شارك الممثل والمخرج المسرحي زهير الرايس في العديد من الأعمال الدرامية نذكر منها «التحدّي» و«كمنجة سلامة» و«دنيا» و«عنقود الغضب» كما أثرى مسيرته الفنية ببعض الأعمال المسرحية على غرار «عاش يتمنى» و«حيلة وتشيطين» وآخرها كانت تأليفه وإخراجه لمسرحية «موزاييك» التي تقاسم فيها أدوار البطولة مع منى نور الدين ومنال عبد القوي وكوثر الباردي. وخلال الموسم الرمضاني الحالي أطل الرايس على جمهوره في مناسبتين الأولى في مسلسل «عنقود الغضب» والثانية في العمل الدرامي «من أجل عيون كاترين». للحديث عن مشاركاته التلفزية اتصلت «التونسية» به فكان الحوار التالي: ما هي ردود الأفعال التي وصلتك بعد مشاركتك في مسلسل «عنقود الغضب»؟ أغلب ردود الأفعال التي وصلتني كانت إيجابية إذ أعجب دور «محفوظ» المشاهدين، صحيح أن مساحة الشخصية ضمن الأحداث لم تكن كبيرة لكن الدور كان فاعلا إذ يعكس واقع بعض الإعلاميين وصراعهم مع «الفساد» هناك طرح جريء في المسلسل للعديد من القضايا من بينها الإعلام وكما هو معروف فتعرية هذا القطاع وكشف «كواليسه» هو بالتأكيد فضح للواقع السياسي نظرا لارتباطه بالسياسة. وعموما فإن مسلسل «عنقود الغضب» تناول العديد من القضايا المسكوت عنها بطريقة صادقة وهو السبب الأول لنجاحه. أغلب أحداث المسلسل كانت قبل الثورة، فهل تعتقد أن واقع القطاع الإعلامي قد تغير بعدها؟ لديّ دراية كافية بواقع الإعلاميين لارتباط القطاع الثقافي بالإعلامي. فكما يقولون «ناكلوا من طنجرة وحدة» ونسبح في نفس النهر. فلا الفنان ولا الإعلامي يستطيعان العمل بمعزل عن بعض. أدرك جيدا صعوبات الإعلاميين لكني أعتقد أنه اليوم أصبحت هناك حرية تعبير تبعد الصحفي عن كل الضغوطات. ماذا عن مشاركتك في مسلسل «لأجل عيون كاترين»؟ دوري في المسلسل دور شرفي ويكفيني أني اشتغلت مع مخرج كبير مثل حمادي عرافة وشخصيا أقبل نوعية الأدوار الصغيرة فقط إذا كنت سأتعامل مع اسم فني كبير في الإخراج. هل وجدت فرقا بين ظروف التصوير في «عنقود الغضب» أي بالوطنية الأولى وبين «لأجل عيون كاترين» الذي تبثه «نسمة»؟ لا يمكنني المقارنة بين العملين على المستوى التقني قد أتحدث عن الصعوبات الأمنية التي رافقت تصوير المخرج نعيم بن رحومة لمسلسل «عنقود الغضب» إذ حاول بعض سكان حومة «سيسيليا» بحلق الوادي منعنا من التصوير وسعوا الى إثارة المشاكل ولولا تدخل شق آخر من الأهالي لتم إيقاف التصوير. في المقابل كان تحرك الأمن بطيئا وغير فاعل. أما على الجانب التقني فلكل مسلسل ظروفه وميزاته ويكفينا المستوى الجيد للصورة التي جاء بها العملان وخصوصا مسلسل «لأجل عيون كاترين». ما حكاية «صنصرة» إحدى اللقطات من مسلسل «عنقود الغضب»؟ هناك مجموعة من الأشخاص ضمن هيئة رقابة الأعمال التلفزية بالوطنية الأولى رفضوا تمرير إحدى اللقطات بتعلّة خدش الأخلاق واحترام خصوصيات شهر رمضان والمشهد كان عبارة عن راقصة في «كابريه» محاطة بأشخاص يحتسون «ابنة العنب». الراقصة ليست عارية وأنا شخصيا شاهدت اللقطة وأعتبرها «عادية» حتى في صورة بثها في هذا الشهر، المشهد لم يكن مسقطا بل هو موظف لهدف راق يحمل أبعاد إصلاحية فالمخرج يدرك جيدا ضوابط احترام مشاهديه وهذه اللقطة تكلفت ماديا «كاشي» الراقصة وغيرها من الممثلين فضلا عن التصوير والخسائر التقنية. وفي اعتقادي أن حذف مثل هذه المشاهد فيه خسائر مادية وفنية في نفس الوقت. ما تبريرك لعودة «الرقابة أو الصنصرة» على الأعمال الفنية؟ في البداية لم أجد تبريرا مقنعا لحذف هذا المشهد وعرفت أن القطاع لم يتخلص من جهاز الرقابة 100% ثم اقتنعت بأن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها فحتى في الثورات الغربية استغرق التغيير سنوات طوالا فلا يمكننا التخلص من تبعات قرون في أشهر معدودة. أيهما تفضل تجسيده دور الرجل الطيب وهي أدوار اشتهرت بها أم دور «الشرير» وقد أتقنته في مسلسل «دنيا»؟ أفضل دائما تقمص أدوار الخبث والشرّ والقسوة وأسعى الى تبنيها لأنها أدوار بعيدة عن شخصيتي الحقيقية (طبعا لست ملاكا) ففي تجسيدي للشخصيات المرضية اشتغل أكثر وأحاول أن أقدم الدور بإقناع وحرفية. ما هي البرامج التلفزية التي تتابعها في رمضان؟ تابعت مسلسل «عنقود الغضب» والآن أتابع «لأجل عيون كاترين» وسلسلة «دار الوزير». وأعتقد أن هذه الأخيرة لم تنجح على مستوى الاضحاك أو الضمار كما نجحت «نسيبتي العزيزة» و«شوفلي حلّ» لكن المخرج صلاح الدين الصيد قدم عملا حرفيا على مستوى الصورة والرؤية الاخراجية وقد أقنعتني كثيرا منى نور الدين التي أتقنت دورها الذي جاء مغاير لأدوارها السابقة كما أعجبني دور كمال التواتي والممثلة الجزائرية رزيقة. من هو الممثل الذي شكل اكتشافا فنيا بالنسبة لك خلال هذا الموسم الرمضاني؟ أدهشني أداء سفيان الداهش في «عنقود الغضب» فهو ممثل كوميدي يشتغل بعيدا عن التهريج كما تفاجأت بأداء الممثلة مريم بن شعبان في مسلسل «مكتوب» كانت أكثر من رابعة. ما جديدك على الساحة المسرحية؟ نقوم حاليا بعرض مسرحية «موزاييك» من إنتاج فرقة مدينة تونس للمسرح وذلك في إطار المهرجانات الصيفية. ما حقيقة الأوضاع المادية لفرقة البلدية الخاصة بعد تراجع ميزانيتها من 40 إلى 20 ألف دينار؟ صحيح فميزانية الفرقة تراجعت حتى أصبحنا نخال أنفسنا في «لعبة» فالفرقة لها تاريخها وحاضرها ولا يعقل أن ندخل في «القيل والقال» وأن ينزل المستوى المالي للفرقة الى هذا المستوى. هذا إلى جانب أن القانون المنظم للفرقة تم سنّه منذ عهد الاستعمار ولهذا وجب الآن تنقيح هذا القانون ليضمن الاستقلالية المادية والفنية للفرقة، إذ نعاني من رقابة اللجنة الثقافية وضرورة استشارتها في كل كبيرة وصغيرة «ما نحطو خيط في إبرة» إلا بعد موافقتها حتى أصبح الممثل في الفرقة البلدية يشتغل «بالكريدي» و«الرخص» فضلا عن أننا لم نستلم مستحقاتنا المادية لعروضنا المسرحية منذ شهر جانفي الفارط باستثناء عرض أيام قرطاج المسرحية رغم أن وزارة الثقافية قد دفعت للبلدية تكلفة العروض التي قدمناها لفائدتها!!!