كعادته ومع فتح أبواب «الميركاتو» يتصدّر النادي الإفريقي أبرز العناوين ويكون محور الحديث الرئيسي في كل ما يتعلق بالتعاقدات والصفقات ورغم أن الوضع يختلف هذه المرة بما أن التحركات ليست مجرّد أمنيات يتحسسها الأفارقة على أرض الواقع بحكم الدعامة المالية الكبيرة التي يحظى بها الفريق بعد وصول سليم الرياحي إلى سدّة التسيير الرياضي إلا أنّ أولى المؤشرات التي استقيناها من تحركات المحسوبين على الهيئة الجديدة في الفريق توحي بانتهاج نفس الخطوات وتوخّي نفس الأساليب... تحرّكات هنا وهناك وحديث عن جملة من التعاقدات وأسماء عادت لتطفو على سطح الأحداث من جديد في وقت خلنا فيه لوهلة أن الأحداث قد تجاوزتها وأن الإفريقي ب«لوكه» الجديد يسعى للغوص في مستقبل جديد يقطع مع سياسة النبش في دفاتر الماضي لكن يبدو أنّ ما بالطبع لا يتغيّر وأن ضيق الحال لم يكن مشكل الإفريقي الوحيد بل هي مشكلة عقليّات وأدبيّات تسيير وطريقة لواقع متقلّب يفرض التغيير تماشيا مع طبيعة الظرف وأولويات الرّهان... "القعباجي هو هو"... منذ تأكد وصول سليم الرّياحي إلى رئاسة النادي الإفريقي كثر الحديث عن إبرام صفقات جديدة من الحجم الثقيل في فريق الأحمر والأبيض, أسماء محلية وأخرى أجنبية والوجهة هي ذاتها مركب الحديقة «أ»... الفريق يعاني على كل الواجهات لكن البدائل المطروحة لا تخضع للغة العقل أو لقراءات اللجنة الفنية وإنما لإملاءات السماسرة وما تمليه طبيعة السوق المحلية ونوعيتها... المشكلة في فريق النادي الإفريقي دائما هي أن بعض القائمين على شؤون الفريق يفتقدون لأدبيات التسيير ولقواعد اللعبة لأن ما نلمسه اليوم يؤكّد أن «القعباجي هو هو»... سياسة الانتدابات في الفريق تقوم على أساس الكمّ لا الكيف وهي الطاغية على ممارسات المسؤولين والنتيجة كانت دائما معلومة ولا تتطلب اجتهادا كبيرا «فسّخ وعاود» والخاسر الوحيد هو الفريق... المهدي المنتظر... استبشر كثير من محبّي النادي الإفريقي بتنصيب مهدي ميلاد رئيسا لفرع كرة القدم بالفريق ليس لحنكة الرجل في التسيير الرياضي ولكن لطبيعته الهادئة وقدرته الغريبة على امتصاص واحتواء ثورة لاعبيه بشكل يجعله ملمّا بشكل كبير بكلّ كبيرة وصغيرة تحصل داخل الفريق كما أن ميلاد وهذه ميزة خاصة فيه يعي جيّدا طبيعة حجمه لذلك لا يشكّل أيّ تهديد لصلاحيات الرئيس سيّما وانه عضو غير منتخب ووجوده في الفريق رهين مدى ولائه للرئيس... لكن مع هذا احترز كثيرون على هذه الخطوة خاصة ممن يعرفون طبيعة الرجل عن قرب لعدة اعتبارات لعل أهمها تعالي ميلاد الذي يتعامل مع اللاعبين وصي عليهم كما أنه يستعين بجبهة معيّنة تملي عليهم خياراته وتوجهاته... ميلاد هو حاليا مهندس صفقات الفريق وما سينجلي لاحقا هو نتاج فلسفة هذا الرجل لذلك لا غرابة أن يكون سهيّل بالراضية على قائمة الانتدابات طالما أن ميلاد نفسه هو الذي كان وراء قدوم «حمّودة المعمّري» و»فيكتور» و»نجودو» و»هيرفي كامبو» و «أوتوروغو» وإذا ما واصل ميلاد الاعتماد على نفس السماسرة والأسماء التي ترابط في معقله والتي تعودت التمعّش من خيرات النادي فالمصير سيكون هو ذاته... بعض الصفقات التي كانت قريبة من الفريق لن يكتب لها أن ترى النّور لان ميلاد يشترط للمرور إلى مرحلة الرسميات التعامل مع سماسرة معيّنين دون غيرهم ولا يعرف هل هي الثقة المفرطة في شبكة علاقاتهم الواسعة أم أسوة بما يردّده البعض الأقربون أولى بالمعروف حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الجمعيّة... بين "بالراضية" و"أيّوب الخالقي..." فاعل خير اقترح على مهدي ميلاد انتداب سهيّل بالراضية والمقترح لقي تجاوبا كبيرا من رئيس فرع كرة القدم الذي أعجب باللقطات المصوّرة على القرص المضغوط متناسيا أن تلك الصور المنتقاة خصيّصا لمثل هذه المناسبات لا تعكس حقيقة وإمكانيات اللاعب الحالية لكن ميلاد نوّه بالفكرة على اعتبار وأن بالراضية له مكانته في الكرة التونسية وانتدابه قد يحسب للوافد الجديد في رئاسة الفرع... في المقابل هناك من اقترح على إدارة النادي الإفريقي التي تطارد العصافير النادرة انتداب ظهير الوداد البيضاوي والمنتخب المغربي أيوب الخالقي الذي يكاد يكون أفضل ظهير أيمن في إفريقيا والأمر مازال مجرّد محادثات شفاهيّة لم تتخط مرحلة جسّ النبض... الإضافة التي يمكن أن تأتي من انتدابات بحجم صفقة جابو أو الخالقي ثابتة ولا يرقى إليها الشكّ لكن هناك قوى جذب إلى الوراء في الفريق مازالت تتبنى سياسة الاختبارات وتعشق رنين الأسماء قبل حقيقة الأقدام...بالراضية لعب في النجم والترجي والبنزرتي واحترف ولا يعقل أن يختار الإفريقي في آخر المطاف ليضمن تقاعده الكروي...المقارنة بين إمكانيات الخالقي وبالراضية ظالمة والزج بهذين الاسمين في العنوان ذاته خطأ من الأصل لان الفرق شاسع بين الاسمين والقدمين... «لوفيغ» في المولودية... العلاقة بين النادي الإفريقي والكرة الجزائرية أضحت جدلية بعد انضمام عبد المؤمن جابو,فبعد الحديث عن عبد الرحمان حشود وخالد لموشية وإسلام السليماني تحدثت وسائل إعلام جزائرية عن وجود اتصالات رسمية بين فريق مولودية الجزائر والمدرب الفرنسي باتريك لوفيغ لإشراف هذا الأخير على تدريب الفريق وحسب ما استقيناه من مصادر مسؤولة داخل إدارة النادي الإفريقي فان إمكانية رحيل لوفيغ واردة بنسبة كبيرة خصوصا وان الفني الفرنسي تأثر كثيرا لرحيل العتروس لأنه لم يعد يحظى بكل الصلاحيات التي كان يتمتع بها في السابق وسيعود لمزاولة مهامه مع شبان الفريق حسب ما تم الاتفاق عليه مسبقا لذلك سيغادر لوفيغ خصوصا وان العرض الجزائري يستجيب لطموحات العجوز. "الرياحي" يستضيف "الذوادي"... زهيّر الذوادي حضر أمس موكب دفن والد اللاعب السابق للنادي الإفريقي لسعد الورتاني ومن ثم تحوّل إلى مكتب سليم الرياحي بناء على موعد سابق وحسب ما علمته «التونسية» فان رئيس الإفريقي تقدّم بعرض جديد إلى «الزو» بامتيازات مالية جديدة تستجيب لقيمة اللاعب الفنية وينتظر أن يسير الأمر إلى اتفاق رسمي بين الطرفين يقضي بتوقيع الذوادي على عقد جديد مع النادي الإفريقي يمتد على موسمين بقيمة مالية تقارب تلك التي عرضتها هيئة حمدي المدب على اللاعب في وقت سابق... على ذكر زهير الذوادي ذكر الموقع الرسمي لنادي ايفيان الفرنسي أن الذوادي لم يوقع على عقد مبدئي مع الفريق وأنه لا يدخل في دائرة اهتمامات الفريق الفرنسي رغم التأكيدات المتزايدة على وجود عقد مبدئي بين الطرفين منذ شهر مارس الفارط. تثبيت رؤساء الفروع... حسب ما علمته «التونسية» فإن سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي قد قرّر تثبيت حسين قندورة كرئيس لفرع كرة اليد, سامي الشرقي كرئيس لفرع كرة السلة ومهدي الغربي كرئيس لفرع السباحة وتتجّه النية لأن يكون عبد السلام اليونسي على رأس الانتدابات فيما قد يكون الأسعد الورتاني مرافقا لأكابر الفريق ولو أن هناك تحفظا على الأمر على اعتبار وأن شخصية الورتاني والكاريزما التي يتمتع بها قد تحجبان الرؤية عن مهدي ميلاد.