دخل منذ مساء الخميس اعوان أمن وسجون في اعتصام مفتوح أمام مطار تونسقرطاج مطالبين الحكومة بالنظر في وضعيتهم وانصافهم معتبرين انهم كانوا ينتظرون توسيمهم مقابل ما قدموه لا أن تتم محاسبتهم وكأنهم مذنبين. المعتصمون أكدوا ان المظالم التي تعرضوا لها لا يصدقها عقل خاصة بعد الثورة وقال جلهم ان ما يحدث اليوم لم يحدث حتى في أحلك أيام بن علي والجنرال السرياطي. وقال عصام الدردوري كاتب عام نقابة امن المطار الموقوف عن العمل بسبب تقديمه ملفات فساد تدين مسؤولين ساميين في الداخلية ان تهمته هي المطالبة «بتطهير وزارة الداخلية من رموز الفساد السابق» وأضاف انه كأمني اعتقد ان تونس شهدت ثورة فأراد الانتصار للمطالب الشعبية في تطهير البلاد من رموز الفساد وبدء صفحة جديدة مع الشعب قوامها الاحترام المتبادل وتطبيق القانون لكن يبدو ان وزارة الداخلية تريد أن تستغل البوليس لفرض النظام بالقوة اللاشرعية، على حدّ تعبيره. «غلّطونا» وعبر أعوان الأمن المعتصمون عن استيائهم من هذه المعاملة من قبل وزارة الداخلية في دولة قامت بثورة على الظلم والفساد. أما وليد لزرق كاتب عام نقابة قوات السجون والإصلاح فيقول: «أعتقد كجل الشعب التونسي اننا قمنا بثورة وبحكم أنني عشت أيام الجمر قبل سقوط الطاغية ورأيت الموتى والجثث في الطريق أردت ان انحاز للشعب وأحاول أن ابني علاقة جديدة بين السجين والسجان ولكن لا يمكن ان يحدث ذلك إلا بعد تطهير الإدارة من رموز التعذيب والفساد وهذا ما انتهجته وقدمت ملفات تدين العديد من رموز الفساد الذين تم ابعادهم لكني فوجئت بإيقافي عن العمل بعد يومين من طردهم بتهمة التطاول على المديرين فكيف سأفضح هؤلاء ان لم أتكلم... فهل هذا معقول»؟ أما وليد فقال: «غلطوني، سامحني يا سيد وزير العدل فقد اعتقدت أننا قمنا بثورة». من جانبه قال محمد الرويسي مفتش أعلى بالمنزه : «قدمت ملفات تدين اطارات أمنية سامية في الوزارة وقد فتح في ما قدمته بحث قضائي وتم استدعاء من قدمت فيه ملفات ولكن ما راعني الا وأحدهم يعلمني أنه ستتم نقلتي الى سليانة من أجل ما قدمته من وثائق إدانة في المدير الأمني وللأسف بعد أسبوع وأنا ذاهب لمباشرة عملي كالعادة بالمنزه وجدت برقية نقلتي فهل الحكومة وسلطة الإشراف هما اللتان تتخذان القرارات أم رموز الفساد الذين نطالب بإبعادهم عن العمل؟» ويضيف الرويسي «يا سيد علي لعريض اعذرني فقد كنت مغفلا عندما صدقت أن لنا حكومة ثورة ستطهر البلاد من الفساد، أرجو ان تعذرني فقد «غلطوني». النُقل التعسفية بلية ويضيف الرويسي ان النُقل في العهد السابق وحتى ان كانت تعسفية كانت تقع نهاية العام مراعاة لوضعية الانسان الذي يمكن ان يكون لديه أبناء أو زوجة ولا يمكن ان ينقطعوا عن التعليم أو العمل في منتصف العام لذلك تتم النقل نهاية السنة وأيضا النقل التعسفية في العهد البائد كانت تحصل بعد استدعائك وسماعك والخ من الاجراءات لكن اليوم وفي حكومة الثورة تتم نقلتي وسط السنة وعلى يد مورط في الفساد فهذا أمر غريب». ويضيف محمد: «هل هناك اكثر من هذا الظلم والقهر؟ هل هذا ما قامت من أجله الثورة؟ في هذا السياق يقول عصام الدردوري ان ما حدث للرويسي هو قمة الانتقام من شخص شريف أراد مصلحة البلاد فزوجته استاذة تدرس بتونس إضافة إلى كونها حامل وله ابنة عمرها عامان فهل يعقل ان تتم نقلته في هذا الوقت لسليانة؟ هل هكذا نصلح الأمن؟ لذلك نحن نطالب بإعادة زميلنا الى عمله فورا وإلغاء برقية نقلته، أين هو سيد الوزير؟ فخوفي كل الخوف ان يكون «مغلطينو». رئيس منطقة البحيرة ينزع خيمة الاعتصام المعتصمون في المساء قاموا بنصب خيمة وهنا تدخل رئيس منطقة البحيرة واعلمهم انه لا سبيل إلى نصب الخيمة واعلمهم انه من حقهم ان يعتصموا لكن ليس من حقهم نصب الخيمة وهنا أكد المعتصمون انهم لن ينزعوا الخيمة الا اذا حضرت النيابة العمومية وعاينتها وانهم يريدون ان تكون تونس دولة قانون لذلك سيتمسكون بحقهم القانوني، فانسحب رئيس المنطقة لبرهة عاد بعدها وأعلمهم ان وكيل الجمهورية اخبره بأنه لن يحضر ولكنه أمره بنزع الخيمة وهو ما حصل. مطالب أكد المعتصمون انهم لن يفكوا الاعتصام الا اذا استجابت سلطة الإشراف الى مطالبهم المتمثلة في تفعيل ملفات الفساد التي قدموها ومن أجلها هم موقوفون ورفع المظالم عنهم وزملائهم في كامل تراب الجمهورية وتضمين بند بالدستور يحيد المؤسسة الأمنية عن العمل السياسي. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تساند المعتصمون قبل الدخول في اعتصام ذهبوا الى مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وقدموا تظلماتهم ومدوا نائبة رئيس الرابطة بمطالبهم التي أكدت ان الرابطة تساندهم فيها وستعمل من اجل ان تعيد اليهم حقوقهم.