منطقة بوزريبة التابعة لعمادة الغويبة من معتمدية حاجب العيون, عائلة رابضة تحت ظلال جبل كاف منارة, تشكو غياب الماء الصّالح للشراب والحال أنّ الشبكة المائية لا تبعد عنها سوى مسافة 250 مترا. وضعية جعلت المتساكنين يعيشون حياة يومية صعبة, خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ويصبح الماء ضروريا لقضاء العديد من الحاجيات المتأكدة, على غرار الشراب والاستحمام وسقي الحيوانات باعتبار خصوصية المنطقة ذات الطابع الفلاحي وبهدف إيصال أصواتهم الى الجهات المسؤولة اتّصل مجموعة من أهالي المنطقة ب«التونسية» لإبلاغ نداءاتهم الملحّة لرفع العزلة عنهم , من خلال المساعدة على ايصال الماء الصالح للشراب اليهم حيث تحدث اليها السيد الصّحبي بلهادي, فذكر أنّ مطالب الأهالي في هذا الغرض تعود الى سنوات الثمانينات حيث تعدّدت التشكّيات التي رافقتها العديد من الوعود, بقيت حبرا على ورق خاصّة لدى مصالح اقليم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بالقيروان, التي أشبعتهم وعودا لتتواصل معاناتهم اليومية, فيتكبّد المسنون عناء التنقل قرابة 8 كلم ذهابا وإيابا لجلب علب الماء من الآبار السطحية بالجهات المجاورة مشيا على الأقدام ونقلها على ظهورهم عند نفاد مخزون الماء ب«الماجل», لأن أغلبية العائلات غير قادرة على خلاص ثمن صهريج الماء بقيمة عشرين دينارا. المسؤولون بمركز ولاية القيروان متفهّمون لوضعية المنطقة الصعبة, حتى أنه قد وقع تبشيرهم بامكانية التحرّك السريع لإيصال الماء الصالح للشراب لمنطقة بوزريبة في ظلّ وجود دراسة ميدانية تتطلّب توفير ماقدره 30 ألف دينار, تكلفة إنجاز الأشغال عن طريق الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه, وهو مبلغ في المتناول كفيل برسم الابتسامة على شفاه جميع العائلات التي تنتظرنصيبها من الماء الصالح للشراب، في وقت ارتفعت فيه وتيرة الحرارة واشتدّ فيه العطش والتي أصبحت أحلام المواطن بتذوّق حلاوة الماء الصافي تتضاعف من يوم الى آخر.