لم يعد المجال يسمح داخل النادي الافريقي للحديث عن الأمور الفنية والجوانب التكتيكيّة وكل ما يتعلّق بكرة القدم طالما ان شواغل الجماهير تنصب حاليا على حالة الحراك الاداري والتسييري في الفريق وفترة المخاض العسير التي طالت أكثر من اللّزوم والتي أفرزت عصيانا جماعيّا متجدّدا مارسه لاعبو الفريق بعد امتناعهم عن التمارين ودخولهم في إضراب بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم المالية... الوضع مهين ومشين في النادي الافريقي لان الامور تسير بمنطق «البعلي» والعشوائية في فريق لا تليق به مثل هذه الممارسات والتصرّفات...النادي الافريقي اليوم عليل وعلّته تتفشّى طواعية في جسده المريض والغريب ان البعض يتلذّذ بآهات الجماهير و بآلامهم لا لشيء سوى لتحقيق مطالب التغيير وتشريعها غصبا تحت غطاء الغاية تبرّر الوسيلة ولم يبق إلاّ أن نسمع دعوات عاجلة بالتدخل العسكري في مركب الحديقة «أ» حتى نخلّص شعب الافريقي من «ديكتاتورية» العتروس التي ينفذ من ورائها كثيرون لتحقيق مآربهم الخاصة... اللاعبون على حقّ... قد تكون حالة العصيان الجماعي التي آتاها لاعبو النادي الافريقي في الحصة التدريبية أمس الأول تعديّا صارخا على النواميس الداخلية للفريق وانتهاكا لحرمة النادي ولتقاليده الوفيّة لكن هذا لا يعني ان زملاء عبد الكريم النفطي مخطئون في ما ذهبوا إليه على اعتبار وان دوافعهم تبدو معقولة جدّا فالمجموعة الآن تتدرّب على شاكلة الفرق الهاوية في بطحاء عمومية إن صحّ القول...بلا مسؤولين ولا مسيّرين...ولا أحد يعرف كيف سيكون المآل غدا وإلى أيّ وجهة يولّون فالهيئة الحالية شارفت شمسها على المغيب والقادمون على مهل مازالوا يمارسون سياسة جسّ النبض لذلك كان لا بدّ من انتهاج لغة التصعيد من طرف اللاعبين حتى يتحسّسوا طريقهم ويزيحوا بعض الغموض الحاصل حول محيط الفريق لانه لا يعقل ان يبقى لاعبو الإفريقي ورقة انتخابية تتأرجح بين رغبات العتروس ونزوات سليم الرياحي... «الرياحي» يفشل في أوّل إختبار... سليم الرياحي الرئيس المرتقب للنادي الافريقي لم يحرّك ساكنا تجاه إضراب اللاعبين وكأنّه غير معنيّ بما يحصل حاليا في الفريق لانه مازال على الورق ليس «كولبيست» أو هكذا تراءى له بما انه يشترط على ما يبدو انتماءه الى الفريق من خلال كرسي الرئيس ولا شيء غير ذلك... بعض المقربين من الفريق والمنتمين للهيئة الحالية والذين سيكونون على الارجح في الهيئة المرتقبة نصحوا سليم الرياحي بالتدخل لفض الاشكال لما فيه مصلحة الافريقي خاصة وانه يحبّ الفريق ومن غير المعقول ان يتجاهل ما يحدث حاليا ولو كان ذلك تحت شعار احترام سيادة العتروس...الجالسون على طاولة الرياحي أكدوا له ان نزوله الى الميدان و دخوله في صلب الموضوع بفض هذا الاشكال المادي سيكون له وقع كبير في نفوس الاحباء كما ان ذلك سيشرع لدخوله من الباب الكبير كيف لا وهو المنقذ في الغصرات، لكن الرياحي كان له رأي مغاير حيث غضّ الطرف عن الموضوع وكأن اللاعبين ينشطون بألوان العتروس وليس بالوان الاحمر والابيض... رئيس حزب «توّة» أجّل الخوض في الامر وقال «موش توّة» وانصرف لحال سبيله بما انه منشغل بما هو أهم وهو مشروعه الثوري بولاية سليانة... سليم الرياحي دفع سابقا 250 ألف دينار لهيئة حافظ حميّد من أجل مساعدته على تجاوز أزمته المالية الخانقة وذلك من منطلق حرصه على مساعدة كل الفرق التونسية لكنه رفض النسج على ذات المنوال مع النادي الافريقي رغم أنه من المتيمين بحب الفريق ومرشح ليكون رئيسه في القريب العاجل... لا ندري حقيقة ما الذي جال بخاطر سليم الرياحي عند علمه بالإضراب وربما خشي ان ينفق على الافريقي وتذهب أمواله سدى بما أنّه لم يصبح الرئيس بعد لكن الأمر الثابت والأكيد أن الرياحي فشل في أوّل إختبار اعترضه بما انه أثبت أنه لا ينتمي الى الافريقي على الاقل معنويا وكل ما يجمعه بالفريق هي علاقة مصلحة لا غير تبدأ فعليا من حيث تتشابك العلاقات والاهداف وليس على أساس الانتماء والولاء...حبّ الافريقي والانتماء له لا يمكن ان يولدا بين عشية وضحاها ومن لا يشغله مصاب المارد الاحمر لا يمكن إلا ان يكون عابر سبيل قادته الاقدار نحو شاطئ الأفارقة وسرعان ما ستزيحه... تثبيت جلسة 8 جوان... حسب ما رصدته «التونسية» من تحركات حول أسوار مركب الحديقة «أ» تشير كل المعطيات التي استقيناها الى ان النية تتجه لتثبيت موعد الجلسة الانتخابية المحدد سابقا في 8 جوان دون المرور عبر جلسة انتخابية وذلك بعد الضغوط التي مارسها سليم الرياحي في الآونة الأخيرة حيث أنه اشترط الالتزام بما تمخضت عنه جلسة 11 ماي...الأمور لم تتّخذ طابعا رسميّا بعد لكن جلسة 1 جوان التي ينادي بها البعض لتنقيح القانون الاساسي للجمعية لم يحدد إطارها المكاني بعد ويستحيل ان يكون ذلك في ظرف 24 ساعة لذلك سيقع الاعلان عن تأجيل الجلسة الاستثنائية أو المرور مباشرة الى الجلسة الانتخابية لتتواصل بذلك اللخبطة والتجاذبات المجانية في فريق ينطبق عليه وصف «جاء يعاون فيه على قبر بوه...» أسوة بما يمارسه محاموه... تهديد من خلايا الأحباء... الصداع في النادي الافريقي لن ينتهي عند هذا الحد فخلايا الاحباء المنتشرة في كامل تراب الجمهورية ساءها ان يتم التغاضي عن مقترحاتها التي خلصت اليها في ملتقاها الأخير بمدينة الأحلام جربة خاصة في ما يتعلق بأحقية منخرطيها بالمشاركة في الجلسة الانتخابية...بعض رؤساء الخلايا اتصلوا بنا وأكدوا انهم لن يرضخوا لإملاءات الهيئة الحالية ولا لأوامر سليم الرياحي وأنهم سيزحفون على العاصمة... هذه كانت رسالة ممثلي خلايا الأحباء ولا نعرف حقيقة إلى أين يسير النادي الافريقي، فالجميع غاضب وساخط على الوضع الذي تردت فيه الجمعية ما عدا تجّار المناصب والكراسي الذين يبيعون الوعود ويقبضون على الجاهز... «عتوقة» يطارد السّراب... حاول الحارس الأسطورة للنّادي الافريقي عتوقة الاتصال بسليم الرياحي لاطلاعه على بعض الامور التي تخصّ الفريق لكن تعذّر عليه ذلك بما أن هاتف الرياحي بين يدي مستشاريه والكل يسأل عن هوية المتصل إلى أن ملّ عتوقة الأمر وصرف النظر عن معاودة الاتصال...الأمر لم يقتصر على عتوقة فحسب فكثير من أمثال عتوقة وجدوا أنفسهم في التسلّل واكتفوا بمطاردة السراب...قد يكون تجاهل عتوقة مؤلما بعض الشيء بالنظر الى اسم الرجل وتاريخه لكن من يدري قد يكون الرياحي جاهلا بانجازات عتوقة أو ربما بمن يكون أصلا...