علمت «التونسية» أن رئيس المستقبل الرياضي بالمرسى ذاق الأمرين بسبب أسلوب المماطلة الذي ينتهجه كبار المدعمين والمزودين لفريق الضاحية الشمالية وتنصلهم من الوعود والالتزامات التي كانوا قد تعهدوا بها لماهر بن عيسى، فمنذ تنصيبه رئيسا للقناوية وإلى حد الآن مازال ينتظر الإيفاء بالتعهدات خاصة وأن الوضع المالي للفريق كارثي في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها خزينة النادي. مصادرنا أكدت أن بن عيسى شوهد في الآونة الأخيرة كثير التردد على منزل أحد أكبر وأغنى المدعمين الرسميين لمستقبل المرسى وأضافت المصادر ذاتها أن هذه الاجتماعات انطلقت منذ ما يناهز الأسبوعين وطالب خلالها رئيس المستقبل بتحمل جميع الأطراف لمسؤولياتها في هذا الظرف الحرج والحساس التي تمر به هيئة القناوية بسبب سداد جرايات اللاعبين ومنح الفوز التي زادت في تأزيم وضعية الفريق من الناحية المالية كما جعله يناشد بضرورة إنقاذ المستقبل قبل إشهار إفلاسه. من جهة أخرى ذكرت مصادرنا أن ماهر بن عيسى وإن انتهج في بداية اجتماعاته بكبار المدعمين أسلوب التودد إلا أنه غيّر من لجهته وصعد نحو التهديد بالانسحاب من رئاسة الفريق بسبب عدم قدرته لوحده علي التكفل بجميع المصاريف والحال أنه تلقى تطمينات خلال الحملة الانتخابية بالوقوف إلى جانبه خاصة ماليا وعدم التواني في حمل «وذن القفة» معه، لكنه وإلى حد هذه اللحظة مازال ينتظر «الهبات والعطاءات» المكفولة في عهدتهم. تصعيد بن عيسى لم يقف عند عتبة التهديد والوعيد بل ضم عمليات إجرائية تمثلت في غلق كل ملفات الانتدابات المقررة لفترة الميركاتو الصيفي وتأجيل النظر فيها إلى وقت آخر بسبب عجزه عن القيام بها لمفرده في الوقت الراهن والحال أنه مطالب أيضا بتسديد أجور ومنح اللاعبين. هذا وقد ذكرت مصادرنا أن تهديدات ماهر بن عيسى لا تعدو أن تكون سوى مجرد استرتيجية لمناورة الغرض منها حمل كبار المسؤولين على الإيفاء بالتزاماتهم مؤكدة أن ملف الانتدابات لم يقطع نهائيا وإنما وقع تأخيره لمدة شهر على الأقل إلى حين حصول الرئيس علي السيولة المالية الكافية والتي تضمن له سداد الأجور والقيام بالانتدابات.