معتمدية حاجب العيون من الجهات الفلاحية المعروفة بوفرة الغراسات والأشجار, حيث تتنوّع بها المنتوجات الفلاحية على امتداد فصول السّنة. فلاّحو هذه الجهة اشتكوا في المدة الأخيرة من ضيف ثقيل على الحقول والبساتين. فالخنزير البرّي ضرب موعدا مع اتلاف الصّابة ويعمل على حصدها قبل أوانها ,فلم يترك لا الأخضر ولا اليابس. وقد تضررت منه كل المنتوجات الفلاحية على غرار البقول والخضراوات كالفلفل والطماطم والبطاطا والدلاع والبطيخ وغيرها من المنتوجات الأخرى حتى أنّ اعتداءاته طالت الدواجن. ف «الحلّوف» متواجد بكثرة في جهات المناسة التابعة ترابيا لعمادة دار الخريف ,وبالمثل في جهة « سيدي عبد القادر» والمعروفة حسب التوزيع الفلاحي بمنطقة حاجب 9 وفي هذا السّياق تحدّث الى «التونسية» السيّد عبد الرؤوف بن الحاج علالة, فذكر أنّ جموع الفلاحين قد تضرّروا من هجمات الخنزير البرّي المتواجد بكثرة بهذه الجهات, التي يهجم عليها في ساعة متأخرة من الليل في شكل مجموعات كبيرة ,ولا يغادرها إلا مع انبلاج الصبح بعد أن يعيث فيها فسادا, الشيء الذي تطلب من جموع الفلاحين السهر على حراسة ممتلكاتهم وتجدر الإشارة الى أنه ومنذ سنتين تعرض احد الفلاحين الى هجوم مباغت وعنيف من قبل خنزير برّي ممّا تسبّب له في كسر مضاعف على مستوى السّاق وأضرارا بدنية مختلفة ,ولعلّ الشيء الملفت للإنتباه أنّه في ظلّ المخاطر المحدقة التي يتسبّب فيها هذا الحيوان الشرس, فقد سعت الحكومة منذ سنوات قريبة الى تسريح نوع جديد منه ذي لون أبيض بجهة المناسة ودار الخريف , بعد أن كان الجميع متعوّدا على مشاهدة الخنزير البنّي وذلك بدعوى العمل للمحافظة على التوازن البيئي ,ولكن يبقى السؤال المطروح اليوم بكلّ إلحاح ألم يحن الوقت بعد لتتحرّك الجهات الفلاحية المختصّة بولاية القيروان لإيجاد الحلول الناجعة للقضاء على هذه الآفة؟ ويبقى تنظيم دوريات للصّيد المشترك بين جموع صيادي جهة القيروان أحد الحلول المطرحة بجدية, والحال أنّنا كنّا نسجّل في السّابق, توافد البعض من الصيادين حتى من خارج حدود البلاد التونسية على غرار ايطاليا التي كثيرا ما يأتي صيادوها لقنص هذا الحيوان .