مهرجان عيد الصّوف بحاجب العيون، من أعرق المهرجانات الصيفية ببلادنا, حيث يعود تأسيسه الى سنة 1967, ولكن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تقلّصا ملحوظا في أنشطة وفقرات المهرجان، والتي عادة ما تتنوّع بين عروض موسيقية ومسرحية ومسابقات في تربية الأغنام وألعاب ومسابقات في الفروسية, بالتعاون مع الجمعية المحلية لتربية الخيول وتنظيم معارض اقتصادية ومباريات ثقافية ورياضية ومعرض انتاجات من المنتج الى المستهلك. وقد غابت مثل هذه البرمجة المتنوعة لسنوات متعدّدة لعلّ أبرزها الافتقار للدعم المادّي المطلوب. لذلك بقي المهرجان محدودا رغم ثراء البرمجة حيث غاب دعم المجلس البلدي وذلك بالتوازي مع هشاشة العروض المدعمة، التي تقدمها سلطة الإشراف لهيئة المهرجان التي استنفدت كلّ طاقاتها لغاية تحريك الرّاهن الثقافي بالجهة. لذلك ستنظم دار الثقافة بحاجب العيون من 16 الى 19 جويلية القادم أياما ثقافية يتضمن حفل افتتاحهاعرضا موسيقيا مدعّما من المندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان في حين يشتمل اليوم الثاني على حفل موسيقي من اقتراح دار الثقافة بحاجب العيون، تقدمه فرقة «ناهاوند» بقيادة العازف جمال المطيري، وتتضمن فقرات اليوم الثالث حفلا لفرقة الفنون الشعبية «الشوايحية» بقيادة العازف رشيد الشيحاوي، وتختتم الأيام الثقافية بعرض مسرحي مدعّم من قبل وزارة الثقافة 'وهي فقرات لاتغني ولاتسمن من جوع رغم اجتهاد دارا الثقافة لتقديم الحدّ الأقصى من المبادرات لتحريك السّاكن الإبداعي والثقافي. والمطلوب اليوم من سلطة الإشراف وتحديدا القائمين على الشأن الثقافي بولاية القيروان، على الأقلّ توفير عروض مدعمة محترمة لحاجب العيون حتى تبقى هذه التظاهرة مستجيبة لرغبة عميقة في نفوس المواطنين، و شرطنا الوحيد في ذلك وجود العزم والحماس والحدّ الأدنى من التشجيع لضمان الديمومة لمهرجان الصّوف العزيز على قلوبنا جميعا، والذي تناساه الجميع وذلك في غياب المتابعة من قبل السّلط المحلية والجهوية التي تناست دور وأهمّية حضور جمعية المهرجان، في الجلسات التمهيدية للإعداد للبرمجة الصيفية بولاية القيروان، وقد أغفلت أو تجاهلت دور هيئة المهرجان وهي الوحيدة التي تمتلك الشرعية القانونية للمساهمة في بلورة واعداد الأنشطة الصيفية، وقد ترك تغييب أسرة المهرجان عن هذه البرمجة العديد من الأسئلة المعلّقة التي تبحث عن الإجابة في ظلّ وعود بعروض مدعّمة لاترتقي الى المستوى المطلوب.