عقدت أمس نقابات التعليم (النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة لمتفقدي التعليم الابتدائي والنقابة العامة للتوجيه المدرسي والجامعي), بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي بالعاصمة ندوة صحفية للرد على ما أسمته سياسة التهميش التي تنتهجها وزارة التربية بحق النقابات في عملية الإصلاح التربوية وتوضيح رؤية نقابات التعليم بخصوص الإصلاح التربوي . و اشرف على الندوة التي حظيت بمتابعة إعلامية مكثفة , الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي «الاسعد اليعقوبي». و أطلق اليعقوبي خلال كلمته تصريحات نارية استهدفت وزارة التربية حيث اتهمها بتجاوز كل الخطوط الحمراء قائلا : «الوزارة لم تخرج عن رشدها فقط بل تجاوزت الخطوط الحمراء» وجاءت التصريحات ردا على ما اسماه المغالطات التي تتبعها وزارة التربية في عدة مسائل منها ما حدث في الامتحانات الفارطة التي كانت حبلى بكمّ هائل من عمليات الغش والاعتداءات على المربين, وانتهاك للقوانين من الطرفين التلاميذ والوزارة التي سمحت لتلميذين بشكل غير قانوني باجتياز امتحان الباكالوريا حسب تعبير اليعقوبي. كما اشار اليعقوبي الى ان عديد المغالطات رافقت عملية تسريب الامتحانات الاخيرة واعتبر ان التقرير الذي قدمته الوزارة بهذا الصدد فضيحة بكل المقاييس خاصة انه يقر بتورط عامل وحيد في مركز الإيداع بمنطقة رادس من ولاية «بن عروس» واستغرب اليعقوبي مثل هذه التصرفات وقال انه من غير المعقول ان يدفع هذا العامل فاتورة التسريب لوحده وتساءل: هل ان وزير التربية غير مسؤول على هذه الامتحانات ؟ هل ان المدير العام غير مسؤول عن حماية الامتحانات ؟ وهل ان كافة المسؤولين على الامتحانات الوطنية غير مسؤولين؟ «الوزير يشوّه الحقائق» وقال اليعقوبي «ان النقابات التعليمية وقفت ضد هذه الاعتداءات والممارسات خاصة وان وزير التربية عمد الى تشويه وتزييف الحقائق وحمل المسؤولية الى زميلنا الموقوف وكانه يمثل خطرا على الأمن القومي بتونس» وانتقد طريقة التعامل مع العامل واعرب عن رفضه عملية الايقاف قبل صدور الأحكام القضائية قائلا : « ان وجود زميلنا وراء القضبان لا مبرر له والتحقيق متواصل فسارقو البلاد أحرار» مطالبا بإطلاق سراحه مع توفير ضمانات المحاكمة العادلة. واوضح ان القضية ابعد بكثير عن مسالة تسريب لامتحانات واوضح ان الوزير يريد ان يشوه نقابات التعليم ويسعى إلى ربط تهمة التسريب بالنقابات ويتجلى ذلك في خطبه بالمجلس التأسيسي التي اعتبرها اليعقوبي خطبا مغلوطة. الوزارة لم تعط الفرصة للنقابات وأكد اليعقوبي ان الإصلاح التربوي أصبح ضرورة ملحة وشدد على أن النقابات تريد ان يكون لها دور في عملية الاصلاح الا ان دعوات وزارة التربية تصل دائما متأخرة وبعد الموعد في اغلب الأحيان للمشاركة في الندوات والتظاهرات بهذا الخصوص. واضاف: «الوزارة لم تعط الفرصة للنقابات قصد تقديم تصورها ورؤيتها لكيفية إصلاح التعليم... وكنا نتمنى ان نكون شركاء في الإصلاح التربوي نريد للمؤسسة التربوية ان تعود إلى إشعاعها ونريد ان يكون هناك تعليم مجاني وديمقراطي ذو مضامين تعكس تصورات الثورة ونريد ان تكون المنظومة التربوية بعيدة عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية لان الإصلاح التربوي يستحق سنوات». مجلس أعلى للتربية و تمسك اليعقوبي بإنشاء مجلس أعلى للتربية وقال انه ليس بدعة مبيّنا انه ملجأ الدول التي تريد إنشاء نظام تعليمي راق ويستجيب للمواصفات العالمية وطالب بان يكون هذا المجلس مستقلا ومقننا ويقع التنصيص عليه بالدستور المرتقب لحماية المنظومة التربوية من الانزلاق الى التجاذبات السياسية والإيديولوجية. وقال اليعقوبي ان هناك من يسعى الى تجميل المنظومة التربوية القديمة ويحاول إقناع الكثيرين بأن الاستبداد هو الذي حال دون نجاحها , واضاف ان الإصلاح المدرسي يتم عن طريق املاءات خارجية من البنك الدولي منذ سنة 2002 وكان يقدم الاموال لتنفيذ الاصلاحات المشروطة .