لم ينتظر متوسط ميدان النادي البنزرتي نور حضرية كثيرا ليختار وجهته القادمة حيث أمضى كما هو معلوم وبصفة رسمية على وثيقة بقاءه في صفوف فريق قرش الشمال لموسمين قادمين...نور حضرية كان قريبا من العودة الى فريقه الام النادي الافريقي لكنّه ورغم الوعود الكبيرة التي ساقها مسؤولو الافريقي والامتيازات الجديدة التي وضعت في طريق عودته الى مركبّ الحديقة»أ» فان حضرية اختار الوفاء لقميصه الحالي ووضع حدّا لكلّ التخمينات بمنح توقيعه لهيئة المهدي بن غربية... هكذا سارت الامور غير ان بعض الجزئيات الموجودة في عقد حضرية الاولي قد تلغي الصفقة وتجعل من عقد انتقاله الى النادي البنزرتي باطلا جملة وتفصيلا... من البداية... تفاصيل التحاق نور حضرية بالنادي البنزرتي تعود إلى صائفة 2011 عندما تحوّل على سبيل الإعارة من فريق النادي الافريقي الى النادي البنزرتي لمدةّ موسم واحد حسب الاتفاق المبرم بين جمال العتروس رئيس النادي الافريقي انذاك ومهدي بن غربية رئيس النادي البنزرتي في صفقة جاءت كتكملة لصفقة انتقال وجدي الجباري من النادي البنزرتي الى النادي الإفريقي.حضرية مرتبط بعقد مع النادي الإفريقي يتمد الى غاية 30 جوان 2013 وتحوّل كما سبق وأشرنا الى بنزرت في شكل إعارة تمتد إلى موفى جوان 2012 مع امكانية انتقال اللاعب الى النادي البنزرتي بشكل رسمي حسب وعد البيع المبرم بين جمال العتروس ومهدي بن غربية والذي ينصّ على دفع مبلغ 200 مليون للنادي الإفريقي والالتزام بكلّ النقاط القانونية في العقد ليكون الانتقال نهائيا وبشكل رسمي وهو ما كان فعلا... ماذا يقول القانون...؟ وعد البيع المبرم بين هيئة النادي البنزرتي والنادي الإفريقي يحمل توقيع جمال العتروس والكاتب العام للافريقي من جهة ومهدي بن غربية والكاتب العام للنادي البنزرتي من جهة ثانية ويفترض أن يحمل كذلك توقيع اللاعب نفسه ونعني نور حضرية وحتى يتخذّ وعد البيع صبغة رسمية يجب ان يكون حاملا لكلّ التواقيع التي أشرنا إليها مع ايداعه بالجامعة التونسية لكرة القدم في الفترة الممتدة بين 16 جانفي و30 أفريل ومن ثمّ يكون للنادي البنزرتي الحقّ في الاستفادة من خدمات اللاعب في حال توفير مبلغ 200 مليون ودون العودة الى موقف الافارقة... أصل الخلاف... هيئة النادي الافريقي الجديدة لم يمض على قدومها سوى بضعة أسابيع وهي غير مطلعة على تفاصيل العقود المبرمة بين النادي الافريقي والنادي البنزرتي لذلك كانت تنتظر موقف اللاعب لحسم الامر وتفضيل حضرية لعرض البنزرتية دفع هيئة الافريقي لطيّ الصفحة وغض الطرّف عن الامر رغم ان القانون يضمن حقّ الإفريقي ويضع اللاعب على ذمّة فريقه الأم حسب الفصول القانونية وحسب ما تمليه أحكام مجلّة القوانين الرياضية و تحديد الفصل عدد 60. مصدر مسؤول من الهيئة المتخليّة أكّد لنا أن النادي البنزرتي لم يودع وعد البيع في الجامعة التونسية لكرة القدم في الآجال المشار إليها أعلاه لان العقد لم يكن يتضمن توقيع حضرية كما أن طرفا فاعلا في جامعة الكرة أكد ل «التونسية» أن وعد البيع لم يتم إيداعه في الآجال القانونية وبالتالي يمكن للإفريقي استرجاع لاعبه لأنه قانونيا لازال على ذمة الأحمر والأبيض... مخرج وحيد... باطلاعنا على بعض الوثائق التي تخصّ صفقة انتقال نور حضرية إلى النادي البنزرتي يمكن القول إنّ العقد المبرم بين الطرفين يعتبر لاغيا وباطلا من الناحية القانونية واللاعب ملك للنادي الإفريقي بحسب أصل العقد الموجود في إدارة الأفارقة...والمخرج القانوني الوحيد الذي يمكّن حضرية من مغادرة الإفريقي هو البند التسريحي الموجود في عقده والذي يخوّل له الانتقال الى أيّ فريق آخر بعد توفير مبلغ 350 ألف أورو وهو ما يعني احتراف اللاعب في إحدى الدوريات الأوروبية لأنه لا يمكن لأيّ فريق تونسي توفير المبلغ بالعملة الصعبة أو حتى ما يعادله لأن العقد ينصّ على الدفع بالأورو... نوم في العسل... إذا ثبت أن وعد البيع الذي بحوزة النادي البنزرتي لم يودع في الآجال القانونية بالجامعة التونسية لكرة القدم ممّا يعني أن الصفقة لاغية قانونيا ويتأكد للمرّة الألف أنّ هيئة النادي الإفريقي باختلاف التسميات والعناوين تظل دائما هاوية فالجماعة انصرفوا لحال سبيلهم ولم يكلفوا أنفسهم مشقّة التثبت في حيثيات وتفاصيل الصفقة من الناحية القانونية لانّ المحسوبين على هيئة الأحمر والأبيض بشقيها الشرعي والصوري يصرّون دائما على التعامل بالنيّة والكلمة الطيّبة ويضعون بعمد أو دونه مكاسب الفريق على قارعة الطريق لا لشيء إلاّ لانّ شغلهم الشاغل وهمّهم الوحيد هو ملاصقة الرئيس ونيل رضاه بينما تبقى ملّفات النزاع القانوني سواء المتعلقة بالاحترازات أو التعاقدات آخر الاهتمامات... نور حضرية على الأرجح لا يزال على ذمّة النادي الافريقي والتفويت في خدماته يوفّر لفريق باب الجديد قرابة 700 ألف دينار لكن هيئة الافريقي اكتفت على ما يبدو بمبلغ 200 الف دينار وانصرفت إلى حال سبيلها بما أنها اعتقدت أن حضرية سيد نفسه...