باريس (وكالات) وجد الرئيس الفرنسي المنتخب الذي يتسلم مقاليد السلطة اليوم فرنسوا هولاند نفسه في ورطة و في دائرة الإتهام بعد زيارة يقوم بها حاليا بها رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق الاشتراكي ميشال روكار الى طهران حيث فرش له السجاد الأحمر و حظي بإستقبال رسمي مما أعطى انطباعا لدى أحزاب اليمين أن هولاند هو من يقف وراء ترتيب هذه الزيارة و أنه يعتزم تخفيف لهجة التشدد الفرنسي حيال برنامج ايران النووي. و رأى مسؤولون في حزب الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي أن الإشتراكي روكار قد يكون حمل رسالة من هولاند الى أحمدي نجاد في الوقت الذي يصعد فيه الغرب الضغط على طهران بسبب برنامجها النووي. لكن أوساط الرئيس المنتخب سارعت إلى التأكيد على أن الزيارة كانت ب"مبادرة شخصية" ونفت أن يكون روكار "حاملا لأي رسالة أو مكلفا بأي مهمة" من قبل فرنسوا هولاند. كما أشارت هذه الأوساط إلى أن الزيارة كانت مقررة أصلا في افريل الماضي ، لكنها تأجلت في نهاية المطاف بسبب "وعكة صحية" أصيب بها روكار أواخر مارس في ستوكهولم. واستباقا لأي تأويلات حول احتمال أن يكون هولاند راغبا في إتباع سياسة أقل تشددا إزاء إيران من سلفه، شددت هذه الأوساط على أن موقف هولاند من هذه المسألة "معروف" وأنه "يتعين على إيران تطبيق التزاماتها الدولية ووقف نشاطاتها النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية". إلا أن جان فرنسوا كوبيه، رئيس "الاتحاد من اجل حركة شعبية"، حزب الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، ندد بشدة بالزيارة التي أتت مباشرة بعد فوز المرشح الاشتراكي بالانتخابات الرئاسية وقبل استلامه مفاتيح الإيليزيه.مطالبا هولاند بتقديم تفسير مقنع لهذه الزيارة "غير المناسبة"حسب تعبيره. وردد كوبيه على العديد من الإذاعات الفرنسية القول "إذا كانت هذه الزيارة مبادرة شخصية، فهذا يترجم عن عدم وجود سلطة للرئيس المنتخب من أغلبيته، أما إذا كان ميشال روكار، رئيس الوزراء الأسبق والشخصية الأخلاقية للحزب الاشتراكي، لم ير من الضروري إبلاغ فرنسوا هولاند بزيارة بمثل هذه الحساسية، فهذا أمر مثير للقلق حول المستقبل".