جاءت مباراة النادي الرياضي الصفاقسي ضد ضيفه الاتحاد الرياضي المنستيري لتزيد من أوجاع الفريق مع التراجع المحير على مستوى الأداء والنتائج ففي الأربعة لقاءات الماضية للفريق لم يجن فيها سوى أربع نقاط من جملة 12 ممكنة و الأدهى من ذلك أن هذه اللقاءات لم تكن مع أي ناد من الأربعة الكبار في تونس وإنما جرت ضد فرق متوسطة ان لم نقل ضعيفة ما يستوجب الحصول على أقصى قدر من النقاط لتشديد الخناق والمراهنة الجادة على المركز الثاني على الأقل، لكن جرت الأمور بما لا يشتهيه أحباء الفريق الذين منوا أنفسهم بالفوز ضد المنستير كبداية للتدارك ولكن العكس هو الذي حصل حيث حقق النادي نتيجة التعادل بشق الأنفس وفي الحقيقة فإن ما أصبح عليه حال الفريق هو نتيجة للعديد من العوامل التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية: علل الفريق أهم هذه النقاط هو الضعف على مستوى الرصيد البشري لفريق بحجم النادي الرياضي الصفاقسي وخاصة على مستوى الخط الأمامي، فإلى جانب غياب الاضافة من العناصر الأجنبية المطالبة بإحداث الفارق فقد أضاع مهاجمو الفريق العشرات من الفرص التي كانت تغير نتيجة العديد من اللقاءات و آخرها لقاء الاتحاد المنستيري عندما أهدر الإيفواري ادريسا كرتين ثمينتين على خط الستة أمتار. ثاني العوامل هي الأجواء الخانقة داخل الفريق بسبب الأزمة الكبيرة التي لم يسبق للنادي الرياضي الصفاقسي أن مر بها منذ تأسيسه و هو ما أثر سلبا على الأجواء المحيطة بالفريق التي أصبحت لا تطاق خاصة مع وصول الفاكس التحذيري من الفيفا التي هددت الفريق وحذرته من مغبة عدم التزامه بدفع الأموال في أجل لا يتجاوز الشهر والا يتم إثر ذلك خصم ست نقاط من رصيد النادي ثم في ظرف شهر آخر يتم إنزاله الى الرابطة الثانية. العامل الثالث الذي يمكن اعتباره خارج إرادة الفريق هو الأخطاء التحكيمية التي حصلت في حق النادي الرياضي الصفاقسي والتي غيرت بشكل كبير نتيجة العديد من اللقاءات التي كان الفريق طرفا فيها آخرها مهزلة مباراة الملعب التونسي التي تغاضى فيها الحكم هيثم القصعي عن ضربتي جزاء والذي عوض أن يحاسبوه نال تكريما خاصا من المسؤول عن المافيولا في حصة الأربعاء الرياضي، كما غير سليم بلخواص نتيجة مباراة المنستير بتغاضيه عن مخالفة واضحة لمهاجم النادي هيثم بن سالم جاء إثرها مباشرة الهدف الثاني للمنافس. من العوامل الأخرى المهمة يجب الاشارة إلى الحالة السيئة جدا للميدان الفرعي لملعب الطيب المهيري المخصص لتمارين الفريق، هذا إضافة إلى الحالة الرديئة للميدان الرئيسي بما يحول دون ممارسة اللعبة بالكيفية المطلوبة. الهمامي هداف الفريق؟ من المضحكات المبكيات في صفوف فريق بحجم النادي الرياضي الصفاقسي كون هداف الفريق ليس مهاجما و ليس أيضا متوسط ميدان هجومي وإنما بيفو أو وسط ميدان دفاعي، وفي مقابل ذلك فإن هدافي البطولة الوطنية ليسوا إلا مهاجمين مثل مهاجم المرسى ديديي ليبيري ومهاجمي الترجي يوسف المساكني ويانيك نيانغ ومهاجم النادي الرياضي البنزرتي أحمد الزوي وهو ما يبعث حقا على الحيرة. فمن ناحية يجب الثناء على أداء شادي الهمامي الذي قدم الإضافة إلى فريقه وكان من أخطر العناصر في تشكيلته و من ناحية أخرى يتعين علينا الرثاء لحال مهاجمي الفريق الذي أصبح يلعب دون مخالب. هل تبخر حلم المرتبة الثانية ؟ من الأشياء الطريفة في هذا الموسم هو السعي وراء احتلال المرتبة الثانية المؤهلة لرابطة الأبطال الافريقية عوضا عن السعي للحصول على لقب البطولة و يتندر الأحباء هنا إلى أن الفريق سوف يكون حلمه في قادم المواسم هو السعي لضمان مكان في كأس الكنفيدرالية الإفريقية وفي حقيقة الأمر فإن نتائج الفريق وأداءه في المدة الأخيرة أرسيا قناعة لدى الأحباء بأن هذا الفريق لن يذهب بعيدا بسبب نزيف النقاط الذي يعاني منه خاصة ضد الفرق التي من المفروض جني الثلاث نقاط كاملة حين مواجهتها. أين زكرياء اللافي وفخر الدين بن يوسف؟ يتساءل الأحباء عن عدم إعطاء الفرصة كاملة للاعبين الشابين زكرياء اللافي وفخر الدين بن يوسف مقابل نيل بعض اللاعبين الآخرين لفرص عديدة أثبتوا فيها فشلهم في إفادة النادي الرياضي الصفاقسي وتقديم الإضافة المرجوة، فبالنسبة للاعب الأول كان غيابه أمام الملعب التونسي غير مفهوم رغم تقديمه لمباراة كبيرة ضد النادي البنزرتي والشيء نفسه حصل ضد المنستير حيث لم ينل فرصته كاملة ولم يدخل إلا في أواخر اللقاء، ورغم ذلك فقد تمكن من تسجيل هدف التعادل وأما بالنسبة لبن يوسف فرغم إمكانياته العريضة ورغم تسجيله في أغلب المباريات الودية للفريق والمباريات التي خاضها مع صنف الآمال فإنه لم ينل حظه في المباريات الرسمية ويرى الأحباء أنه حان وقت التغييرات الجذرية و منح الفرصة للأجدر مع ضرورة التخلص من بعض الأسماء التي أثبتت افلاسها الكروي.