ادان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ، اقتحام أفراد جماعة سلفية لتجمع ثقافي في بنزرت التونسية شمال البلاد، واعتداءهم على منظميه والحاضرين فيه. ودعا في بيان له السبت، إلى تقديم العناصر المتورطة إلى العدالة، مطالبا السلطات التونسية بالتحقيق في تأخر الشرطة بالتدخل لمنع قرابة مائة عنصر منتمٍ لإحدى الجماعات السلفية مسلّحين بالهراوات والسكاكين، من اقتحام قاعة الاحتفال، والاعتداء على من فيها، مما قاد إلى إصابة ثلاثة مدنيين وضابط أمن بجروح. وأعرب المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، عن قلقه البالغ إزاء تكرار حوادث العنف داخل البلاد، والتي قادت خلال الأسبوع الأخير إلى فضّ عدد من الفعاليات الثقافية والحقوقية تحت وطأة عناصر منفلتة استخدمت القوة والتهديد ضد المواطنين. وعزا البيان ازدياد وتيرة العنف إلى غياب قوة الردع القانونية للعناصر المحسوبة على التيار السلفي، التي هاجمت خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من الفعاليات بينها، مهرجان الموسيقى الصوفية في القيروان، وعرض مسرحي في دار الثقافة بمنزل بورقيبة في بنزرت، إلى جانب الاقتحام الأخير لقاعة دار الشباب، والاعتداء على حقوقيين وناشطين. وحذر المرصد من أن تكرار مثل هذه الحوادث يهدد بتراجع "حرية الرأي والتعبير" داخل البلاد، وسيادة "ثقافة العنف ومنطق القوة والبلطجة". وشدّد على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة، للحد من تجاوزات الجماعات السلفية، وتقديم المتهمين منهم إلى العدالة، مثمناً قيام الداخلية التونسية باعتقال أربعة منهم، ومنوهاً إلى ضرورة أن تعلن السلطات الرسمية عن نتائج التحقيق والعقوبات الرادعة بحق العناصر المتهمة. وأكّد المرصد الحقوقي على ضرورة أن تبسط السلطات التونسية من سيطرتها الأمنية داخل البلاد، بما يضمن تعزيز دورها في صيانة الحريات العامة والفردية، ومساءلة كل من يهدد حق الفرد والجمهور بالتعبير عما يعتقده من آراء واتجاهات.