يعتلي الفنان العراقي كاظم الساهر في سهرة الغد الخميس 19 جويلية مسرح مهرجان قرطاج الدولي بعد غياب لسنتين عن هذه التظاهرة اذ كانت اخر مشاركاته يوم 30 أوت 2010 ضمن فعاليات الدورة 46 للمهرجان. آخر مشاركات الساهر في قرطاج لم ترتق الى تطلعات جمهوره الذي قارب عدده ال14 ألفا اذ خلف الفنان العديد من نقاط الاستفهام بعد مضمون الحفل الذي قدمه، وذهب البعض الى حد القول بأن الساهر اصبح «يستخف» بقيمة ركح قرطاج وبجمهوره حيث حل الفنان آنذاك في بلادنا سويعات فقط قبل انطلاق الحفل وقدم مباشرة اثر زفاف نجله وسام الذي أقيم في بيروت وهذا ما جعل صاحب أغنية «مدرسة الحب» مضطربا عند اختياره لاغاني حفله الامر الذي دفعه الى اللجوء الى الاستراحات حتى يتسنى له التحدث مع أعضاء فرقته وهذا يدل على أن الساهر لم يقم بأية «بروفة» مع فريقه الموسيقي. من ناحية أخرى وخلال هذا الحفل وهي المرة الاولى في مسيرة كاظم الفنية لم يرتد اعضاء فرقته الموسيقية بدلاتهم الرسمية لأن حقائبهم وصلت في ساعة متأخرة بعد الحفل الى مطار تونس الدولي، فضلا عن أن الساهر هو الفنان الوحيد الذي رفض عقد مؤتمر صحفي قبل احياء حفله كما رفض الادلاء بأي تصريح قبل العرض واكتفى بالاجابة عن بعض الأسئلة بعد الحفل وهو داخل سيارته عند مغادرته لمسرح قرطاج. حكاية المقاطعة الموقف الذي اتخذه كاظم الساهر بمقاطعة الاعلام التونسي وبالقدوم في اللحظات الاخيرة من انطلاق الحفل هو استراتيجية انتهجها الفنان بعد «الهجوم» الاعلامي الذي تعرض له سنة 2008 اثناء الندوة الصحفية الخاصة بحفلة في اطار الدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي اذ تزامنت استضافة الساهر في بلادنا مع وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وخلال الندوة تضاربت تصريحات الفنان مع تصريحات مدير اعماله حول توقيت تلقّي الساهر لخبر وفاة الشاعر الراحل الامر الذي استفز الاعلاميين الذين لم يفوّتوا الفرصة لاحراج الساهر واثارة كل الهفوات التي ارتكبها أبرزها رفضه دعوة مواطنه الفنان نصير شمة لتأسيس جمعية اللاجئين العراقيين. القيمة الفنية والجماهرية للساهر شفعت له لتتم استضافته في الدورة الحالية لمهرجان قرطاج وبقي مسرح قرطاج وفيا لصاحب «البنية» و «هل عندك شك» و«زيديني عشقا» و «يضرب الحب» وغيرها من الأغاني فهل يغيّر كاظم من موقفه تجاه الاعلام المحلي الذي باحترامه يحترم قرطاج؟