واصل الملعب التونسي انحداره الغريب وانقاد مجددا إلى هزيمة جديدة هي الحادية عشرة منذ انطلاق الموسم، هزيمة زادت في تعقيد وضعية الفريق في أسفل الترتيب وصعّدت من موجة غضب الأحبّاء وحيرتهم على مستقبل الفريق والتي لم تنجح رسائل الطمأنة والحبوب المسكّنة التي تحاول هيئة كمال السنوسي تمريرها لامتصاص غضب الجماهير ومطالبتهم بإيجاد حل ينقذ الجمعية غير أنّ الثابت والأكيد أن حال «البقلاوة» اليوم لم يعد بحاجة إلى لغة الكلام بل إلى ضرورة الفعل من أجل أن يخرج الفريق من الوضعية الحرجة التي يعيشها والا فإن الأمور قد تسير إلى الأسوإ. بن ساسي ينشد الرحيل والهيئة ترفض الهزيمة الأخيرة ضد النادي الإفريقي كان وقعها قاسيا على كل من يعشق الأحمر والأخضر وكذلك على المدرّب خالد بن ساسي الذي عبّر عن رغبته في الانسحاب من تدريب الفريق معلّلا ذلك بأنه لم يعد قادرا على تقديم الإضافة للفريق. بن ساسي كان مستاء جدا من أداء اللاعبين الذين لم يطبقوا ما تم التدرّب عليه في التمارين. بن ساسي خيّر العودة إلى سوسة مباشرة بعد اللقاء ورفض الإجابة عن الاتصالات ولكن رئيس الفريق أكد لنا أن بن ساسي لن يغادر الفريق وأنه سيكون حاضرا في تدريبات اليوم استعدادا للقاء الكأس ضد جريدة توزر في نهاية الأسبوع الجاري ومن المنتظر أن يكون بن ساسي قد اجتمع ليلة الأمس مع الهيئة للتناقش حول تتالي النتائج السلبية. عقوبات بالجملة أخيرا وبعد تأخير تفطن الإطار الفني والهيئة المديرة بضرورة إبعاد بعض العناصر التي لم تعد قادرة على تقديم الإضافة بل أكثر من ذلك أصبحت سببا رئيسيا في تتالي النتائج السلبية. مصدر من الهيئة أكد لنا أنه سيتم إبعاد بعض اللاعبين وأولهم أمير العكروت الذي سيقع فسخ عقده بعد ضعف مردوده والقائمة ستشمل كذلك بعض الأسماء الأخرى. في المقابل سيتم إلحاق بعض العناصر من الآمال وإعطاؤهم الفرصة للعب، بدل أسماء أخرى أفلست كرويا وأخلاقيا. التغييرات لن تشمل الأسماء فحسب بل إن طريقة لعب الفريق ستتغير أيضا حيث أن الإطار الفني تأكد أخيرا أنه لا يملك الأسلحة الكافية للمجازفة بالهجوم ولذلك فإن النية متجهة إلى الاعتماد على خطة دفاعية بالأساس من مبدإ الحصول على نقطة أفضل من لا شيء. استياء كبير من لجنة التعيينات لم يخف أعضاء الهيئة المديرة للفريق استياءهم من لجنة تعيينات الحكام التي أصرّت على تعيين الحكم محمد سعيد الكردي للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوع رغم احتجاج الملعب التونسي، على اعتبار أن الكردي أصيل قابس وحسب تعبير هيئة الفريق فإنه عمل على تعطيل الفريق خدمة للمستقبل الذي يصارع بدوره من أجل النزول. ولكن الثابت أن هذا الكلام تعودنا عليه في الفترة الأخيرة ولا بد من تشخيص أسباب فشل الفريق وعدم التعلل بأخطاء الحكام، فالكردي لم يُلغ أهدافا سجلها الفريق أو تجنّى على اللاعبين رغم أنه كان بإمكانه إقصاء عبد الكريم النفطي بعد أن تغافل الحكم عن منحه الورقة الصفراء الثانية بعد مطالبته بضربة جزاء غير موجودة. ولكن هذا لا يبرر التصرّف اللامسؤول للمدرّب خالد بن ساسي الذي انفعل أكثر من اللزوم وسمح لنفسه بالتعدّي لفظيا على الحكم الرابع والأكيد أن عقوبة قاسية في انتظار بن ساسي. الأوراق الحمراء من جديد بعد أن اختفت الورقات الحمراء عن الفريق لمدة من الزمن عادت هذه العادة السيئة لتسجل حضورها بقوة في الجولات الأخيرة، فبعد إقصاء أوبان كواكو في لقاء مستقبل المرسى تحصل حمدي المبروك عشية أمس الأول عن بطاقة حمراء جديدة هي السابعة للفريق هذا الموسم ما يدل بوضوح على حالة التسيّب وعدم الانضباط التي تميز الفريق.