من المتوقع أن يباشر الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي عين خلفا لكوفي عنان مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا مهمته قريبا وسط تشكيك في قدرته على إيجاد حل توافقي ينهي النزيف السوري. فالمشهد بتجلياته الراهنة واستنادا إلى الوقائع السياسية والميدانية يجعل من مهمة الإبراهيمي مهمة صعبة أشبه بالسير في حقل ألغام, وينبئ بفشلها قبل بدايتها, فلا النظام السوري سيقبل بمطلب تنحي الرئيس بشار الأسد ولا المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ستقبل ببقاء الأسد في السلطة. المهمة المرتقبة للإبراهيمي والتي لم تتضح معالمها بعد ليست معزولة عن الواقع السياسي الدولي والإقليمي والعربي فكل المؤشرات تجمع على أن أكثر من طرف حشر أنفه في أزمة سوريا الشائكة وكل بات يدلي بدلوه وفق ما تقتضيه مصلحته بدعوى حماية الشعب السوري من «بطش النظام» والمفارقة أن دولا من تلك التي حشرت أنفها بالمال والسلاح والتصريحات والمبادرات لم تقدم حلا بقدر ما أشعلت نيران فتنة وحربا حطامها الأبرياء. قد يبدو التصعيد الغربي تجاه النظام السوري مفهوما لاعتبارات تتعلق بمصالح الغرب في المنطقة وتمدد نفوذه فيها وهذا أمر واقع فحقن دماء الشعوب العربية والمسلمة لم يكن يوما ضمن أولويات الغرب بقدر ما كان ذريعة للتدخل وما حدث في العراق وأفغانستان وقبلهما في لبنان وفلسطين يقف شاهدا على صحة ما سبق ذكره.أما التصعيد العربي خاصة من قبل قطر فلا مبرر له سوى قصر نظر هذه الدولة أو تلك، بعضها أصبغ الأزمة صبغة طائفية ومذهبية وبعضها ألبسها لباس الحق في الحرية والديمقراطية والتغيير والحال أن معظم الدول صاحبة هذا الرأي أو هذا المبرر لا تعرف من الديمقراطية إلا اسمها. و كما ضيع العرب فلسطين والعراق ضيعوا سوريا ,حكموا على العراق بالدمار والخراب والقتل والاقتتال، ودعموا العدوان الغربي عليه سرا وعلانية ,شاهدوا أحد زعاماتهم (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ) ينحر فجر عيد الاضحى ولم يحركوا ساكنا , شاهدوا وعاشوا وعايشوا المذابح التي يرتكبها الاسرائيليون في فلسطينالمحتلة ولم يحركوا ساكنا إلا ببيانات الشجب والإدانة, وقفوا متفرجين على الصومال تتمزق أوصاله من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ولم يحركوا ساكنا والمواقف ذاتها تتكرر مع السودان وموريتانيا (...) واليوم انتقلوا من موقع الفرجة والإدانة إلى موقع المشاركة في إراقة دماء السوريين لأنهم حشروا النظام السوري في الزاوية فاندفع بفعل عناده وحرصه على عدم السقوط إلى القتل. كانوا يدركون أن ما قدموه من مبادرات قالوا عنها انها وصفة لانقاذ الشعب السوري من المحرقة , هي مبادرات محكوم عليها بالفشل لأنها أغلقت باب الحوار مع النظام السوري فكانت وقودا إضافيا للاقتتال والقتل ,و المحصلة أن من دفع ويدفع فاتورة هذه المبادرات هم السوريون أنفسهم من الموالين للنظام ومن المعارضين له, من أبناء الشعب: مسلمين ومسيحيين, من طوائف هذا الشعب سنة وشيعة ودروز (...). لا أحد ينكر مسؤولية الأسد ونظامه في قتل الشعب السوري ولا أحد أيضا يمكنه تبرئة العرب من دماء السوريين...، الأمة التي تذبح من الوريد إلى الوريد لن تنفعها وصفة الإبراهيمي ولا غيرها من الوصفات التي تطبخ في مطابخ الغرب وفق أهواء ومصالح الغرب لا وفق مصالح الشعوب العربية..., وصفات بشرتنا بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس وروج لها الفرنسي من أصل يهودي الملقب اليوم ب «عراب الثورات» برنار ليفي... وصفات قد تسقط أنظمة فاسدة مستبدة لكنها تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها على شعوب المنطقة فتغرق في اقتتال وتناحر طائفي وعرقي وعشائري... وصفات قتل بأياد عربية مسلمة لن ينهيها إسقاط الأسد في سوريا بل سيمتد لهيبها إلى أبعد من سوريا وقد تطايرت شظاياها أمس إلى لبنان... واللهَ نسأل حسن العاقبة والمآل. حدث وحديث وصفات قتل واقتتال بقلم محمد الهادي الحيدري من المتوقع أن يباشر الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي عين خلفا لكوفي عنان مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا مهمته قريبا وسط تشكيك في قدرته على إيجاد حل توافقي ينهي النزيف السوري. فالمشهد بتجلياته الراهنة واستنادا إلى الوقائع السياسية والميدانية يجعل من مهمة الإبراهيمي مهمة صعبة أشبه بالسير في حقل ألغام, وينبئ بفشلها قبل بدايتها, فلا النظام السوري سيقبل بمطلب تنحي الرئيس بشار الأسد ولا المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ستقبل ببقاء الأسد في السلطة. المهمة المرتقبة للإبراهيمي والتي لم تتضح معالمها بعد ليست معزولة عن الواقع السياسي الدولي والإقليمي والعربي فكل المؤشرات تجمع على أن أكثر من طرف حشر أنفه في أزمة سوريا الشائكة وكل بات يدلي بدلوه وفق ما تقتضيه مصلحته بدعوى حماية الشعب السوري من «بطش النظام» والمفارقة أن دولا من تلك التي حشرت أنفها بالمال والسلاح والتصريحات والمبادرات لم تقدم حلا بقدر ما أشعلت نيران فتنة وحربا حطامها الأبرياء. قد يبدو التصعيد الغربي تجاه النظام السوري مفهوما لاعتبارات تتعلق بمصالح الغرب في المنطقة وتمدد نفوذه فيها وهذا أمر واقع فحقن دماء الشعوب العربية والمسلمة لم يكن يوما ضمن أولويات الغرب بقدر ما كان ذريعة للتدخل وما حدث في العراق وأفغانستان وقبلهما في لبنان وفلسطين يقف شاهدا على صحة ما سبق ذكره.أما التصعيد العربي خاصة من قبل قطر فلا مبرر له سوى قصر نظر هذه الدولة أو تلك، بعضها أصبغ الأزمة صبغة طائفية ومذهبية وبعضها ألبسها لباس الحق في الحرية والديمقراطية والتغيير والحال أن معظم الدول صاحبة هذا الرأي أو هذا المبرر لا تعرف من الديمقراطية إلا اسمها. و كما ضيع العرب فلسطين والعراق ضيعوا سوريا ,حكموا على العراق بالدمار والخراب والقتل والاقتتال، ودعموا العدوان الغربي عليه سرا وعلانية ,شاهدوا أحد زعاماتهم (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ) ينحر فجر عيد الاضحى ولم يحركوا ساكنا , شاهدوا وعاشوا وعايشوا المذابح التي يرتكبها الاسرائيليون في فلسطينالمحتلة ولم يحركوا ساكنا إلا ببيانات الشجب والإدانة, وقفوا متفرجين على الصومال تتمزق أوصاله من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ولم يحركوا ساكنا والمواقف ذاتها تتكرر مع السودان وموريتانيا (...) واليوم انتقلوا من موقع الفرجة والإدانة إلى موقع المشاركة في إراقة دماء السوريين لأنهم حشروا النظام السوري في الزاوية فاندفع بفعل عناده وحرصه على عدم السقوط إلى القتل. كانوا يدركون أن ما قدموه من مبادرات قالوا عنها انها وصفة لانقاذ الشعب السوري من المحرقة , هي مبادرات محكوم عليها بالفشل لأنها أغلقت باب الحوار مع النظام السوري فكانت وقودا إضافيا للاقتتال والقتل ,و المحصلة أن من دفع ويدفع فاتورة هذه المبادرات هم السوريون أنفسهم من الموالين للنظام ومن المعارضين له, من أبناء الشعب: مسلمين ومسيحيين, من طوائف هذا الشعب سنة وشيعة ودروز (...). لا أحد ينكر مسؤولية الأسد ونظامه في قتل الشعب السوري ولا أحد أيضا يمكنه تبرئة العرب من دماء السوريين...، الأمة التي تذبح من الوريد إلى الوريد لن تنفعها وصفة الإبراهيمي ولا غيرها من الوصفات التي تطبخ في مطابخ الغرب وفق أهواء ومصالح الغرب لا وفق مصالح الشعوب العربية..., وصفات بشرتنا بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس وروج لها الفرنسي من أصل يهودي الملقب اليوم ب «عراب الثورات» برنار ليفي... وصفات قد تسقط أنظمة فاسدة مستبدة لكنها تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها على شعوب المنطقة فتغرق في اقتتال وتناحر طائفي وعرقي وعشائري... وصفات قتل بأياد عربية مسلمة لن ينهيها إسقاط الأسد في سوريا بل سيمتد لهيبها إلى أبعد من سوريا وقد تطايرت شظاياها أمس إلى لبنان... واللهَ نسأل حسن العاقبة والمآل.