لئن كانت وزارة الشؤون الدينية قد أكدت خلال الأيام القليلة الماضية على اتخاذها لقرار يقضي بمنع إمام مسجد «الزيتونة» المعمور الشيخ «حسين العبيدي» (الذي اتهمته ب«العمل على إثارة الفتنة من خلال الدعوة إلى هدر دم الفنانين التشكيليين المشاركين في معرض قصر العبدلية بالمرسى وبالاستيلاء على جامع الزيتونة وتنصيب نفسه إماما بالرغم من أن وزارة الشؤون الدينية تعد الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة قانونيا على تسيير المساجد وتعيين إطاراتها والإشراف عليها)، من إمامة المصلين في المسجد وتعيين أستاذ الفقه «محمد بو زغيبة» إماما جديدا مكانه... فان القرار المتمخض عن مشايخ جامع الزيتونة بعدم السماح لإمام عينته الحكومة باعتلاء منبر الجامع خلال ندوة صحفية عقدت أول أمس ، هو الذي حكم الموقف امس بمنع «بوزغيبة» وتكليف «سالم العدالي» نائب الشيخ «العبيدي» بإمامة المصلين. اعتلى الإمام (العدالي) منبر الجامع في وقت متأخر عن المعتاد ، حيث اتسمت الاجواء داخل المسجد بالتوتر والانفعال، بين مجموعة مؤيدة لفكرة الانصياع لقرار وزارة الشؤون وفسح المجال ل «العدالي» بان يؤم الجماعة وبين فريق اخر مساند للشيخ «العبيدي» ورافض لفكرة تدخل وزارة الشؤون الدينية في شؤون المسجد...فكثر الدخول والخروج بالقاعة المخصصة للائمة من هذا الطرف او ذاك ، وكثيرا ما هتف احدهم في المصلين مطالبا بضرورة نصرتهم لهذا الطرف ورفض الطرف الاخر. إمضاء الوزير على وثيقة استقلالية الجامع..يثبت مخالفته للقانون ! الشيخ «العبيدي» وقبل ان تكون له الغلبة في فرض رأيه باعتلاء «سالم العدالي» لمنبر المسجد عوضا عن «بوزغيبة»، أكد ل «التونسية» حسب وثيقة رسمية استظهر بها انه «لا يحق لغير عضو في مشيخة الجامع من اعتلاء منبره» حسب قوله ، مضيفا «أن هذه الوثيقة التي تضمن استقلالية الجامع تحمل امضاء وزير الشؤون الدينية نفسه فكيف له أن يتراجع الآن عما كان قد وافق عنه سابقا؟». كما أكد «العبيدي» على رفضه القاطع لتدخل حكومة «الجبالي» في شؤون جامع الزيتونة «لانها بذلك لن تختلف كثيرا عن الحكومات الاستبدادية السابقة التي انتهكت حرمة المسجد وعملت على اظطهاد مشايخه وتلامذته ومصليه، كما انه قد يكون بمثابة التدخل الذي يفسح المجال لغيرها من الحكومات القادمة بالتدخل في هذا الجامع العظيم...و هذا فعل رفضناه سابقا ولا زلنا نرفضه بشدة ولن نسمح لأحد بانتهاك استقلالية المسجد من طرف أي حكومة كانت». و بخصوص عدم إمامته الشخصية للمسجد، «اكد العبيدي» انه سيفوّض كتابيا للشيخ «سالم العدالي» بامامة المصلين في صلاة الجمعة، مشيرا الى ان الاطباء كانوا قد اشاروا إليه بالراحة على اثر «عملية الاختطاف والاعتداء التي تعرضت لها من قبل اعوان الشرطة يوم الجمعة الماضي حتى تمنعني من امامة المصلين وتسنح الفرصة للحكومة بان تعين من تشاء». «محمد بو زغيبة»...يذعن لرغبة منتقديه ! من جهته اكد استاذ الفقه بجامع الزيتونة الذي تم تعيينه من قبل وزارة الشؤون الدينية للحلول محل «العبيدي» في امامة المسجد، بانه لا يصبو إلى تعكير صفو الاوضاع بالمسجد أكثر مما هي عليه من خلال الإصرار على اعتلائه لمنبر المسجد وانه لهذا السبب استجاب لرغبة منتقديه ،مشددا على أهمية التكوين الديني الذي تلقاه في مجال الفقه والعلوم الدينية وان مستواه لا يسمح له بخوض صراع لا فائدة ولا طائل منه.
لقي أول أمس طفلان قاصران احدهما تونسي لم يتجاوز عمرهما الخمسة عشر عاما حتفهما غرقا بجزيرة أوستيكا الإيطالية الواقعة شمال شرق جزيرة صقلية. وتفيد المعلومات المتوفرة عن الحادثة ان الضحية وهو ابن مهاجر تونسي يقيم هناك سنوات قد رافق ايطاليا من نفس عمره في جولة حيث قادتهما المغامرة لسرقة سيارة كانت مفتوحة الابواب راسية بجانب الميناء فقادها احدهما بسرعة جنونية ليفقد السيطرة عليها وتقع من علو شاهق في البحر أين خابت محاولات انقاذهما ولفظا انفاسهما غرقا. وقد وقع انتشال جثتهما من قبل اعوان الحماية المدنية واحالتهما على الطب الشرعي وفتح تحقيق قضائي في حيثيات الحادثة.