سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الناشط السياسي "الحبيب بوعجيلة" ل ' التونسية ' : عدم مشاركة تونس في قمة "عدم الانحياز" رسالة لا تليق بالثورة ..وهناك دول أجنبية تسعى لاحتواء التحولات العربية
شارك الناشط السياسي والحقوقي والعضو بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية الحبيب بوعجيلة في المؤتمر الدولي العلمي الاول حول حركة عدم الانحياز والذي انعقد بالعاصمة الايرانية "طهران" يومي 17 و18 جويلية الماضي وذلك الى جانب عدد من الباحثين والاعلاميين والنشطاء القادمين مما يزيد عن 20 دولة افريقية وآسيوية ومن امريكا اللاتينية قصد النظر في سبل تطوير اداء منظمة عدم الانحياز بعد ما يزيد عن 50 سنة على بعثها وتضمنت اشغال هذه الندوة الدولية العلمية عروضا اكاديمية مهمة في مجال التصور الاستراتيجي لدور "حركة عدم الانحياز" و ضرورات احياء قيمها في عالم متحول وفي عصر تستعيد فيه شعوب المنطقة ارادتها ورغبتها في تامين تحولاتها الديمقراطية والثورية على قاعدة استعادة حقها في ضمان استقلال قرارها السياسي والثقافي وحقها في حماية ثرواتها وبناء تنميتها الوطنية وكانت هذه الندوة العالمية فرصة للأكاديميين والمختصين من مختلف دول العالم المعنية بعدم الانحياز للجدل والنقاش وتبادل الاراء قبل انعقاد قمة عدم الانحياز في طهران في 26 اوت الجاري والذي ستتسلم ايران رئاستها لمدة الثلاث سنوات القادمة ومعلوم ان حركة عدم الانحياز تعتبر ثاني تجمع عالمي بعد الجمعية العامة للامم المتحدة وعقد هذه القمة السياسية ياتي في ظروف حساسة تمر بها المنطقة ومن هنا اتصلنا بالناشط السياسي الحبيب بوعجيلة الذي افادنا بما يلي : ' بالفعل تعتبر القمة المرتقبة لدول عدم الانحياز في طهران قمة استثنائية حيث تنعقد في ظروف حساسة وانتقالية بمنطقتنا في وقت تدفع فيها امريكا وبعض دول اوروبا الى احتواء التحولات العربية بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني وذلك باثارة النزاعات الطائفية في المنطقة وضرب روح الممانعة والمقاومة عبر توظيف الاندفاع الخليجي من طرف السعودية وقطر الى تحويل ايران الى عدو رئيسي في المنطقة كما يتميز الظرف بتشكل تحالف دولي تتنازع فيه الهيمنة على المنطقة كل من امريكا واوربا والعدو الصهيوني من ناحية بتواطؤ خليجي واضح ومن ناحية اخرى يتشكل حلف صيني روسي ايراني ضمني يبدو اكثر ميلا الى قوى المقاومة ورفض منطق الوصاية الامريكية الصهيونية وكنت.. وجهت شخصيا تقريرا الى رئيس الجمهورية منصف المرزوقي حول مشاركتي في المؤتمر العلمي لحركة عدم الانحياز وقد طلبت ضرورة مشاركة الرئيس في القمة في سياق توسيع تونس لحضورها في التجمعات الاقليمية الشقيقة والصديقة بعيدا عن سياسة الاصطفاف او ما يفهم منه الخضوع لابتزازات الدول المانحة ( الخليج واروبا وامريكا ) ولكن يبدو ان رئيس الدولة لم يعلن مشاركته في القمة وهو امر غير مفهوم خصوصا بعد اعلان الرئيس المصري محمد مرسي مشاركته في القمة وهو اعلان مليء بالرموز بالنسبة لاول رئيس منتخب في مصر بعد الثورة وهو رئيس منحدر من حركة اسلامية سنية من المفروض ان تكون اكثر خضوعا للضغوط السعودية والقطرية والامريكية وانا انتهز هذه الفرصة مجددا لاطالب مرة اخرى بان تكون مشاركة تونس في قمة دول عدم الانحياز في اعلى مستوى بقطع النظر عن الموقف من القضية السورية خصوصا بعد مشاركة الرئيس في قمة " مكة " الاخيرة ' وبخصوص انطباعاته عن المؤتمر الدولي العلمي الاول حول حركة عدم الانحياز والذي شارك فيه بطهران صرح لنا الحبيب بوعجيلة : ' ' كان هذا المؤتمر العلمي هاما وحظي بعناية رسمية تجلت من خلال حضور المستشار الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي اكد في كلمته الافتتاحية حرص إيران على جعل فترة رئاستها لمنظمة دول عدم الانحياز فرصة لاعادة البريق لهذه المنظمة بعد تراجع دورها منذ اكثر من عقدين كما تعرض علي اكبر صالحي وزير الخارجية الايراني الى ضغوط وابتزازات من القوى الدولية النافذة بغرض اضعاف القمة المرتقبة وقال رئيس الدبلوماسية الايرانية ان عدة مقترحات مهمة قد يتم إقرارها في هذه القمة لعل اهمها احداث امانة دائمة لحركة عدم الانحياز واقرار آليات تسمح للمنظمة بالاسهام في حل النزاعات و خصوصا بين الدول الاعضاء وتحدث وزير النقل الايراني شمس الدين الحسيني عن اوراق القوة الاقتصادية التي تمتلكها دول عدم الانحياز في مقابل ضعف تاثيرها في القرارات الاقتصادية الكبرى في العالم مشيرا الى ان 27 دولة مصدرة للطاقة في العالم هي دول عضو في حركة عدم الانحياز في حين ان الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا هما اللتان تهيمنان على ادارة المؤسسات الاقتصادية العالمية وقرارها مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيمنة عملتي الاورو والدولار على السوق النقدية العالمية في حين ان منظمة عدم الانحياز قادرة على اقرار سبل الاستقلال في مجال العملة خصوصا وان هذه المنظمة هي ثاني اكبر تجمع دولي بعد منظمة الاممالمتحدة '