ردود فعل «عنيفة» رافقت الإعلان عن البرمجة النهائية لمهرجان قرطاج الدولي إذ بعد «البلبلة» التي أثارها الإعلاميون (أثناء الندوة الصحفية الخاصة بالمهرجان) احتجاجا على «استبعاد» «أولاد بلادهم» الفنانين من برمجة قرطاج و«تشنج» وزير الثقافة السيد مهدي مبروك بسبب «الهجوم» الإعلامي على لجان الانتقاء وعلى مقاييسها في اختيار العروض، توالت ردود الأفعال أولها قرار نقابة المطربين المحترفين إلغاء حفل افتتاح المهرجان «استفتاح» يوم 5 جويلية إثر ما أسمته النقابة «المهزلة» التي ارتكبها الوزير. وفي تصريح ل«التونسية» أكد عضو المكتب التنفيذي للنقابة الفنان حسن الدهماني أن النقابة قررت إلغاء حفل الافتتاح الذي من المبرمج أن يضم قرابة الأربعين فنانا تونسيا. وقال الدهماني في هذا السياق: «دعت نقابة المطربين المحترفين بقية النقابات (المهن الموسيقية ونقابة الشعراء والملحنين والمؤلفين) إلى اجتماع طارئ، كما تقوم النقابة باتصالات هاتفية بالفنان صابر الرباعي حتى يلغي حفله تضامنا مع بقية زملائه نظرا للبرمجة التي نعتبرها «عارا» على الفن والموسيقى بعد الثورة إذ لم تتم برمجة أي مطرب تونسي وعرض الافتتاح ما هو إلا «ذر الرماد في العيون». وأكد الدهماني أن قرار إلغاء الحفل جاء بعد موافقة كاتب عام النقابة الفنان لطفي بوشناق المتواجد حاليا بالمغرب. واتهم الدهماني لجان انتقاء العروض المتكونة من عبد الكريم صحابو وكمال الفرجاني ومحمد لسعد قريعة وعماد جمعة وسليم الصنهاجي بإقصاء الفنان التونسي بتعلة «شح الإنتاج وعدم ارتقاء العروض إلى مستوى مهرجان قرطاج». وقال الدهماني في هذا الصدد: «الوزير ارتكب خطأ كبيرا بمساندته لاختيارات هذه اللجنة فمن ناحية يصرح بأن صعود «نانسي عجرم» وغيرها على ركح قرطاج لن يتم ولو «على جثته» ومن ناحية أخرى يوافق على برمجة «نجوى كرم» و«رامي عياش»!! في المقابل تقوم اللجنة برفض ملف غازي العيادي ولمياء وفيصل الرياحي وحسين العفريت ومحمد الجبالي ونوال غشام، أليس هؤلاء أحق؟ ثم كيف لا تخصص الوزارة جزءا بسيطا من ميزانية المهرجان لدعم الفنان التونسي من خلال عرض مشترك بين اسمين مثلا أو أكثر؟ ألا ننتمي نحن الفنانين إلى تونس؟ مذا تنوي وزارة الثقافة من خلال هذا الاستبعاد؟ تجويع الفنان التونسي؟! فحتى حظر التجول المفروض علينا حرم البعض منا من العمل ليلا سواء في المطاعم أو النزل!! أعتقد أن مثل هذه البرمجة ستنجر عنها العديد من التطورات وقد تصل إلى مطالبتنا باستقالة الوزير، نحن لن نسكت على هذا الاستنقاص من قيمة الفنان التونسي لأننا الأحق ببلادنا». توضيح حول حفل 25 جويلية من ناحية أخرى أكد لنا الفنان حسن الدهماني أنه لن يشارك في حفل «أغان للحياة والوطن» الذي يشرف على تنظيمه كمال الفرجاني والذي من المزمع أن يؤثثه عدنان الشواشي ونور الدين الباجي وألفة بن رمضان ودرصاف الحمداني لسبب بسيط هو أنه لم يتم الاتفاق معه على إحياء هذا الحفل (عكس ما روجته وزارة الثقافة) إذ لم يقع إبرام عقد رسمي معه ولهذا يستغرب الدهماني إدراج اسمه في هذا الحفل. علما أنه تم الاتصال به في الفترة الفارطة للاتفاق معه على تأثيث هذا الحفل المشترك لكنه رفض نظرا لهزالة «الكاشي» الذي تم اقتراحه عليه ويقول الفنان في هذا الصدد ««شي يحشم» ما تم اقتراحه عليّ».