قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    مهرجان «بريك المهدية» في نسخته الأولى: احتفاء بالتّراث الغذائي المحلّي    عمر الغول.. الولايات المتحدة تريد قتل دور مصر بالميناء العائم في غزة    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    عاجل/ ليبيا: اشتباكات عنيفة في الزاوية.. وهذه حصيلة الضحايا    عاجل/ صفاقس: انقاذ 52 شخصا شاركوا في 'حرقة' وإنتشال 4 جثث    عاجل/ ضبط 6 عناصر تكفيرية مفتّش عنهم في 4 ولايات    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    اتحاد الفلاحين: ''أسعار أضاحي العيد تُعتبر معقولة''    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    عضو بمجلس هيئة الانتخابات: لا يمكن تجاوز هذا التاريخ كأقصى موعد للرئاسية    الإنتخابات الرئاسية: إلزامية البطاقة عدد 3 للترشح..هيئة الإنتخابات تحسم الجدل    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    الوطن القبلي.. صابة الحبوب تقدر ب 685 ألف قنطار    بقلم مرشد السماوي: كفى إهدارا للمال العام بالعملة الصعبة على مغنيين عرب صنعهم إعلامنا ومهرجاناتنا!    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة .. «عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    عاجل : مسيرة للمطالبة بإيجاد حلول نهائية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء    محيط قرقنة مستقبل المرسى (0 2) قرقنة تغادر و«القناوية» باقتدار    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    الحشاني يُشرف على اجتماع لجنة القيادة الاستراتيجية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    القيمة التسويقية للترجي و الأهلي قبل موقعة رادس    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    داء الكلب في تونس بالأرقام    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    كمال الفقي يستقبل رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    حفل تكريم على شرف الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة بعد صعوده رسميا إلى الرّابطة الثانية    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الهادي بن عبّاس" (كاتب الدولة للخارجية والناطق الرسمي باسم حزب «المؤتمر») ل «التونسية»: ديبلوماسيتنا اقتصادية بنسبة 90 ٪ لأنه لا ديمقراطية إذا كان الشعب «جوعان»
نشر في التونسية يوم 30 - 06 - 2012

"المرزوقي" هو الضامن لمدنيّة الدولة... فكيف نطالبه بالاستقالة؟
لا وجود لانشقاق في «الترويكا» لأنها ملتزمة بإيصال مشروع الديمقراطية إلى برّ الأمان
حاوره: أحمد فضلي
كاتب دولة للخارجية وناطق رسمي بإسم حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، درس في تونس إلى حدود تحصله على الباكالوريا سنة 1981 بعدها تحول إلى فرنسا أين واصل دراسته إلى غاية حيازته على شهادة الدكتوراه في جامعة نيس في الآداب الإنقليزية سنة 1990 ، إثرها التحق بسلك التدريس حيث كانت الإنطلاقة من إحدى الجامعات بكندا لمدة سنة ومن ثم عاد من جديد إلى فرنسا أين أصبح أستاذا محاضرا.
في سنة 2002 تحصل على شهادة الدراسات المعمقة في الحقوق والعلوم السياسية وقام بعدة أبحاث من بينها القوانين الدولية وحرب الخليج، حول ظاهرة تشغيل الأطفال، وبحث ثالث في مشروع قانون التميز الايجابي في أمريكا حيث قيم سلبياته وإيجابياته.
أسس رفقة الدكتور المنصف المرزوقي حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» سنة 2001. وكان إلى حدود ديسمبر 2011 مديرا لشركة في مرسيليا قبل أن تتم دعوته لتولي مهام كاتب دولة في وزارة الشؤون الخارجية مكلف بأمريكا وآسيا. انه السيد الهادي بن عباس الذي التقته «التونسية» في مكتبه وتحدثت معه في عدة مواضيع تخص الشؤون الخارجية والعلاقات التونسية الامريكية والآسياوية والدعوات المطالبة باستقالة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ومواضيع تتعلق بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية.
ملف الخارجية بعد 6 أشهر... كيف تقيم لنا علاقات تونس مع القارتين الأمريكية والآسيوية؟
علاقتنا طيبة جدا وهذا كلام فعلي وليس ديبلوماسيا، فعلاقتنا مع أمريكا خاصة أصبحت في مستوى رفيع لأن الدول الديمقراطية تحبذ دائما العمل مع نظرائها الديمقراطيين بحكم أن قواعد اللعبة مشتركة في نفس الآليات والتقنيات المستخدمة.
هم فهموا أن تونس في الطريق الصحيح نحو الديمقراطية البناءة إضافة إلى أنهم تيقنوا أن الثورة التونسية ليست مجرد لعبة أو منتوج قد تنتهي صلاحيته، فالثورة التونسية مستمرة، ثورة قطعت مع الدكتاتورية وأدخلت تونس في منظومة جديدة، لذلك كان الأمريكيون من الأوائل الداعمين لها وهذا كسب عظيم، فالكل يعرف اليوم أن الجميع يسعى إلى بناء علاقات دولية مع أمريكا بحكم صيتها على مستوى الخارطة العالمية وخاصة تحديدها لسياسة العلاقات الدولية .
ولكن البعض يرى وجود تدخل أمريكي في الشأن التونسي ؟
اؤكد لكم انهم فهموا أن تونس دخلت منظومة ديمقراطية لذلك هم يدعمون المسار الديمقراطي منذ البداية وهو مكسب عظيم على ضوئه أنشأنا علاقات قوية جدا وقد وظفت في ذلك ثقافتي «الأنقلوساكسونية» فتحول الخطاب على المستوى الثقافي والسياسي واللغوي إلى خطاب متناغم ولكن بوجهة نظر تونسية تخاطبهم بلغتهم وبمفاهيمهم ولكن بروح تونسية لأننا لدينا ثقافتنا وعاداتنا وتوجهاتنا .
قدمنا لهم الإمكانيات للتحاور دون أي تنازع أو تحفظ أو تخوف لأن توجسهم كان كالآتي: هل يمكن ممارسة نظام ديمقراطي وسط وجود حزب إسلامي في التحالف الثلاثي؟ ... أثبتنا لهم أن الحكومة الحالية جدية في مسألة مدنية الدولة وجدية في مشروع ديمقراطية الحياة السياسية فكانت الحجة الدامغة هي الاتفاق الحاصل بين 3 مرجعيات مختلفة التوجه والتفكير السياسي والتي تؤمن بعدة مبادئ وقواسم مشتركة منها حقوق الإنسان وحرية التعبير والتفكير والتنظيم ...
بالنسبة للعلاقات مع آسيا ؟
تقريبا نفس الشيء... العالم بأسره يعلم أن الدول الآسيوية صاعدة اقتصاديا وحتى سياسيا فمثلا الصين واليابان فاعلان في الوضع الاقتصادي والسياسي دون نسيان ماليزيا والهند وغيرهما من الدول التي يجب أن نقرأ لها ألف حساب ...
وقد ركزنا خلال الستة أشهر الماضية مجهوداتنا على توطيد العلاقات مع هذه الدول مع المحافظة على التعامل السلس مع دول الجوار ولا ننسى أننا بلد مسالم لا يبحث عن المشاكسات السياسية التي تقوده إلى نزاعات دولية . نحن دائما نسعى إلى حلول توافقية في النزاعات الدولية بين الدول مثلما كان موقفنا «رجولي» في الملف السوري لأن مبادئ حقوق الإنسان «ما فيهاش لعب».
الذي يقول علاقات خارجية يقول اقتصادا... هل توجد برامج ضمن كتاباتكم لاستقطاب الاستثمار الأجنبي في تونس؟
سؤال جيد ، نحن لا نقوم بديبلوماسية سياسية لأن مثلما أسلفت الذكر، تونس بلد مسالم ولذلك كان مجهودنا بالأساس متجها نحو الديبلوماسية الاقتصادية بنسبة 90% لسبب واحد هو أنه لا توجد ديمقراطية إذا كان الشعب «جوعان» أو يوجد ضعف في النمو الاقتصادي ...
فعندما لا يجد المواطن رفاهية اجتماعية قد تتحول نظرته إلى الديمقراطية ويصبح يطالب بصفة لا شعورية بنظام دكتاتوري.
لذلك يجب أن نثبت للشعب التونسي أن الثقافة والديمقراطية موجودتان ولذا أردنا قلب العلاقة بين المواطن والدولة من علاقة عمودية رأسها الحكومة إلى علاقة أفقية يصبح فيها المواطن هو من يراقب الحكومة.
وحتى نصل إلى أهدافنا المتمثلة أساسا في تقديم الديمقراطية إلى شعبنا يجب أن نوفر له الرفاهة الاجتماعية التي تتحقق بالاستثمارات.
وهذه الأخيرة لا تستقطب إلا إذا توفرت لها ضمانات عديدة كالأمن والقضاء العادل المستقل وسرعة الإجراءات الإدارية والأهم هو غياب العائلات المتغولة مثل عائلة الطرابلسية التي مارست الاستبداد ضد المستثمرين إضافة إلى توفر الكفاءات العلمية.
هل هذا يقلل من شأن تونس وكفاءاتها؟؟
تونس تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وبكفاءات عالية المستوى وبثمار السياسة التربوية البورقيبية وهنا أحصر فقط السياسة التربوية البورقيبية فبفضلها وضعت المدارس في جميع الجهات ومنها التربية والتعليم وبعد قرابة 30 سنة تخرجت أول دفعة من الكوادر التي مازلنا نعيش بفضل كفاءاتها وهذا لا ينفي أن بورقيبة فشل فشلا ذريعا في المجال السياسي...
ومع الأسف خلال النظام السابق تم تهشيم كل ما بني في المجال التعليمي، الآن علينا البناء من جديد حتى نرى الثمار بعد 30 سنة أخرى من خلال أجيال جديدة . نحمد الله على أن السياسة التعليمية البورقيبية مازالت تلقي بظلالها وأنا فخور بأنني درست في الفترة البورقيبية ودرست السياسة التعليمية البورقيبية لكن للأسف الشديد تم هدم البلاد على المستوى السياسي والتعليمي.
والعالم بأسره يعلم أن تونس فيها قدرات خلاقة قادرة على التأقلم مع التكنولوجيا الحديثة. وعندما يأتي أي مستثمر يجد أمامه طواقم بشرية على كفاءة عالية. وأزف لكم بشرى أن هناك وعودا استثمارية في الطريق...
وهل هناك مستثمرون تونسيون يرغبون في فتح استثمارات في أمريكا وآسيا؟؟
نعم موجودون وللإشارة فإن وفدا متكونا من مستثمرين تحول يوم 27 أفريل إلى واشنطن للقاء رجال أمريكيين لمتابعة فرص الاستثمار في الخارج فالتونسيون قادرون على الاستثمار في أي مكان يكفي توفر المادة الشخمة التي لا تتطلب تجهيزات ... لدينا طلبة وخريجو الجامعات الأمريكية وجالية فاعلة سيكونون همزة وصل بين تونس والدول الأجنبية...
المعروف ان عدد الطلبة التونسيين قليل في آسيا ألا توجد برامج لتشجيع الدراسة في هذه الدول؟
بكل صراحة نحن بصدد صياغة اتفاقيات وآخرها اتفاقية مع أستراليا لارسال طلبة مع ضمان جميع المصاريف أي أنها سوف تتحمل الكلفة الخاصة بالدراسة. نحن نعمل في هذا الإتجاه وسنعزز ذلك.
في قراءة سريعة، الخارجية التونسية ككل في الميزان؟
لا نريد أن نثني على أنفسنا ، نترك الحكم للتونسيين فهم وحدهم القادرون على تقييم الوزارة وإنما لضمان الشفافية عرضت نشاطي على شبكة الانترنات لتقييمي.. في نظري أداء وزارة الخارجية جيد جدا.. ورأس مال تونس هو السمعة التي تتمتع بها في المحافل الدولية وهذا كسب يشجعنا على المواصلة. فهذا بناء إذ تغافلنا عنه يمكن أن ينهار لا قدر الله...
وحول تعيينكم سفيرا في كندا ؟؟
هذا الخبر مناف للصحة كان هناك خلط والتباس ففي واقع الأمر سأؤدي زيارة إلى كندا بصفتي كاتبا للدولة .من غير المعقول أن يعين كاتب دولة نفسه سفيرا وأنا ملتزم بالعمل في إطار التحالف الثلاثي وأرجو ان أكون عند حسن ظن رئيس الدولة والحكومة وأنهي مهامي باقتدار.
نأتي الآن إلى الحراك السياسي في تونس؟
صحي، فكل التجاذبات التي نشهدها تنم عن حيوية سياسية.ولنأخذ مثال ملف تسليم البغدادي المحمودي من الناحية الإيجابية سنجد أن كل مؤسسة تمارس صلاحياتها سواء رئاسة الحكومة أو الجمهورية والمجلس التأسيسي...
وهو أمر جيد يعطي انطباعا حسنا لدى الدول الديمقراطية التي تتابع خطوات تونس أول بأول أضف إلى ذلك ان هذا الاختلاف يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان كل المؤسسات تشتغل من أجل تونس.
(قاطعناه) هناك من يعتبر ان ملف البغدادي المحمودي هو بداية حرب خفية بين الحكومة ورئاسة الجمهورية وبوادر انشقاق في «الترويكا» ؟
الأكيد أنه لا وجود لانشقاق في الترويكا حاضرا أو مستقبلا لسبب وحيد هو ان هذه «الترويكا» خلقت لتدوم لمشروع ملتزمة بإيصاله إلى بر الأمان هذا المشروع هو الديمقراطية التي لن توجد إلا إذا تواصلت الترويكا ولذا لن نلعب بمستقبل تونس وبالديمقراطية ...وسنواصل عملنا مهما حدث من تعثرات مستقبلا ونحن ننتظر وجود إختلافات مستقبلا حول بعض المسائل نظرا لاختلاف المرجعيات لكن هذا الأمر أكرر هو أمر صحي للديمقراطية في تونس.
بصفتكم ناطقا رسميا بإسم «المؤتمر من أجل الجمهورية» ما رأيكم في مبادرة السبسي بتجميع الدساترة وبعض الوجوه التي عرفت بمعارضتها لنظام المخلوع وحتى «الترويكا»؟
نحن كحزب المؤتمر موقفنا واضح وجلي من خلال أمور ملموسة، أي مبادرة ستأتي بمقترحات وتصورات جديدة ستغذي الساحة السياسية فلا مانع.. وإنما أي مبادرة لإعادة إدماج فلول التجمع المحلّ نحن ضدها وخاصة في الفترة الراهنة لأنهم يتحملون مسؤولية النظام السابق والدمار الذي خلفه في البلاد وهنا استثني الناس العاديين الذين انخرطوا لمجرد الانخراط او لأسباب شخصية وإنما أعني الذين تقلدوا مسؤوليات في البلاد في الحزب وفي الدولة والذين ساهموا في التعذيب وتشريد العائلات، تقدمنا بمشروع في المجلس الوطني التأسيسي لعزل هؤلاء ومنعهم من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية لمدة 5 سنوات مع الحفاظ على حقوقهم السياسية، لا يمكن اعطاء الإمكانية لمن دمر البلاد لإعادة تدميرها.
تطالبون بهذا الأمر ورغم ذلك نرى هؤلاء خارج دائرة المحاسبة ونشهد تحركاتهم في العلن والخفاء؟
هذه هي دولة القانون ، لو كنا مثل حكومة النظام السابق لملأنا السجون لكن نحن نحترم حقوق الإنسان فلا يمكن ان ندين أي شخص دون وجود الإجراءات القانونية ولن ننشئ محاكمات سياسية ضد هؤلاء وكل من ثبت تورطه في الفساد سوف يحاسب لكن بعد التروي وضبط الملفات التي تدينه.
بما أننا في وزارة الخارجية وتطرقنا إلى موضوع المحاسبة أين وصل التحقيق في ملف جوازات المخلوع؟
كوّنا لجنة متعددة الأطراف حتى يكون عملها مستقلا وموضوعيا للتثبت من العملية وأنهت عملها وأصدرت تقريرا ونحن بصدد دراسته إثر ذلك سوف نعد ملفاتنا ونحيلها إلى العدالة لتبت في الموضوع، لن نأخذ دور القضاء مهمتنا إدارية وهي المستندات وتحويلها للقضاء.
نأتي الآن للحديث عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ألا ترى أن أسهم «المؤتمر» تراجعت لدى المواطن التونسي وأين تضع الحزب؟
بكل موضوعية والتاريخ القريب سيثبت ذلك، «المؤتمر» يتمتع بميزة خاصة وهي انه كلما مرّ بأزمة يخرج منها قويا فمثلا بعد انشقاق بعض المؤسسين للحزب وقع تدعيم مسار «المؤتمر» ووجهة نظره للمبادئ.
وأحيطكم علما بأن حزب «المؤتمر» ليس حزبا ستالينيّا فيه نظرة واحدة ورأي واحد فهو يقبل الاختلاف في الفكر والتوجه ويضم عديد التوجهات في صلبه فنحن تجمعنا قواسم مشتركة.
وللاشارة نحن نأسف لخروج السيد عبد الرؤوف العيادي لكن هذا خياره الشخصي قرر على إثره إثراء المشهد السياسي. بالنسبة لحزب المؤتمر هو قوة ثانية في البلاد وقادرة على المنافسة بجدية وأثبت أنه باق على مبادئه وهو ما تبين في موقفنا من تسليم البغدادي المحمودي.
واختم بالتأكيد على أن «المؤتمر» حسب شهادة الملاحظين هو الأقوى في مواقفه في «الترويكا» وهو الحزب البديل اليوم في تونس والقادر على قيادة البلاد بكل ديمقراطية دون التفرّد بالرأي مثلما يفعل النظام البائد.
أصوات تتعالى من هنا وهناك تستهدف رئيس الجمهورية تارة وتارة أخرى تدعوه للاستقالة؟
هذه الأصوات تعلم علم اليقين أنه أنموذج تونسي بامتياز ففي زمن كانت «النهضة» تتعرض فيه للاضطهاد كان رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي هو المدافع عن أعضائها بلا مجاملة وذلك للمبادئ المتشبع بها والمتمثلة في ضرورة الدفاع عن فكر مخالف واليوم لدينا خلاف مع «النهضة» تحدثنا عنه وهذه هي روح الديمقراطية وهنا أستشهد بما قاله الأديب الإنقليزي أوسكار وايلد:
«الإنسان لا يهاجم الضعفاء وإنما الأقوياء أو أولئك الذين يغار منهم». فالدكتور منصف المرزوقي رجل دولة غيّر مفهوم الرئاسة، اليوم يستطيع المواطن العادي أن ينتقد رئيس الجمهورية وأن يتصل به باستمرار.
وهل يعقل أن نطالب كل من تمسك بمبدئه بالاستقالة؟ المنصف المرزوقي هو الضامن لحقوق ولمدنية الدولة يلزمنا أن نثبّته، أعداء تونس في الداخل يريدون إدخال البلبلة في مؤسسات الدولة ...
من هم؟
أنتم تعرفونهم ، هم يطالبون المرزوقي بالاستقالة ليس حبا في المرزوقي هم يريدون أن تتفكك «الترويكا» حتى يفسح المجال لأشخاص آخرين متربصين بالديمقراطية للتحرك وإعادة تونس إلى نقطة البداية ...رئيس الدولة مترفع عن هذا لأنه مقتنع بأن الدولة التونسية واستقلاليتها ونجاح المسار الديمقراطي أهم من أي شيء...
أشهر قليلة وتنتهي أعمال الحكومة... أي سنجد الهادي بن عبّاس؟
ما دامت هناك ثقة في عملي وتواصلت «الترويكا» وجددت لي ثقتها سأواصل عملي في خدمة تونس وإذا شاءت الأقدار غير ذلك نقبل بأي شيء ... مصيري الشخصي ليست له أية أهمية، المهم أن أكون عنصرا بناء في الديمقراطية.
في الوقت الراهن دخلنا حلبة سباق الإعداد للاستحقاق الانتخابي فهل نجد «المؤتمر» متحالفا مع أحزاب من خارج «الترويكا» ؟
المؤتمر حزب مستقل ويطرح حلولا للبلاد وإنما نحن في ائتلاف ولا نحكم مسبقا على أصوات الناس فهم أحرار... سنتقدم للانتخابات كحزب يقدم برنامجا ثريا يراهن على المستقبل سواء بصفة منفردة أو مع أفراد تشاركنا نفس الآراء.
سؤال أخير، الربيع العربي يزحف على المنطقة العربية، بصفتكم الديبلوماسية واختصاصكم في أمور أمريكا وآسيا هل تعتقد أن الربيع العربي قد يطال بعض بلدان أمريكا اللاتينية وشرق آسيا؟...
لن نصدّر ثورتنا إلى الخارج، نحن اليوم في عالم صغير والتجربة التونسية معروفة لدى زيارتي إلى البرازيل. أبهرت بوجود أناس يعرفون البوعزيزي لكن نحن لا نتحكم في سياسيات دول أخرى لكل شخص منظومته الاجتماعية والسياسية وتجربتنا مطروحة على العالم ومن يريد أن يستلهم منها مرحبا به .
كلمة الختام...؟
كل ما يروج من أزمات سياسية أرفضه بكل صراحة وأؤكد أن فكرة ما يحدث في تونس نموذج يحسب لنا، وعلينا أن نكون فخورين به لأنني عندما أتنقل إلى الخارج أرى مدى الإعجاب بتونس وبالتحول الديمقراطي الذي نعيشه بسلامة .
أؤمن بأن بلادنا متجهة نحو الطريق الصحيح... «إن شاء الله ما نراو كان الخير».
تصوير: شرف الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.