدان كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون و مبعوثه إلى سوريا كوفي عنان الهجمات محذرين من عرقلة مهمة بعثة المراقبين و من إنزلاق سوريا إلى حرب أهلية.