على اثر المناوشات وأعمال العنف التي اجتاحت باحة جامع «الهداية» التابع لولاية باجة بين مجموعة من المصلين واخرى محسوبة على التيار السلفي التي وصلت إلى حد استعمال الغاز المسيل للدموع وتبادل التهم والتراشق بالكلام البذيء دون تدخل الوحدات الامنية, أكد أمس الصادق العرفاوي مستشار وزير الشؤون الدينية ل«التونسية» ان مجموعة من المصلين المحسوبين على التيار السلفي حاصرت المسجد ومنعت مدرسا من تقديم درس في الشريعة والفقه الاسلامي بطلب من الحاضرين قبل حلول موعد الصلاة وهو ما اثار حفيظتهم فتصدوا لهذه العناصر واخبروهم انهم هم من طلبوا منه تلقينهم بعض الدروس في الدين الاسلامي. وأمام تعنت الطرفين تطورت المشادات الكلامية الى مناوشات واشتباكات وتدافع داخل بهو الجامع، قام على إثرها سلفيون بالاعتداء على المصلين باستخدام أواني الاستحمام الموضوعة على ذمة الجامع وبعض الاثاث الآخر, وشهدت المناوشات استعمال الغاز المسيل للدموع. وأبدى العرفاوي استغرابه الشديد من إقدام احد أفراد المجموعة السلفية على التطاول على الجلالة بصوت عال وتفوه البقية بكلام بذيء وسباب وشتائم وتراشق بالتهم لا تليق بحرمة الجامع، واعطى العرفاوي وصفا دقيقا للشخص الذي تطاول على الجلالة موضحا انه ملتح وكان يرتدي قميصا. وكشف العرفاوي ان هذه المجموعات تعمد في عديد المرات إلى استئجار المنحرفين وذوي السوابق العدلية للقيام بهذه العمليات التخريبية . وأعلن العرفاوي انه تم التعرف على المشتبه فيهم واضاف انه تم ضبط قائمة بأسماء الاشخاص الذين تورطوا في عمليات التخريب من قبل السلط الامنية مشددا على ان القانون سيطبق بكل صرامة قائلا : «سيأخذ القانون مجراه». و أشار العرفاوي الى وجود تجاوزات وصفها بالخطيرة جدا في بعض الولايات اتتها هذه المجموعات واستحضر حادثة غريبة جدت بأحد مساجد البلاد قبل اسبوع تمثلت في استعمال مجموعة محسوبة على التيار السلفي لعبوات «لاكريموجان» لا نجدها الا بحوزة اعوان الامن وتساءل العرفاوي : من اين اتو بهذا ؟ وتساءل عن سبب تلكؤ جهات أمنية في التعامل مع هذه المجموعات وتقصيرها في محاسبة ومساءلة وتتبع هؤلاء ، واضاف ان وزارة الشؤون الدينية اتصلت بوزارة الداخلية وطلبت منها الاهتمام بهذا الموضوع ومحاسبة كل المعتدين كما دعت الجهات الامنية الى التعامل بجدية مع مثل هذه الاعمال التخريبية التي وصفها بالخطيرة جدا. إلغاء إضراب الأيمة والوعاظ و بخصوص اضراب الايمة والوعاظ المزمع تنفيذه اليوم اكد العرفاوي انه تم إلغاء الاضراب قائلا : « لقد توصلنا الى حل مع نقابة الوعاظ والايمة وناقشنا بعض النقاط في الوزارة مع ممثل النقابة» مضيفا «نحن متفقون معهم في بعض النقاط على غرار تحسين الوضع المادي والمهني ..». وأشار العرفاوي إلى أن قرار عزل أو تنصيب إمام يرجع الى الوزارة ولا دخل لنقابة الوعاظ والايمة فيه مؤكدا على ان الوزارة تعتمد مقاييس علمية لتحديد الاطارات الدينية . ووصف العرفاوي اضراب الايمة والوعاظ الملغى بالمفاجئ وبيّن انه في حال نفذ الاضراب فسيكون فاشلا ولن يكون له وقع ولا تأثير يذكران لانه اذا رفض الامام اداء الصلاة فانه سيتقدم إنسان آخر من المصلين ويعوضه وقتيا.