بعد الجدل الذي أحدثته برمجة الدورة 48 لمهرجان قرطاج المعلنة من طرف وزير الثقافة نفسه بسبب ضعف الحضور التونسي، كشف فتحي الهداوي مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات ومدير مهرجان الحمامات عن برمجة مهرجانه الأسبوع الماضي. ويذكر أن الهداوي حظي ب«كارت بلانش» من وزير الثقافة ليتصرف في البرمجة بشكل انفرادي كما يحلو له، إذ قال الوزير في الندوة الصحافية لمهرجان قرطاج المنعقدة في ضيافة الهداوي إنه سلّم سي فتحي مشروع البرمجة الذي أعدته اللجنة، وله مطلق الحرية ليأخذ ما يشاء ويترك منه ما يشاء» . تصرف السيد فتحي الهداوي إذن بهذه الصلاحيات الواسعة، وهو ما يدعونا للسؤال أي مصداقية لوزارة الثقافة أمام المبدعين التونسيين فهي تعلمهم في البداية وببلاغ رسمي بضرورة تقديم مشاريعهم لمهرجاني قرطاج والحمامات لتنظر فيها لجنة متخصصة، ثم تغير الوزارة قانون اللعبة أثناء اللعب فتركن اللجنة – مهما كان موقفنا منها- على الرفّ، ويصبح القرار فرديا دون تشاور مع أحد. فقد كان في الحسبان أن يختتم الموسيقي التونسي خالد بن يحيى المقيم بليون الفرنسية مهرجان الحمامات بعرض»قوت القلوب» بمشاركة عبير النصراوي والشيخ أحمد جلمام ومنير الطرودي والتركي أحمد شاهين وبمساهمة عازفين أتراك من أشهرهم سليمان يردم وآغا كان ونخبة من ألمع العازفين والمنشدين التونسيين، وقد أعد خالد بن يحيى نفسه ومجموعته لهذا الموعد الذي أعلم به بشكل غير رسمي من وزارة الثقافة، ولكنه فوجئ بحذف عرضه من البرمجة المعدلة من الهداوي دون أي سبب ؟ فأي ذنب اقترفه خالد بن يحيى الذي يعدّ قيمة موسيقية ثابتة ليلغى عرضه دون سابق إعلام أو حتى كلمة اعتذار؟