لئن استمتعت جماهير توزر ونفطة ودقاش بما قدمته مهرجاناتها من عروض فنية وموسيقية ومسرحية لامس بعضها حدود النجاح وأخفق البعض الآخر في جلب اهتمام سمار ليالي رمضان فإن للمناطق الحدودية والريفية أيامها الثقافية الرمضانية أيضا حيث يعيش متساكنو معتمدية تمغزة منذ 4 أوت الجاري على وقع الأيام الثقافية الصيفية لتتواصل إلى غاية العاشر من هذا الشهر متضمنة عديد العروض المتنوعة منها سهرات الفنون الشعبية والشبابية والمحاضرات الدينية وهذه التعابير تمثل في حد ذاتها فرصة للترويح عن النفس. وتلقى هذه التظاهرة الإقبال الكبير من قبل متساكني تمغزة وقراها الذين وجدوا فيها متنفسا و«غذاء» ثقافيا وفكريا وروحانيا في ظل انعدام فضاءات الترفيه بهذه المناطق التي تعيش التهميش في جميع المجالات لاسيما مجالات التنشيط والتثقيف. وفي الطرف الثاني من الحدود التونسية الجزائرية وتحديدا بمعتمدية حزوة انطلقت الأيام الثقافية يوم 5 أوت لتمتد إلى غاية يوم 11 من الشهر نفسه وفي البرنامج عدة فعاليات لعل من أهمها عروض الفنون الشعبية والعروض المسرحية الموجهة للأطفال، فيما تشهد دار الشباب بالمكان إقامة أنشطة رياضية وأخرى فكرية وحملات نظافة بالإضافة إلى عزم الأطراف المعنية إقامة ختان جماعي لأطفال من عائلات محدودة الدخل. أما بمدينة دقاش وبصفة موازية مع فعاليات مهرجان تقيوس فقد انطلق مهرجان ليالي الضحك الذي أصبح من العادات الرمضانية المتميزة بدقاش. الحراك الثقافي في شهر رمضان ينشط المنتزهات داخل الواحة التي تشهد سهرات ثقافية ليلية كسهرة ليلية نظمها منتدى الفنون بالجريد أثث فقراتها شعراء وأدباء هذا المنتدى على غرار الأستاذ أحمد مباركي رئيس المنتدى والشاعران محسن داسي وزكية الطنباري والكاتبة جليلة صميدة. وبدورها تعيش منطقة حامة الجريد على وقع عدة عروض شبابية ومسرحية بالإضافة إلى عروض سينمائية لفائدة متساكني الأحياء ذات الكثافة السكانية هذا فضلا عن العروض التراثية التي يتم تنظيمها بدار الشباب بحامة الجريد والتي تمتد على مدى أسبوعين. وإذا كانت جل هذه التعابير والمحطات قد ارتبطت بشهر رمضان المعظم الذي بدأ عده التنازلي فإنه من الضروري أن تعمل المصالح المعنية على تفعيل المشهد الثقافي بمختلف الفضاءات سواء منها دور الثقافة أو الشباب أو الفضاءات الأخرى حتى تتحقق ديمومة الفعل الثقافي على مدار السنة ولا يكون نشاطا ظرفيّا فقط إذ أن هذه الدور والفضاءات تعيش بعد هذه «المناسبات» حالة من الركود إلى حد السبات.