جدد السيد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد لدى إشرافه صباح أمس على اجتماع مجلس القطاعات تأكيده على رفض دعوة الحكومة بأن تكون سنة 2012 «سنة بيضاء» معتبرا ذلك كلاما غير مسؤول لا يستند إلى منطق أو حجة أو مسؤولية وتراجعا وتنكرا لمسار تفاوضي تم الاتفاق عليه مع الحكومة ، ويمثل محاولة لزعزعة السلم الاجتماعية التي حرص عليها الاتحاد من خلال دعوته لوقف الاعتصامات العشوائية . وبين حسين العباسي أنه لا يمكن القبول بمفاوضات بثلاث سنوات مع حكومة مؤقتة لن يتواصل عملها أكثر من سنة وينتهي عملها مع صياغة الدستور . واستغرب الأمين العام للاتحاد حديث الحكومة عن سنة بيضاء مع ضعاف الحال من الأجراء الذين هم على عتبة الفقر ولا يتقاضون إلا أجورا متدنية غير قادرة على مواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار الذي طال الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة . وجدد الأمين العام لاتحاد الشغل تأكيده على أن الاتحاد مع التشغيل ومع التنمية الحقيقية بعيدا عن الخطابات غير المجسدة على أرض الواقع داعيا الحكومة إلى بسط الإشكاليات التي تواجهها على طاولة التفاوض والوضوح، كما تساءل «كيف يمكن أن نطالب أصحاب الأجور الضعيفة بتضحيات وعدم الحصول على زيادات في الأجور وهم الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار ومن حقهم المطالبة بحقهم في التعويض ومن العيب والحيف والتعسف ألا نمكنهم من زيادات والغريب أن الارتفاع في الأسعار لم ير تحركا حقيقيا للحد من التهاب الأسعار». ودعا الأمين العام للاتحاد الحكومة إلى ضرورة فتح ملف العدالة الجبائية والبحث عن موارد حقيقية لميزانية الدولة ومحاسبة المتهربين من دفع نصيبهم في الجباية وإلى ضرورة حث رجال الأعمال على الاستثمار في الجهات وخلق تنمية تمكن من دعم التشغيل . وشهد مجلس القطاعات نقاشا كبيرا حول موقف الحكومة من المفاوضات الاجتماعية حيث قوبل هذا الموقف برفض كامل من قبل الكتاب العامين للجامعات والنقابات العامة الذين طالبوا بتحركات قطاعية وجهوية في صورة تمسك الحكومة بموقفها ووجهت للحكومة اتهامات حول عدم تحمل مسؤولياتها تجاه التنمية والتشغيل ونبهوا من محاولات إثارة الفتنة بين العمال والمعطلين عن العمل مؤكدين أن الاتحاد سيبقى مساندا للعاطلين عن العمل ومدافعا عن التشغيل.