عاجل/ السجن ضد برهان بسيس ومراد الزغيدي من اجل هذه التهم    وزارة الاقتصاد تحسمها بخصوص خوصصة شبكة الكهرباء و التفويت في الستاغ    الشركة التونسية للملاحة تفتتح خطا بحريا جديدا باتجاه وجهتين ايطاليتين جديدتين    روسيا تنفي وجود مقاتلتين لها في جزيرة جربة    جريق يأتي على هكتارين من حقول القمح في جندوبة    انطلاق تربّص النادي الصفاقسي تحضيرا لملاقاة الاتحاد المنستيري    إنطلاق أول رحلة حجيج من تونس نحو البقاع المقدسة    العقبة: تفكيك شبكة مختصة في التنقيب والإتجار في الآثار    وفاة منصف درغوث الطبيب المختص في جراحة العظام    عاجل/ هذا ما تقرّر في حق سعدية مصباح    تصريح صادم لبلينكن: لسنا حزينين لوفاة رئيسي والشعب الإيراني أصبح بوضع أفضل    صفاقس : إحباط عملية تحضير لإجتياز الحدود البحرية خلسة    بمسرح الهواء الطلق بقرمبالية ..عرض انيستي عزة" للممثلة كوثر بالحاج    الغاء اللجان الطبية المركزية واحالة دراسة الملفات الى الهياكل الجهوية والمحلية    عاجل/ رئاسة الحكومة تكشف العدد الجملي للمسجونين من أجل الشيك دون رصيد    القيروان: ضبط نحو 300 طن من القمح داخل مستودع عشوائي    تونس تحرص على استكمال جملة من المشاريع الإصلاحية في مجال الطيران المدني    وزيرة الصناعة: "لا زيادة في اسعار المحروقات حتى آخر السنة"    عاجل/ مجزرة جديدة في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    اتحاد الفلاحة : '' السماسرة '' بدأوا بالفعل في التحكم في السوق    تونس : المخزون الاستراتيجي من الحليب المعلّب يقدر ب 20 مليون لتر    المرسى: منحرف خطير في قبضة الأمن    باردو: القبض على مورّطين في قضايا سلب تحت طائلة التهديد بسلاح أبيض    عزيز دوقاز لاعب التنس التونسي يواجه اليوم الإسباني دانيال رينكون    المدير العام للضمان الاجتماعي: الإقبال على القروض كان كبيرا ونسبة الموافقة عليها تجاوزت 70%    تكبير الصدر: أكثر عمليات التجميل إقبالا في تونس..    تونس يمكنها تجميع 5ر5 مليون قنطار من الحبوب ونأمل في المحافظة على سعر القبول او الزيادة فيه    اليوم ..مراد الزغيدي و برهان بسيس أمام الدائرة الجناحية الثامنة بابتدائية تونس    سليانة: تحديد يوم 27 ماي الجاري لحصاد الشعير ويوم 3 جوان القادم لحصاد القمح    عضو بمجلس إدارة البنك المركزي : تعيين لمياء جعيدان مزيغ عوضا عن ليلى البغدادي    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يشد الرحال إلى القاهرة    الرابطة لأولى: برنامج الدفعة الأولى لمنافسات الجولة الرابعة إيابا من مرحلة تفادي النزول    حجز 100 صفيحة من مخدر القنب الهندي داخل منزل بالتضامن    قفصة: حادث مرور يسفر عن وفاة شاب    عاجل : الترجي يقدم هذه التوصيات لأحبائه الذين سيحضرون مباراته مع الأهلي    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 22 ماي 2024    مسرحية "السيدة المنوبية" تفتتح الدورة الرابعة لأسبوع المسرح البلدي بتونس    التونسي هيكل الشيخاوي يحرز رابع أهدافه في البطولة الاماراتية    غوارديولا يفوز بجائزة أفضل مدرب في البطولة الإتقليزية الممتازة لهذا العام    وزير الصحة يشدّد على ضرورة مواكبة التطوّرات الحديثة في مجال تحليل الجينوم البشري    رئيس الوزراء الإيرلندي يعلن اعتراف بلاده بدولة فلسطين (فيديو)    النرويج أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سنة 2023 الاستثمار الأجنبي يوفر 14.5 ألف موطن شغل    بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة: فضية لروعة التليلي وبرونزية لأمان الله التيساوي    نقل وزير الدفاع الإيطالي إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    المنستير: فقرات ثقافية وتنشيطية وسياحية متنوعة في الدورة الأولى لمهرجان عمر بوزقرو للشركاو    المجمع المهني للصناعة السينمائية يكشف عن خطة عمل ويدعو إلى التعاون من أجل حفظ الذاكرة السينمائية    انتصرت لها تونس خيمة لسينما غزّة في «قلب كان»... رغم رفض «المهرجان »    سوناك يعلن "يوم العار" في بريطانيا بسبب فضيحة فيروس نقص المناعة    20 مسماراً وأسلاك معدنية في بطن مريض    في مهرجان "كان": كيت بلانشيت تتضامن مع فلسطين بطريقة فريدة    سعاد الشهيبي تستعد لإصدار "امرأة الألوان"    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رضا بلحاج " ل"التونسية": مطبخ سياسي قذر يستدرج العنف والفوضى لأمر مبيّت و نسعى لصحوة إسلامية أكبر وأذكى من "الإسلام لايت" المتبع من طرف "النهضة"
نشر في التونسية يوم 21 - 06 - 2012


- لن ندخل في انتخبات ديكورية.. ولكل حادث حديث
لم يقف قرار رفض منح التأشيرة حائلا ولم يمثل عائقا أمام بعض الأحزاب من مواصلة المشوار السياسي بل مثل هذا القرار حافزا لبعض الأحزاب وخاصة منها تلك الأحزاب الإسلامية على تكثيف نشاطها حتى يكون لصوتها صدى وتاثيرا كبيرين على الجماهير.. «حزب التحرير» من هذه الاحزاب التي بات لها وزن وحضور واسع النطاق ما انفك يؤكده رغم تقدمه في مناسبتين بمطلب حصول على تأشيرة قانونية لم ينلها بعد لسبب يرجعه البعض لارتباط بين هذا الحزب وأحداث العنف التي ما ان تنشب في كل مرة حتى يتهم الحزب بالضلوع فيها..
ولمعرفة بعض حقائق الامور والابحار الى جزر يظنها البعض بعيدة غامضة خفية المعالم، ارتات «التونسية» ان تصافح السيد «رضا بلحاج» الناطق الرسمي لحزب التحرير وتجاذبه اطراف الحديث في مواضيع مختلفة فكان الحوار التالي.
ما موقفكم من مبادرة الباجي قائد السبسي التي توجت بالاعلان عن ميلاد حركة «نداء تونس» خلال الايام القليلة الأخيرة؟
-مبادرة السبسي ينقصها مقوّم الحياة وحضور اسم السبسي مع وجوه سياسية كالحة متخلد في ذمتها جرائم في حق هذا الشعب في هذه الحركة لا يمكن إلا أن يكون «المختنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع» حيث إن السبسي هو رجل المؤامرات بامتياز لم نسمع له ركزا ايام القهر الا لقاءات وسهرات شبه منتظمة مع سفير أمريكا والآن تحول إلى رأس حربة في الثورة المضادة بكل امتياز. وليعلم «السبسي» إن هذا الشعب لا يمكن أن يلدغ من الجحر مرتين وما دام يذكرنا في كل مرة بحبه لبورقيبة فانصحه بأن يدعو الله في صلاة الصبح خاصة بأن يحشره مع من أحب لأن الرسول الأكرم يقول «يحشر المرء يوم القيامة مع من أحب».
جدت خلال الاونة الاخيرة اعمال عنف واعتداءات على عدد من المواطنين والمحلات التجارية طالت عددا من ولايات الجمهورية وبعض أحواز العاصمة وكذلك جملة من الممارسات التكفيرية نسبت إلى بعض العناصر السلفية...فما هو تعليقكم على هذه الاعتداءات؟
- دعني أوضح أن الاستدراج للعنف والفوضى أمر مبيت ويشتغل عليه مطبخ سياسي قذر لا خطوط حمر له، يكرسه من خلال الارتباط بالاجنبي والتلاعب بالراي العام.. والخطر كل الخطر ان تكون المؤامرة هذه المرة لا على الشعب فقط بل وباسمه أيضا بمعنى اعتبار الشارع ورقة ضغط ومدخلا للفوضى الخلاقة فيصبح الناس رهينة مشاريع غامضة وواقع الحال يشهد بأن النزول إلى الشارع في أيام العنف دفاعا عن المقدسات لم يكن مؤطرا ولا متأتيا عن جهات معلومة.
وقد كان موقفنا وموقف حركة «النهضة» وابو عياض ان تكون الجمعة وقفات احتجاجية لا اكثر ولكن فوجئنا بدفع غامض للشارع بلا تأطير ولا قيادات واضحة فما كان الاّ ان تحول الشارع الى مرتع لاندساس مفضوح معلوم من ابسط الناس وقد ثبت ان بعض رجال الاعمال انزلوا ميليشيات ومعلوم أيضا ان هناك تحركات مشبوهة للموساد بطريقة غير مباشرة مع مداخل آخرى اجرامية عفوية او مقصودة وتراخ ملحوظ من طرف الامن في بعض النواحي أيضا، لتكتمل الصورة النهائية وهي أن «تونس تحترق» ليتقدم فيما بعد بعض الفاشلين السياسيين والمشرفين على المطبخ السياسي الصدئ والمتعفن في شكل رجال انقاذ.
من تقصد على وجه التحديد؟
- اولائك الذين يدعون بشكل يومي لحكومة انقاذ وطني والى مبادرات سياسية في شكل تهديد اكثر منه انقاذ وهذا واضح ومعلوم ان فيه تدخلا اجنبيا لا يريد للصحوة الاسلامية في تونس ان تصبح مشروع حكم البتة ويعتبر تونس حديقة خلفية لبيته القذر.
ما هي طبيعة علاقتكم بحركة «النهضة»؟
- تنبني علاقتنا بحركة «النهضة» على مستويين اثنين: اولهما ان «حزب التحرير» يستهدف الحكام الذين يحكمون بغير ما انزل الله وينحاز الى الامة والشعب ويكشف تدخلات الغرب في شؤون البلاد والحكم فيها كما هو الشأن مع حركة «النهضة». اما على مستوى علاقتنا بابناء الحركة في المساجد والمعاهد والجامعات فنحن نتواصل معهم ونحاول ان نجعل الصحوة الاسلامية اكبر واذكى من مشاريع الحكم التي تعتمدها «النهضة» من خلال طريقة الاسلام المعدّل والمخفف الملطف او ما يعبر عنه ب«الاسلام لايت».
ما جديد حزبكم؟
- نحن بصدد التحضير لمؤتمر كبير بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لسقوط الخلافة وكان ذلك بالتحديد يوم 28 رجب من سنة 1924 ، هو مؤتمر يعقده الحزب في دول العالم الاسلامي جمعاء.. لذلك سوف ينظم «حزب تحرير» تونس هذا المؤتمر السنوي يوم الأحد القادم ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا بفضاء سكرة للمعارض تحت عنوان «ثم تكون خلافة على منهاج النبؤة» وستتخلله مجموعة مداخلات حول البديل الاسلامي من زوايا مختلفة حول الاقتصاد والاجتماع والسياسة..
ما الفرق بين حزبكم وحزبي «جبهة الاصلاح» و«الاصالة السلفي» حتى يحصل هذان الحزبان على التأشيرة ولا تحصلون عليها أنتم؟
-لا اشغل نفسي بالمقارنات مع الآخرين لان المقارنة يقوم بها الملاحظ من الخارج، ابتلانا الزمان واثبتت التجربة اننا نجحنا في الابتلاء، اعترضتنا تجارب صعبة وثبتنا.. ان الشخصية المعنوية لحزب التحرير مضمونة ومعلومة من طرف الاعلام وعامة الناس وجميع السياسيين، لا نعرّف بانفسنا الا ان عدم التاثير واضح لادراكهم ان حزب التحرير حزب عملاق، ليس حزبا حديث الانشاء كما انه حزب البدائل المفصلة والجريئة ولا سيما انه يقوم على اساس الاسلام الحق وخرج من عالم الشعارات الى التجسيد العملي التطبيقي. في ذمتنا ميثاق الأمة يحدد الثوابت العامة التي يجب ان تكون عرفا يضمن حالة الانسجام في العمل السياسي والاجتماعي وقدمنا أيضا مشروع دستور مفصل وهو ما يضع «حزب التحرير» في موضع التميز، وهذا ما يخيف الآخرين ان هذا الحزب حزب لا يمكن ان يكون اداة.
ألا يتملّككم احساس بالخوف من انه قد يأتي وقت يمارس فيه ضغط عليكم وتتعرضوا للمضايقات اثناء نشاطكم السياسي الميداني خاصة وانكم لم تحوزوا على تاشيرة العمل القانوني بعد؟
- لا أحد قادر على أن يضغط على «حزب التحرير» ا وأن يمنعه من لعب دوره السياسي لاننا نلتقي مع ثلاث خطوط عريضة ننسجم معها واولها ايماننا بمبدإ الامة حيث نقدم انفسنا حسب الانتماء الاسلامي وطرحنا يعتمد على الدليل المفصل المستمد من الاسلام ذاته. والخط الثاني هو خط الثورة الذي يقتضي رفض كل التجارب العلمانية المقيتة في العالم العربي والاسلامي التي ساءت الناس سوء العذاب والجوع وكل انواع المذلة وكنا سباقين دائمين في الدعوة الى الثورة على الحكام بل والى العصيان المدني وهو ما كان فعلا رغم ان البعض كان في السابق يعتبر ذلك ضربا من ضروب الخيال. والخط الثالث هو الرضاء الشعبي نحن نجد انفسنا في تمام الانسجام مع الوسط الشعبي وهي وضعية مريحة ولا احد قادر على وضعنا في وضعية الاستثناء ويكون ذلك بخوض صراع مع طبيعة الوقت والأمة لا يكون إلا بأحكام الإسلام.
وما هي اسباب اصراركم على خوض المعترك السياسي رغم بعض العراقيل التي اشرتم اليها؟
- لأننا حزب نشأ اصلا لتغيير الواقع والسعي لاقامة الدولة الاسلامية التي عمل الاستعمار على تفتيتها والتي يفتقدها الناس في كل تفاصيل حياتهم اليومية رعاية وكفاية وأمنا وأمانا، وبمعنى ما قام من أجله حزب التحرير لم يتحقق بعد ومن ثمة فإن الفرض الشرعي في ذمتنا متواصل ومن واجبنا العمل السياسي الذي يكشف المؤامرات المتواصلة بمبدإ «تفتيت المفتت وتجزئة المجزء» وهذا هو عين العمل السياسي.. اضافة الى ذلك فان تبني مصالح الشعب والامة.
ظاهرة السلفية تنامت بشكل كبير بعد الثورة وانتقلت من السرية إلى العلنية وهناك من يعتبرها الجناح الخفي لحركة «النهضة» وهناك من يقول بأنها امتداد للحركة الوهابية ، فهل لك ان تعرفنا اكثر على التيارات السلفية الموجودة على الساحة واوجه الالتقاء والاختلاف بينها؟
- زمننا هذا زمن عالمية وعولمة، التاثيرات فيه اصبحت سريعة ومعقدة وما حدث في العالم الاسلامي له تاثيرات واضحة وجلية على تونس في زمن اصبح فيه البث الاعلامي يتهاطل كما الامطار وبدون أي استئذان. وحصيلة ذلك وجود تيارات متأتية عن مصادر مختلفة ومنها التيار الوهابي الذي تغذيه دول الخليج لا ليكون حافزا على الثورة بل ومحبطا لها وللاسف يكون ذلك باسم السلفية لمنع اثر هذه الثورات الطيبة على تلك البلدان الخليجية الكارثية ولقد وجدنا بعض السلفيين من هذا التوجه يحاربون الى آخر رمق مع القذافي بدعوى عدم الخروج عن الحاكم والسلطة، وثمة تيار آخر وهو التيار السياسي الجهادي الذي يعتبر الحكام عائقا واداة استعمارية.
أوليس هذا التيار ذاك الذي يصفونه بالمتشدد ويتهمونه باتخاذ سبيل العنف وسفك الدماء لسبب او لدونه؟
- إن المشكل الذي يعاني منه هذا التيار انه لم يوضح طريقة عمله مما جعله يخضع في غالب الاحيان الى ردود افعال خشنة وعنيفة والى امكانية توظيف سياسي في احيان كثيرة، وقد صرح هذا الاسبوع البعض من السلفيين الجهاديين انفسهم ان هناك شقا مدسوسا عليهم ويعتبر عميلا لدولة اجنبية وهذا امر ان صح فقد يمثل خطرا كبيرا قد يجر الى ما لا تحمد عقباه.
وأنا اعتبر ان الصحوة الاسلامية في عمومها هي صحوة واعية لا يمكن ان تسقط في التكفير المتهافت عليه ولا في التنفير بالطرح العبوس القمطرير ولا باستسهال العنف ولا سيما أننا في بلد اهله مسلم دمه واحد وماله واحد وعرضه واحد وفق ما يقتضيه دين الاسلام الحنيف.
بما انكم لا مع هذا ولا مع ذاك، فاين انتم من هذين التيارين؟
- نحن نكتفي بتبني الاسلام فكرة وطريقة يجب ألا تكون مجموع ردود افعال او أمرا واقعا بل يتبناها الحزب ويتقيد بها في كل خطواته حتى لا ينحرف عن مساره القويم وهي عندنا طريقة الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم بمراحلها الثلاث المستنبطة من السيرة النبوية الشريفة ألا وهي التثقيف الضروري لمن سيتولى التغيير في الامة، ثانيا: التفاعل الايجابي مع الامة بالصراع الفكري والكفاح السياسي والمحاورة وثالثا الوصول الى الحكم لتطبيق الاسلام عن طريق الامة نفسها دون استعمال العنف والاعمال المسلحة التي لم يقم بها الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة الفترة المكية قبل ان يقيم الدولة، وبهذا المعنى فاننا نرفض العنونة والتسميات المجانية والصفة الوحيدة التي يمكن ان تلتصق بنا هي اننا مسلمون كسائر ابناء هذه الامة مصدرنا هو مصدرهم قرآن وسنة يضاف اليه اننا تحملنا مسؤولية استنباط واستخراج احكام شرعية مفصلة باجتهاد صريح ليطبق ويحل مشاكل الناس.
السلفيون يقولون ان كل مستحدث بدعة فهل ترون ان الاحزاب السياسية والساحة السياسية وحتى الديمقراطية أيضا بدعة كما يرى البعض من هؤلاء؟
- كلمة بدعة قد تكون هي بدورها بدعة لان في تعميمها او غموضها قد نصنع لنا نوعا من الدين الجديد، وانا اقول العمامة لا تصنع الامامة وإذا كان كل أمر جديد بدعة فبهذا المعنى فان جمع عثمان ابن عفان للقران الكريم في صحف العمل الذي لم يقم به الرسول نفسه هو بدعة في حين أنه معلوم لدى الجميع انه عمل جد جبار حفظ كتاب الله الى يوم الدين، اذا فالمقياس عندنا لا يتعدى الدليل الشرعي وثمة دائرة كبيرة من المباحات ودائرة آخرى سمحت بها الوسائل العلمية والتكنولوجية المتطورة ظاهريا هي بدعة ولكن علميا قد تصبح فرضا من ذلك ان ايجاد ثورة صناعية وتكنولوجية في الدولة الاسلامية هو عندنا فرض كفاية ولازم لمناعة الدولة وعزتها وحماية دولتنا.
لكنك لم تجبني عن سؤالي ! هل تعتبرون الديمقراطية مثلا بدعة وهل تعتبرون انفسكم ديمقراطيون؟
- نحن لا نصنف انفسنا ذلك التصنيف الغربي الجاهز اذ ان الديمقراطية كانت في الغرب بمثابة السؤال الذي ارق الكنيسة وهو سؤال كيف نحكم ؟، وفي ظل غياب الوحي الشامل والقادر على التطبيق والحكم تمثل الحل المثالي في الخروج من دكتاتورية الفرد في التشريع والحكم الى صيغة جماعية وفاقية. اما عندنا نحن المسلمون ففي ذمتنا وحي مفصل وأوامر صريحة تجيب عن أسئلة مثل كيف تعيش وكيف نحكم ومتى نحارب ومتى نسالم.. أي منهج حياة لذلك لم يختلف العلماء والفقهاء البتة حول مقولة الاسلام دين تؤخذ منه الدولة .
لكننا في المقابل لسنا دكتاتوريين أيضا لان هذه الثنائية التي يضعها الغرب هي مبلغه من العلم والجهد. أما عند المسلمين فيؤخذ نمط حكم آخر يجعل الحكم عقد مراضاة واختيار ويعطي الامة حق الانتخاب لرئيسها ولمجلس الشورى ولمجلس الولايات لكن ذلك لا يتعدى الدائرة الاسلامية التي يضمنها الدستور. وفي هذا الصدد لم توجد البتة في التاريخ الاسلامي ازمة اقليات او عرقيات لان الاسلام فيه الكثير من ضمانات التطبيق الصحيح، قال تعالى «و لا يجرمنكم شنان قوم الا تعملوا،اعدلوا هو اقرب للتقوى» صدق الله العظيم، فالعدل ليس فضيلة فحسب بل هو أيضا فريضة.
مراعاة للتخوفات التي تتملك البعض من التونسيين من صعود التيار السلفي الى السلطة، هل تزمعون مشاركة الاحزاب السلفية في خوض الانتخابات المقبلة؟
- المشكلة مع اخواننا السلفيين هو انهم يعتبرون التحزب تشتيتا للامة ومنطلقهم في هذا غيرة على الامة وفي نظرهم يصبح التحزب كارثة،فاذا ادعى اصحابه انهم بديل عن الامة واعتبروا انفسهم الفرقة الناجية الوحيدة ولم يقبلوا الاختلاف في الفقه والفكر مع غيرهم من المسلمين وهو امر اصلحه الفقهاء حين فرقوا بين حكم الله في ذمتي» أي ما يتبناه الفقيه وبين «حكم الله في مذهبي» وهو ما يتباه غيره من الفقهاء والمجتهدين، هو حقا امر عظيم في الاسلام يجعل الاختلاف ضمن الدائرة الاسلامية طبيعيا وليس مقبولا من جانب الامر الواقع او بضغط غربي.
ان فكرة رفض التحزب تجعل الوضوح في الخط السلفي امرا غير مضمون لذلك ادعوهم ان يتبنوا منهجا واضحا تحت أي عنوان يمكن ان يميّزهم ويجعلهم في موقع المسؤولية ويدفع عنهم الشبهة والاندساس ويجعل طرحهم مفهوما ومعلوما.. عموما نحن ندعو الى حالة انسجامية في الصحوة الاسلامية تكون نتاج الحوار حول امهات القضايا حتى لا تتيه الحركات في شظايا الافكار او رمادها وتنسى ما من اجله قامت وضحت وحتى تسد الطريق امام رغبة الغرب الاكيدة في السطوة على هذه الاستفاقة والصحوة.
ما موقفكم من بعض التصريحات الوزارية في الحكومة المؤقتة الحالية التي تقر بان التيار السلفي هو تيار يهدد حقوق الانسان ونمط المجتمع التونسي وان السلفيين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وان الفسحة التي منحتها الحكومة التونسية لهؤلاء قد انتهت وانه ستتم معاقبتهم بكل حزم؟
- قال عمر بن الخطاب «لاخير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها» والامة اعطاها الاسلام حق بل واجب عزل الحاكم اذا ما اخل بالعقد الذي انتخب بمقتضاه، نحن نؤكد انه لا يمكن التسلط على الامة بحكم قهري لا باسم العلمانية ولا باسم جريمة فصل الدين عن الحياة ولا باسم الاسلام بادعاء احتكاره وانه من اختصاص الحاكم.. بما معناه قبل ان نلوم ابناء هذه الصحوة الاسلامية العامة على الحكومة ان تعي أن معظم هؤلاء هم شباب في مقتبل العمر ويجب ان نلوم من هم في موقع القيادة والقدوة لهؤلاء الشبان.. حتى القائمون على ما يسمى بالشأن الديني في تونس يعاملون ابناء هذه الصحوة ورواد المساجد بطريقة ادارية جافة تقوم على التهديد والوعيد وهذا ما يجعل المسؤولية التي تحملها الحكومة على عاتقها أضعافا مضاعفة حيث يبدو وكانها تستدرج هؤلاء الى الخطإ عوض ان تسعى الى تطبيق شعار «اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا».
هل تتملككم الرغبة في المشاركة في الانتخابات المقبلة؟
- (مكتفيا) لن ندخل في انتخابات ديكورية ولكل حادث حديث.
أجرى الحوار: فؤاد فراحتية
تصوير: شرف الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.