عقد أمس «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» بنزل «أفريكا» بالعاصمة ندوة صحفية لتقديم برنامج مؤتمره الثاني الذي سيعقد أيام 24 و25 و26 اوت الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة. و حضر هذه الندوة «الهادي بن عباس» الناطق الرسمي باسم الحزب وثلة من اعضائه. وقد استهل بن عباس كلمته بالتعريف بالمؤتمر الثاني للحزب الذي يأتي تحت شعار «ملتزمون» واكد انه مؤتمر مهم للغاية أتى في مرحلة دقيقة من حياة الحزب الذي مرّ بثلاث محطات تاريخية، الاولى كانت فترة تأسيسه في 52 جويلية 2001 لتنطلق على إثرها المرحلة النضالية التي تميزت بالصعوبة نظرا إلى وجود بعض الاعضاء المؤسسين في المنفى لكن الخط السياسي الذي انتهجه الحزب ظل واضحا وفيه صدام مباشر مع الدكتاتورية حسب تعبير بن عباس. و أشاد بن عباس بالدور الذي لعبته الثورة في حياة الحزب قائلا: «الحزب رأى النور بعد الثورة» وكانت الانطلاقة الفعلية له في مارس 2011 ليبدأ معها الإعداد للمؤتمر التأسيسي الاول الذي احتضنته ولاية القيروان كلل بالنجاح ووقع على إثره تحديث الحزب واقحامه في العمل السياسي والميداني. «23 أكتوبر مفاجأة لنا» اعترف الناطق الرسمي باسم «المؤتمر» ان انتخابات 23 اكتوبر الفارطة مثلت مفاجأة كبيرة لاعضاء وأنصار الحزب نظرا لما حققه من نتائج ايجابية وعلل هذا التفاجؤ بأن المشهد السياسي كان يخلو من أية دراسة علمية للقوى الفاعلة على الساحة السياسية. وأكد بن عباس على ان أعضاء الحزب تحملوا مسؤولية كاملة بعد الانتخابات 23 أكتوبر واشتغلوا في ظروف صعبة نظرا لحداثة التجربة الائتلافية في تونس وايضا لصعوبة التوحيد بين احزاب مختلفة مضيفا ان اغلب دول العالم وجدت صعوبات في الائتلاف خاصة بوجود أحزاب ذات مرجعيات مختلفة. وقال بن عباس: «اليوم نصل الى المؤتمر الثاني للحزب ولا اخفي عليكم فقد مرّ الحزب بأزمة عميقة نتيجة انشقاقات بعض الكوادر وقد تجاوزنا هذه الازمة». واعتبر ان المؤتمر الثاني لحزبه مهم جدا ويلي مؤتمر حزب «النهضة» لرسم الخارطة السياسية في تونس بصفة عامة والخارطة السياسية للمؤتمر بصفة خاصة. ويأتي المؤتمر الثاني تحت شعار «ملتزمون» الذي قال عنه بن عباس «انه كلمة ترمز إلى مسيرة الحزب بعد المساهمة الفعلية في الحياة السياسية بكونه افرز رئيسا للبلاد وهي مسألة ليست بالهينة ونريد المواصلة في الإصلاح لتعبيد طريق الديمقراطية في بلادنا بعد سنوات عجاف من القهر والاستبداد». مضيفا: «نريد ان نلتزم ولا نريد ان نعطي وعودا فضفاضة ف «ملتزمون» ترمز الى روح المسؤولية وحزبنا متشبع بروح المسؤولية وملتزم بتحقيق أهداف الثورة بالمحاسبة والعدالة والمساواة». مستقبل تونس مرتبط بحزب «المؤتمر» و ابرز بن عباس في تصريح ل «التونسية» ان مستقبل تونس مرتبط بحزب «المؤتمر» لأن الساحة السياسية التونسية مهددة بخطر الاستقطاب الحزبي من قبل حزب «حركة النهضة» والكتلة الدستورية بقيادة رئيس الحكومة السابقة «الباجي قائد السبسي» ووصف هذه الكتلة بالمتواطئة مضيفا ان المشهد السياسي يخلو من أحزاب معدلة تطرح البديل. و شدد بن عباس على ان السياسة مبنية على الديمقراطية والتعددية الحزبية لكي يتسنى للمواطن الاختيار بين عدة احزاب وعديد البرامج , رافضا كل عملية استقطاب حزبي من اي طرف معللا ذلك بأن تونس لا يمكن ربطها بحزبين فقط لقطع الطريق على كل محاولة للاستحواذ على السلطة, وقال: «نحن صلب ائتلاف نحترمه ومن الممكن ان نواصل في هذا الائتلاف لانه حسب اعتقادي جزء مهم من الديمقراطية في تونس إنما الاستقطاب مرفوض في تونس حتى من حزب النهضة لانهم يؤمنون بالتعددية والتنوع». «هميلة اعتدى على الرئيس» و بخصوص تجميد نشاط «الطاهر هميلة» من الحزب بعد تصريحاته النارية التي استهدفت الرئيس «منصف المرزوقي» قال بن عباس ان هميلة تجاوز كل الحدود والمسؤوليات الموكلة اليه قائلا: «يجب ان يعي هؤلاء ان الحرية هي ايضا مسؤولية وكل شخص مسؤول عن كلامه وعن تصرفاته». و اكد بن عباس ان تصريحات هميلة تتنزل في خانة الثلب والتهجم على الأشخاص ولا علاقة لها بالخطاب السياسي وانما هو خطاب تهجمي وقدح وثلب في شخصية رئيس الجمهورية , مبديا رفضه لمثل هذه السلوكات التي لا يجب السكوت عنها حسب تعبيره مضيفا: «كنا سنكرم هميلة ولكن مع كامل الأسف نزل بالخطاب السياسي الى مستوى لا يجب ان نقبله». نستنكر ما تعرض له المسعودي و في ما يتعلق بتحجير السفر عن المستشار الإعلامي السابق لرئاسة الجمهورية «أيوب المسعودي» اوضح بن عباس ان حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» اصدر بيان مساندة للمسعودي قائلا : «ان حرية التعبير السياسي مضمونة في تونس ويجب ان ندافع عنها واذا لم يكن المسعودي مدانا قانونيا يجب ان يتمتع بحريته ولهذا نستنكر تحجير السفر». لماذا غاب عبو؟ انتبه الحضور الى غياب الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» فتدخل بن عباس لتوضيح اسباب الغياب التي ارجعها الى ان عبو ترشح للامانة العامة للحزب قائلا: «أردنا تغييبه لكي لا يدخل حضوره في إطار الحملة الدعائية».